[د. رجاء بنحيدا]

كيف ستقرأ هذا النص الشعري؟؟
سنةٌ .. مضت // للشاعرطلعت سقيرق

سنةُ مضتْ
شعر : طلعت سقيرق




سنةٌ .. سنهْ
يمتصُّني نبضُ الحنينِ فأنثني
وألمُّ عن شجرِ الزمانِ
ألمُّ عن شجرِ المكانِ
زهورَ أغنيةٍ تهادتْ سوسنَهْ
* * *
سنةٌ .. سنهْ
حلوٌ طلوعُ الأمنياتِ
وحلوةٌ مثلُ الصلاةِ على النبيِّ
النمنماتُ ترودُ في ذهني
تنقّطُ عشقَهاوتردُّني حتى امتشاقِ الياسمينِ
من الدروبِ
أحنُّ حين تموجُ في البالِ الصورْ
وينقّطُ الدفءُ اللذيذُ مع المطرْ
وأحنُّ .. ما أحلى الحنينَ يصيرُ أجنحةً
يرفُّ .. فتصعدُ الدنيا وترْ
أتنشَّقُ اللحنَ الحنونَ .. وأرتوي
أتنفَّسُ اللحظاتِ تأخذني إليها
ثم تأخذني إليها خلسةً ..
فأغيبُ في عرسِ الشجرْ
وأغيبُ في عرس الوترْ
* * *
.. سنةٌ .. سنهْ
يتلفَّتُ القلبُ المطرّزُ بالنَّدى
ما أقصرَ الدرب الذي نمشيهِ
في هذا المدى
ما أطولَ الدربَ الذي نحكيهِ
في فصلِ الصدى
تتلفّتُ الشفتان
أسئلةٌ تدقُّ البابَ
أفتحُ .. في فمي طعم الحكاياتِ التي لا تنتهي
تتلفتُ العينانِ ..
أغمضُ .. حقلُ ألحان يظلّلُ أضلعي
ويفتحُ الوردُ .. انتباهُ الأمكنهْ
خطواتُ من مرّوا .. ومن أحببتُ
من أدمنتُ
تمتدُّ الشبابيكُ .. الوجوهُ
فأنطوي حبقاً يسيِّجُ كلَّ من أحببتُ
من أدمنتُ
أعطيهمْ إذا شاؤوا دمي
وأشدُّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليرتدوا قلبي
ولم أحملْ سوى قلبي لهمْ
وأشدّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليزهرَ القلبُ المعبّأ بالحنينِ .. ولم أكنْ
إلا .. همُ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ
كنْ نحلةً تمتصُّ حلوَ الأزمنهْ
وتصوغهُ عسلاً لكلِّ الناسِ
إنَّ القلبَ حينَ يعانقُ الدنيا هوىً
يزدادُ دفءُ الأمكنهْ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ ..
كم أشتهي أن أقفلَ الزمنَ الذي أحببتُ
كي يبقى معي
كم أشتهي أن أوقفَ اللحظاتِ ما بينَ الأصابعِ
لحظةً
لأعيدَ للحبرِ الطريِّ أصابعي
كم أشتهي أن أجمعَ الناسَ .. الدروبَ ..
بأضلعي
* * *
سنةٌ .. سنهْ
يمتصّني نبضُ الحنين فأنثني
أرتادُ كلَّ الأزمنهْ
أرتادُ كلَّ الأمكنهْ
وأصيحُ يا سنةُ .. سنهْ
لن أطفئَ اليوم الأخيرَ
بغير بسمةِ عاشقٍ
يهديكِ أحلى سوسنهْ ..


يمتلك النص جاذبية لغوية صادقة ، تجعلك تقرأه فتنجذب بعالم شعري صادق إنساني ، له منطق بسيط ورؤية منفتحة وتوقٌ للزمن الجميل المختلف .
هو زمن أحبَّه الشاعر كثيرا إذ يمتصُّ منه نبض الحنين ويُنَقِــطّٰ عليه الدفء اللذيذ ، فهو زمن .. لكل الأزمنة .. ولكل الأمكنة .
التفاف في النص وتكامل في النسق الدلالي ، منح النص حركة ديناميكية تنطلق من لفظتي سنةٌ .. سنه لتصل إلى أحلى سوسنة .. في رحلة بين دفء الدروب وحلو الأمنيات وطعم الحكايات ... وبسمة عاشق ، في كتابة شعرية مغايرة مشحونة بالأمل والحنين المتدفقين .. دون انقطاع ، على ضفاف حقل اللحن تنبعث زهور أغنية لنغيب ونرتحل إلى حيث المتعة وعرس الشجر.. عرس الوتر.
أشرعة الحنين تبحر بنا إلى عمق الشاعر وضلوعه حيث الحلم الجميل والقلب الكبير الذي يسع كل البشر ..
لؤلؤة ، هذه القصيدة على السطور وبين الضلوع .. وزمردة ، هذه الحكايات التي تنهمر دفقات دفقات .. وفي كل سنة .
بل هي لآلئٌ هذه الكلمات المفعمة بالإمتاع والحب .. والعطاء .. والإهداء الجميل ..
وبهذا الإهداء المميز والجميل يصل النص إلى ذروة الأمل التي تنمو في كل لحظة ومع كل نبض حنين ، كأنها نطفة حياة لعاشق الزمن الجميل واللحظة .. الدافئة .


هكذا هو فعل القول الرائع المتميز ينبعث من فيض الشعور وعمق الإحساس الصادق ليصل .. إلى القلب مباشرة وبدون استئذان ..

من هذه الزاوية ، قرأت ُ القصيدة الجميلة التي شدتني من حروفها الأولى .. وأبهرتني بتناسق دفقاتها الشاعرية ..لأنفث فيها روح القراءة من جديد ، ولأتمكن من تحريرها من أسر الرفوف ..
حتى ننقل إليها جميعا .... لُقاح الحياة ، فالقراءة عملية تحريرية للنص وللقارئ ، نعم إذ يصبح القارئ أكثر تجوالا وأكثر اكتشافا ، وأكثر حرية وتحللا من كل القيود...

يقول تودوروف : ((ومع هذا فإن مدرج القراءة ، لا يطرح نفسه دون نتائج ؛إذ أن قراءتين اثنتين لعمل واحد ليستا متطابقتين دائماً ،إن المرء يعمل وهو يقرأ على إنشاء كتابة مخفية ، فهو يضيف أو يحذف ما يريد أو لا يريد العثور عليه في النص ،إن القراءة لم تعد تكتسب وجودها من طبيعتها هي، مادام ثمة قارئ))

[د. رجاء بنحيدا]

إذن .. أيها القارئ كيف تستنطق النص الذي بين يديك ؟؟ وما هي الزاوية .. التي ستختارها في حوارك وتحليلك وقراءتك ( لهذا النص ) ؟؟وهل ستكون قراءتك متطابقة أم مختلفة عن باقي القراءات !؟.
هذا ما سنحاول اكتشافه من خلال قراءتك ومقارنتها مع باقي القراءات ...

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

قراءة جميلة جداً الناقدة المتميزة دكتورة رجاء

دخول أولي ولي عودة، تاركة بين يديك وأيدي القراء القصيدة بأداء وصوت الشاعر طلعت سقيرق ، وهي تبدأ في الفيديو أدناه في الدقيقة الثانية وسبع ثواني ، لمن يود الاستماع إليها مباشرة
عميق تقديري لك وإلى أن أعود

[/align]

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

[د. رجاء بنحيدا]

الأديبة الرائعة هدى الخطيب هو تقييم إيجابي .. بشهادة تقدير واعتراف من أديبة .. أعتز بها كثيرا
وشكرا لك على هذا الفيديو الرائع للشاعر طلعت سقيرق .. صاحب الصوت النابض الصادق ..
تحيتي ومحبتي ..

[نصيرة تختوخ]

تقديري لجهدك د. رجاء ولإعادتك النصوص الجميلة في الموقع للواجهة فلاتمنحين القارئ فرصة التعرف عليها فحسب بل تمنحينه فرصة استكشاف قراءتك لها تاركة المجال مفتوحا لقراءته وتأمله.
تحيتي لك ودمت بكل خير والرحمة والمغفرة للشاعر طلعت سقيرق.

[د. رجاء بنحيدا]

صديقتي نصيرة ، إنه المدهش والمتميز الذي يشد القارئ والمتعة التي يبحث عنها
وطالما يجدها ، يخاف أن يفقدها في دوامة .. الكثير والمتعدد وبلا معنى ..
دمت تحت دوحة الكلمة .. الجميلة والمتميزة .

[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify]..وما دامت نصوص الراحل الحي الموسوعي طلعت ـ عليه رحمة الله ـ أصبحت إرثا وتراثا وجب علينا جميعا إعادة قراءة هذه الأعمال مرة أخرى..فكرتك قيّمة ورائعة أختي الغالية الأستاذة رجاء..لي عودة إن شاء الله..[/align]

[د. رجاء بنحيدا]

الأخ الغالي محمد الصالح الجزائري صدقت أخي الكريم .. نصوص الأديب الشاعر طلعت سقيرق
موسوعة وإرث فكري .. أدبي .. زاخر وغني ..


هي أحلى سوسنة .. أهداها الشاعر لنا .. جميعا .. رحمه الله .


مودتي وتقديري .

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

تحياتي مجدداً
الشكر لك ناقدتنا المتميزة دكتورة رجاء ..
أحببت أمام قراءتك المتميزة للقصيدة إضافة ملف صوتي للقصيدة بصوت وأداء الشاعر..

-يمتصني نبض الحنين فأنثني-

هي الصور الشعرية الجميلة الثرية .. لوحات شعرية ..
قراءتك الجميلة وتسليط الضوء على هذه القصيدة ..
أتمنى ومعك أنتظر التعمق بالقراءة والتعمق والتمتع بغزارة وجمال هذه الصور بين أغصان حنين تنثني وهي تلم ّ عن شجر الزمان.. شجر المكان.. زهور الأغاني تتهادى ..
تنفس الحنين.. عرس الشجر.. عرس الوتر ..
تناغم معاني الحنين وصوره البديعة مع لوحات الطبيعة ولغتها....

جميلة أنت دكتورة رجاء اخترت الجمال بأبدع وأحلى صوره..
هي قصيدة تدعو القارئ ليحتضنها ويقرأ صورها ويتأمل لوحاتها..

جميل وعميق جداً تركيزك على الحركة الديناميكية وعلى شفافيتك التي جعلتك تتحسسين بوضوح حقيقة قلب الشاعر الإنسان العامر بالمحبة التي كانت دائماً بكل صدقه الذي ما عرف النفاق تتسع لكل البشر..
كم أعجبتني وأطربتني قراءتك يا صديقتي العزيزة..

معك وبصحبتك أنتظر المزيد من قراءات الأدباء لهذه القصيدة..
ولي عودة بالتأكيد
تقبلي محبتي وعميق تقديري

[/align]

[د. رجاء بنحيدا]

وما زلنا ننتظر ... باقي القراءات ، فالقصيدة تستحق أكثر من قراءة ، وأكثر من وقفة !!
دمتم جميعا بألف خير