فرنسا تحت الصدمة
من خصائص الأمة المحمدية المنتسبة لنبي الرحمة (ص) أن جعل الله تعالى قلوب أفرادها على قلب رجل واحد , يحزن المسلم لمصيبة غيره ويهتم لأمره ويتأذى لإيذائه حتى ولو كان من غير المسلمين. قدوتنا في ذلك رسول الهدى (ص) الذي كان يزور جاره اليهودي إذا مرض ويواسيه إذا أصابه مصاب.وقد بلغ الحال بالأمة الإسلامية من التصدع والضياع ما جعل طغمة من الفاسدين المفسدين يستبيحون دماء الناس ويستهدفون الأنفس بغير ما شرع الله,ومن جملة ماوقع من ذلك فآلم ,مما يستفظعه الطبع الكريم ,ويستنكره القلب السليم , ماوقع في باريس قبل ساعات فقط , من إزهاق لأرواح صحفيين ورجال شرطة. وإن كرماء هذه الأمة رجالها ونساءها ,لايمكن أن يظلوا صامتين متفر جين على هذه المناكرالعظيمة والمجازر الأليمة ,كما أن من المستغرب والمستنكر أن نسمع أصوات التشفي ترتفع في بعض المواقع بزعم الثأر لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام. ليس هذا من شيمنا ولن يكون ,فديننا الحنيف قضى على الثأر والعصبية,ديننا من أحكامه ألا تزر وازرة وزر أخرى ,الدين الذي يدعونا أن نكون بالتمسك به خير أمة أخرجت للناس ,وهاهي الأمم تنظر إلينا ومن بيننا من يرتكب الإجرام باسم الدين ,ويستبيح حرمات رب العالمين باسم الدين ولينتظر المسلمون أياما عصيبة إبتداء من هذه الساعة الفارقة... إن الدفاع عن هذا الدين الإسلامي السمح الحنيف ,لمن مناطات ماقلدنا الله تعالى إياه من التكليف ,فلا يمكن السماح لمن يفسد صورة الإسلام ويشوه سمعته ويزيف حقائقه ,بأن يعيث فسادا ويخرب بادعائه بلادا ويؤذي عبادا,فالدين الإسلامي بريئ من العدوان بريئ من الدماء ,لأن الأصل في الدماء والأرواح العصمة ,فلا يحل انتهاكها في شرع الله تعالى وإن الإنسان ليقضي العجب من أناس يتحدثون باسم الإسلام و يزعمون القيام باسم الدين وهم يقوضون بأفعالهم أركانه ويهدمون بنيانه,ويخربون دياره ؟ إن الواجب علينا معاشر المسلمين أن نرجع إلى الينابيع الصافية لديننا ونمحص الحق فنلزمه, ونبين الباطل فندمغه,وأن نحرص على إعطاء النموذج من أنفسنا لصورة الإسلام الساطعة النقية ,ومحجته الوضاءة التي ليلها كنهارها ,لا تتقاذفنا الأهواء ولا تلتبس علينا الشبهات ,رافعين أصواتنا باستنكار ما يقترف باسم الدين الحنيف ,رافضين كل أشكال العنف والعدوان سالكين مسلك البر والإحسان الذي هو منهج الإسلام ومنهج الإيمان .
تعازينا الصادقة لكل المكلومين في هذا المصاب الجلل.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|