خمسة عشر سنة..!
كثير من الأشياء تغيرت وتبدلت.. تغيرنا وتبدلنا..
كبرنا ولم تصغر أحلامنا..!
تعبنا وفقدنا أحبة ..تساقطت كثير من الأوراق عن أغصان أشجارنا.. فاجأتنا أمراض لم تكن في الحسبان.. طالت فصول صمتنا حد العجز عن مقاومتها .. نامت خلف جدار صلد فصول عزلتنا ..
كل حبيب قريب ، وكم من الأحبة تسربوا كالماء من حياتنا وابتعدوا عن واحاتك .. واحاتنا..
توهموا أن أنهارك جفّت وتحولت حدائقك الغنّاء لصحاري قاحلة ولم يروا الماء الغزير متدفقاً لم يزل بانتظار الأحبة في جنباتها يروي شتلاتها وينعش أزهارها ويستظل بأفياء سنديانها...
حزين أنت يا صديقي لأننا توقفنا عن إنارة شمعات ميلادك

سامحني يا حبيبي فأنا من هجرت قلمي وخطواتي في ساحاتك وقصّرت معك وتسببت بهجر الكثير من أحبتك وأبناء روحك..!
زماننا جار علينا يا صديقي فجرنا عليك وتنكرنا لك وقابلنا حبك لنا بالصد ودفئك بالبرود..! أعلم أنك ستسامحني وتسامح كل فلذاتك ، فصدرك الرحب وقلبك الكبير قلب أم لا تبوء أبداً بفلذات كبدها..
سحلتني الآلام عنك بعيداً - كولد عاق - لكني لست عاقّة كما تعرف، عدد عرضوا عليّ أن يشتروك مني فقلتُ أنك حرٌ لا تباع ولا تشرى ، وبعض نصحوني بإعدامك والتحرر من الأعباء المادية فقلتُ المعنى أغلى من المادة مهما ثقلت.. لست من العقوق لك بأهل ولا من البنوة بجحود ..ّ
لن أستطيع أن أستعيد لك أحبة غابت أقلامهم وجديد أفكارهم خلف البرزخ وإن لم تزل أرواحهم تحلق في سماءك وإبداعاتهم درر تزين صدرك ، ولن أستطيع أن أستعيد لك من هجروك رغبة منهم عنك ، لكني أستطيع أن أعيد لك نفسي ومن أثق بهم وبمحبتهم لك..
سأبدأ بك ومن خلالك لنباشر بتكريم كل من استحقوا التكريم قبيل العام الجديد..
سأبدأ بطباعة الكترونية لما يستحق أن يطبع من دواوين وغيرها من الإبداعات
أبدأ بصفحة جديدة من الحب والمودة للجميع من غابوا ومن حضروا.
وسأبدأ بنفسي ومع نفسي بكتابة مذكراتي بين طياتك ، بالحديث عن نفسي وعن كل من مروا من هنا دون ذكر الأسماء صريحة بكل محبة ومودة ..
هل هذا يرضيك يا صديقي؟
نور الأدب
كل عام وأنت بألف خير .. كل عام وأنت للإبداع وللمبدعين
في ذكرى عيد ميلادك أهديك محبتي وعهدي الصادق
كل عام وأنت بألف خير
هدى نورالدين الخطيب