رد: رسالة إلى صديقة
إليك عصفورة الشجن
اقفزي فوق أغصان الشعر، ابتعدي عن حُزنك قدر أسطرك الشجية، التي أدهشتنا وأهدتنا الفرح
الذي هو مِهنتك التي أتقنها بوحك، وشدا بها قلمك الصادق، شاطرنا جماً من أحداث الأقصى
الدامية ، وتقاسمنا الصمود والتضحية،، الدعاء والصلاة والإصرار، على مواصلة رسالتنا النضالية
لست وحدك الفلسطينية، إنما نحن أيضاً، نحن نسل بلاد الشام، وعلينا تقبل سطور الحياة
ببهجة حروفها، وشجى قوافيها
نُعاني عِشق الشهادة، ومُصرين على المُضي شهداءً شهداء
بمِدادنا،، دمِنا، ودموعِنا
صباحياتٌ لا بُد منها: شهيدٌ في التاسعة عشر، وشهيدٌ في العشرين،. وآخر في الخامسة والعشرين
وغيرهم أصغر
نكبُر بشموخهم، ونفردُ الأوراق تزين بِذكرهم،،. فلا تيأسي إن فاقت أعدادهم المليون وأكثر
فالأقصى رديف الشهادة
سلام على شبيبتكم أيتها العصفورة الشجية
وسلامٌ على الأرض التي أنجبتهم
وضمتهم
وسلامٌ على السماء التي رفعتهم، ليسمو نسبهم
وسلامٌ على امرأة حملت الهم والولد، فأهدت الغالي، لِتحتفظ بالهم والدمع
صديقة الشجن
ربما انبعثت انفاسنا دامية، وربما رشفنا قهوتنا ورياح الصواريخ والقنابل والقذائف، وربما اشتكت. البحار
والمحيطات أثقالنا، لكِننا مُتشبثين بشئ من نسائم أملٍ، بشئ من كِبرياء واصرار وعناد
رجم شعبي أشكال الظُّلم، وأبى العُنف، وواجه الطُغيان، غيب ملامح القصف شوارع المُدن
حيث دندنت خُطا صبية تغريدة عشق خجولة، وعمارات سويت بالأرض، حضنت طفولتنا وأحلامنا
لكننا موعودون بالأحلى، وبلون عيون خضراء، وسياج أحمر
قدرنا أن خُلقنا رياحين، وقدر بلاد الشام أنها موطن شقائق النعمان
وقدرُنا أن نلتقي والمِحنُ تجمعنا
تحيتي
|