بسم الله الرحمن الرحيم
"سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم"
صدق الله العظيم
تمر علينا هذه الذكرى الكريمة اليوم والمسجد الأقصى المبارك في محنة لم يمر بمثلها في التاريخ
تعالوا نسترجع هذه الذكرى الكريمة وما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حولها..
تعالوا نتفكر ساعة وبشكل استثنائي بأرض المحشر وبحال المسجد الأقصى المبارك الذي تركناه تحت رحمة الصهاينة
تعالوا نحاسب أنفسنا حساباً عسيراً على هذا التقصير قبل أن نقف بين يدي الحق سبحانه ليحاسبنا على هذا التقصير
تعالوا نراجع الأحاديث ونسترجع الأناشيد
تعالوا نعيش الذكرى ونتفكر في حال المسجد الأقصى
وأعود مع قصيدة جدي الشاعر الشيخ عمر الرافعي رخحمه الله والذي اقتبسنا من عنوانها اسم منتدى القدس :
(( القدس في ألمٍ وليل داج )
القدسُ في ألم وليلٍ داجِ
..........يا صاحبَ الإسراء والمعراجِ
القدس آلمها وأثقل ظهرها
..........الدُّخلاءُ إذ نزلوا بكل فجاجِ
نزلَ اليهودُ بها على حكم الهوى
..........واستدرجوها أيَّما استدراجِ
مكرَ اليهودُ بها وأثّرَّ مكرهُم
..........وتسلْسَلَتْ بالأصفر الوهَّاجِ
لَعبوا بها لما استخفوا شأنها
..........لعبَ الفتاة بدُميةٍ من عاجِ
ما الشأنُ في تعزيزها إذ انها
..........ذلـت وأَيـمُ الله للاعـلاجِ
ما الشأن في انقاذها ونجاتها
..........ودم الشهيدة سال من أوداجِ
ضاقت بهم ذَرعاً فناجت ربها
..........يارب لست إلى اليهود بحاجِ
أرضي بهم بركانُ يقْذف دائماً
..........حمماً فكيفَ إذا فتحتُ رتاجي
فمتى قضاءُ الله يقْضِي بيننا
..........بالحق إذْ ليس القَضَاء يداجي
وأَرى صلاح الدين قام بناصري
..........فالسَّيف للاصلاح خير علاجِ
من لي به فيردّ أعدائي على
..........أعقابهم بالخِزي دون نتاجِ!
ويقول لليمّ الخضم إليكَ مَنْ
..........قد أزعَجوني غايةَ الازعاجِ
* *
هذا لسان القُدس ناجى ربه
..........وبه أناجي الله حيثُ أُناجي:
مَن لي بجدي فاتح القُدس التي
..........أَبراجها طالت على الأبراجِ ( 1)
مَن لي بـه والله جَلَّ جلاله
..........بـالصـبحِ يـجلو كُلَّ ليـلٍ داجِ
* *
يا سيّد السادات مَن لشكايتي
..........من حالنا وشكايتي بلجاجِ
بِرَفيعِ جاهكَ كن لنا واشفعْ بنا
..........فذنوبنا كالبحر في الأمواجِ
لَم تَنقطع فِتَنُ الزمانِ وكلُّهاَ
..........تلقى اتصالاً بيننا برواجِ
أخشى وأيمُ الله أن تجري دماً
..........هذي البلادُ كمائها الثـجَّـاجِ
فتدارك الأمر الذي خفته
..........بِرَفيعِ جاهكَ يا رفيع التاجِ
**
يا خير خلقِ الله أكرم شافعٍ
..........ومشَفَّع أنت الرجا للراجي
المسلمون تفرقواأَيدي سبا
..........وهُم حُماة الدين خيرَ سياجِ
وحد صفوفهم وهبهم قائماً
..........منهم بأمر الله غيرَ مُداجِ!
هبهم إماماً عادلاً ذا شوكةٍ
..........فالكلُّ منهم للإمامِ بحاجِ
علَّ الإمامةَ تجمعُ الشمل الذي
..........قد فرّقتهُ سياسةُ الإحراجِ
هذي مناجاتي وهذي حاجتي
..........يا كنز جودِ اللهِ للمحتاجِ
دَبّجتُ ما قد عنَّ لي في شقه
..........مرفوعة كشقائقِ الديباجِ
فعسى رسول الله تقبلها على
..........علاّتها فقبولها ( إفراجي )
إني سئمتُ من الحياة ضئيلةً
..........فسَلْ الميهّمنَ أن يُضيئَ سراجي
صلى عليكَ الله جَلّ جلاله
..........والآلِ والأصحابِ والأزواجِ
ماقام ملهوفٌ يُردِّد قائلا:
..........يا صاحبَ الإسراء والمعراجِ
( شعر فضيلة الشيخ عمر الرافعي مفتي طرابلس - لبنان سابقاً والذي كان يلقب بمجدد الأدب الروحي في دنيا العرب )
(1) إشارة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جد آل الرافعي الفاروقي ( سلالة عبدالله بن عمر بن الخطّاب).
وكل عام وأنتم بألف خير ونرجو الله سبحانه أن يمنحنا القوة والثبات وينهض بهذه الأمة لتحرر المسجد الأقصى من رجس الصهاينة ويمن علينا بالصلاة فيه