خلجات نفس
إذا النفسُ نفضَت سُلوانها وتَخَلَّتْ
أتاها طيفُك بالحزنِ يسارعُ
تجوب شوارع الذكرى لأيامٍ خَلَتْ
والأعماقُ تقلِّبُها المواجعُ
تداري فيكَ وَدْقَ العينِ إن سَخَتْ
يُحاصِرُها النَّوى والشوقُ يفجِّرُ المدامِع
إلاهي عادلا في حُكمِكَ قَضَيْت
أن كل خلقك إليك راجع
أرحني بلقائه مع مَن عنْهُم رضَيْت
فالبعد عنه قاتل والقلب منه جائع
ومُنايا يا قادرا، نِعمَتَك إن شئتَ؛
النظر إليك، والصدر للموت رحب واسع
فمَعاطِب تيار الدنيا أخشى؛ لو عمري أطلْتَ
فما بقيَ فيها ما يرضي الناظر والسامع
ومزالقها أهواء خوضها أبَيْتُ
ولو حرص المرء لابد في شذراتها واقع
هو الصراط الموعودُ ممرك شئتَ أم أبيت
فاسْعَ لعبوره برقا خاطفا؛ ذاك فلاح متوقع
وإنْ رصيدك من الدنيا حصاد ضعيف جنيْتَ
فلا خير لك فيها، وما أنت بملذاتها صانع؟
تُقبِلُ بإغراءِ النَّجْدَيْنِ، اتَّبعْ ما شئتَ
تُدْبِرُ ومآلُكَ جنة أو مقامك مُفزِع
فاتَّقِ يوما يُعرَضُ فيه يَداكَ ما قدَّمَت
وسارعْ لاقتناءِ المحاسنِ جزاءً ينْفعُ
يا نفس زادُ الصبرِ اقتنيتُ
نهجَ محمدٍ سبيلي به راضٍ وطائعُ
إلاَهي الرُّسو بساحل السلامة رَجَوتُ
مِنكَ أظفرُ بإكسير المحبةِ لامعُ