رد: على شاطئ الذكريات
على شاطئ الذكريات... تحملني الأيام لزمن الفصل الدراسي.. حين كنت تلميذة بالثانوي، تحملني الذكريات لأشارككم بها:
أمس وأنا أتواصل مع صديقة ، اعتادت أحيانا أن تسميني شهرزاد إضافة إلى ألقاب أخرى ألصقتها بي.. قلت لها فجأة: " ذكرتني بمسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم" وفي الحقيقة أنا لا أتذكر كل أحداث المسرحية، لكني أتذكر أحداث قراءتي لها، أو بالأحرى أحداث شرح أستاذي العزيز لها، وقراءاتنا كتلاميذ بقسمه لبعض فصولها... أتذكر وأنا أقرأ كلام شخصية الوزير قمر في النص المسرحي ، شجعني أستاذي بكلماته المحفزة بعدما أنهيت مجسدة دوري " إني لست أخدع.. لست أخدع.. لست أخدع" ...
وفي القراءة والشرح تحصل طرائف عديدة، لن أذكر كل ما ترسخ بذاكرتي حتى لا أطيل عليكم، ولكني سأخبركم بواحدة :
حين يكون أستاذي العزيز غارقا في عالم الدرس وشرحه وتوضيحه..... يسكت الكل حبا في الاستمتاع بما يلقيه قبل الاستماع، لم يكن انتباهنا إليه خوفا أو فرضا بل كان حبا في أخذ أكبر قدر ممكن من المعلومات في حصة تكاد لا تتجاوز دقيقة من سرعة برق الوقت لحظة لذة الدرس...
مرة وهو واقف أمامنا يغوص في أعماق مسرحية شهرزاد قال لنا وهو يحدثنا عن علاقة شهرزاد بأبطال المسرحية الثلاث ( الملك شهريار - الوزير قمر- والعبد)
العبد كان يرى في شهرزاد جسدها..
الوزير قمر كان يحب قلبها
أما الملك شهريار فقد أدرك عقلها كما أحب فيها قلبها وجسدها أيضا...
ومازال الأستاذ يفصل في الشرح حتى التقطتُ جملة أضحكتني من تلميذ يجلس في الخلف قائلا بلهجة عامية " وفلْخّرْ قُولباتهم بثلاثة " طبعا لا يمكن إلا أن أضحك حينها وكل القسم صامت، ما إن لمحني أستاذي أضحك حتى كان قد أدرك مصدر الصوت الذي ضحكت منه، فسأله عما قال؛ لكن الفتى المسكين ظل يتلعثم، ويحاول إنكار أنه تكلم، ثم ألح الأستاذ عليه بأن يعيد ما قاله فأراد مصطفى أن يتهجى كلاما عربيا فصيحا يخترعه ليعوض به جملته، ومع ذلك فقد أصر أستاذنا عليه أن يسمع منه ما قاله بالحرف ؛ فأعاد جملته بخجل ... لم أستطع الالتفات إلى زميلي، فقد شعرت أني سبب موقفه المحرج، لكني كنت أسترق النظر إلى أستاذي كأني أقيس غضبه لأعرف إن كان سيأتي دوري... الحمد لله.. عوقب التلميذ وتوبع الدرس ... وقد أطرقت ما تبقى من وقت الحصة
|