التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,192,355

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات > الإعجاز القرآني بكافة فروعه
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 07 / 2009, 04 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
فيصل بن الشريف الاحمداني
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية

 الصورة الرمزية فيصل بن الشريف الاحمداني
 





فيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

مقتطف من كتاب في ظلال القران ....سورة الدخان

حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
تعريف بسورة الدخان
[align=justify] يشبه إيقاع هذه السورة المكية , بفواصلها القصيرة , وقافيتها المتقاربة , وصورها العنيفة , وظلالها الموحية . . يشبه أن يكون إيقاعها مطارق على أوتار القلب البشري المشدودة .
ويكادسياق السورة أن يكون كله وحدة متماسكة , ذات محور واحد , تشد إليه خيوطها جميعاً . سواء في ذلك القصة , ومشهد القيامة , ومصارع الغابرين , والمشهد الكوني ,والحديث المباشر عن قضية التوحيد والبعث والرسالة . فكلها وسائل ومؤثرات لإيقاظ القلب البشري واستجاشته لاستقبال حقيقة الإيمان حية نابضة , كما يبثها هذا القرآن في القلوب .
وتبدأ السورة بالحديث عن القرآن وتنزيله في ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم ,رحمة من الله بالعباد وإنذاراً لهم وتحذيراً . ثم تعريف للناس بربهم: رب السماوات والأرض وما بينهما , وإثبات لوحدانيته وهو المحيي والمميت رب الأولين والآخرين .
ثم يضرب عن هذا الحديث ليتناول شأن القوم: (بل هم في شك يلعبون)! ويعاجلهم بالتهديد المرعب جزاء الشك واللعب:(فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذاعذاب أليم). . ودعاءهم بكشف العذاب عنهم وهو يوم يأتي لا يكشف . وتذكيرهم بأن هذا العذاب لم يأت بعد , وهو الآن عنهم مكشوف , فلينتهزوا الفرصة , قبل أن يعودوا إلى ربهم , فيكون ذلك العذاب المخوف:(يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون). .
ومن هذا الإيقاع العنيف بمشهد العذاب ومشهد البطشة الكبرى والانتقام ; ينتقل بهم إلى مصرع فرعون وملئه يوم جاءهم رسول كريم , وناداهم: أن أدوا إليَّ عباد الله إني لكم رسول أمين . وألا تعلوا على الله . . فأبوا أن يسمعوا حتى يئس منهم الرسول . ثم كان مصرعهم في هوان بعد الاستعلاء والاستكبار: (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين . كذلك وأورثناها قوماً آخرين . فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين). .
وفي غمرة هذا المشهد الموحي يعود إلى الحديث عن تكذيبهم بالآخرة , وقولهم: (إن هي إلاموتتنا الأولى وما نحن بمنشرين , فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين) ليذكرهم بمصرع قوم تبع , وما هم بخير منهم ليذهبوا ناجين من مثل مصيرهم الأليم .
ويربط بين البعث , وحكمة الله في خلق السماوات والأرض , (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين . ما خلقناهما إلا بالحق . ولكن أكثرهم لا يعلمون). .
ثم يحدثهم عن يوم الفصل: (ميقاتهم أجمعين). وهنا يعرض مشهداً عنيفاً للعذاب بشجرة الزقوم , وعتل الأثيم , وأخذه إلى سواء الجحيم , يصب من فوق رأسه الحميم . مع التبكيت والترذيل: (ذق إنك أنت العزيز الكريم . إن هذا ما كنتم به تمترون). .
وإلى جواره مشهد النعيم عميقاً في المتعة عمق مشهد العذاب في الشدة . تمشياً مع ظلال السورة العميقة وإيقاعها الشديد . .
وتختم السورة بالإشارة إلى القرآن كما بدأت:(فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون). . وبالتهديد الملفوف العنيف:(فارتقب إنهم مرتقبون).
إنها سورة تهجم على القلب البشري من مطلعها إلى ختامها , في إيقاع سريع متواصل .تهجم عليه بإيقاعها كما تهجم عليه بصورها وظلالها المتنوعة المتحدة في سمة العنف والتتابع . وتطوف به في عوالم شتى بين السماء والأرض , والدنيا والآخرة , والجحيم والجنة , والماضي والحاضر , والغيب والشهادة , والموت والحياة , وسنن الخلق ونواميس الوجود . . فهي - على قصرها نسبياً - رحلة ضخمة في عالم الغيب وعالم الشهود . .
الدرسالأول:1 - 8 ليلة إنزال القرآن المباركة وخلافة الرسالة
(حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرقك لأمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم .ربالسماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين . لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين). .
تبدأ السورة بالحرفين حا . ميم . على سبيل القسم بهما وبالكتاب المبين المؤلف من جنسهما . وقد تكرر الحديث عن الأحرف المقطعة في أوائل السور ; فأما عن القسم بهذه الأحرف كالقسم بالكتاب , فإن كل حرف معجزة

إِنَّاأَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَايُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
حقيقية أو آية من آيات الله في تركيب الإنسان , وإقداره على النطق ,وترتيب مخارج حروفه , والرمز بين اسم الحرف وصوته , ومقدرة الإنسان على تحصيل المعرفة من ورائه . . وكلها حقائق عظيمة تكبر في القلب كلما تدبرها مجرداً من وقع الألفة والعادة الذي يذهب بكل جديد !
فأما المقسم عليه فهو تنزيل هذا الكتاب في ليلة مباركة:
(إنا أنزلناه في ليلة مباركة . إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم). .
والليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن هي - والله أعلم - الليلة التي بدأ فيها نزوله ; وهي إحدى ليالي رمضان , الذي قيل فيه: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن). .والقرآن لم ينزل كله في تلك الليلة ; كما أنه لم ينزل كله في رمضان ; ولكنه بدأ يتصل بهذه الأرض ; وكانت هذه الليلة موعد هذا الاتصال المبارك . وهذا يكفي في تفسير إنزاله في الليلة المباركة .
وإنها لمباركة حقاً تلك الليلة التي يفتح فيها ذلك الفتح على البشرية , والتي يبدأ فيها استقرار هذا المنهج الإلهي في حياة البشر ; والتي يتصل فيها الناس بالنواميس الكونية الكبرى مترجمة في هذا القرآن ترجمة يسيرة , تستجيب لها الفطرة وتلبيها في هوادة ; وتقيم على اساسها عالماً إنسانياً مستقراً على قواعد الفطرة واستجاباتها , متناسقاً مع الكون الذي يعيش فيه , طاهراً نظيفاً كريماً بلا تعمل ولا تكلف ; يعيش فيه الإنسان على الأرض موصولاً بالسماء في كل حين .
ولقدعاش الذين أنزل القرآن لهم أول مرة فترة عجيبة في كنف السماء , موصولين مباشرة بالله ; يطلعهم أولاً بأول على ما في نفوسهم ; ويشعرهم أولاً بأول بأن عينه عليهم , ويحسبون هم حساب هذه الرقابة , وحساب هذه الرعاية , في كل حركة وكل هاجسة تخطر في ضمائرهم ; ويلجأون إليه أول ما يلجأون , واثقين أنه قريب مجيب .
ومضى ذلك الجيل وبقي بعده القرآن كتاباً مفتوحاً موصولاً بالقلب البشري , يصنع به حين يتفتح له ما لا يصنعه السحر ; ويحول مشاعره بصورة تحسب أحياناً في الأساطير !
وبقي هذا القرآن منهجاً واضحاً كاملاً صالحاً لإنشاء حياة إنسانية نموذجية في كل بيئة وفي كل زمان . حياة إنسانية تعيش في بيئتها وزمانها في نطاق ذلك المنهج الإلهي المتميز الطابع , بكل خصائصه دون تحريف . وهذه سمة المنهج الإلهي وحده . وهي سمة كلما يخرج من يد القدرة الإلهية .
إن البشر يصنعون ما يغني مثلهم , وما يصلح لفترة من الزمان , ولظرف خاص من الحياة . فأما صنعة الله فتحمل طابع الدوام والكمال , والصلاحية المستمرة وتلبية الحاجات في كل ظرف وفي كل حين ; جامعة بين ثبات الحقيقة وتشكل الصورة في اتساق عجيب .
أنزل الله هذا القرآن في هذه الليلة المباركة . . أولاً للإنذار والتحذير: (إنا كنا منذرين). فالله يعلم غفلة هذا الإنسان ونسيانه وحاجته إلى الإنذار والتنبيه .
وهذه الليلة المباركة بنزول هذا القرآن كانت فيصلاً وفارقاً بهذا التنزيل:
(فيها يفرق كل أمر حكيم). .
وقد فرق فيها بهذا القرآن في كل أمر , وفصل فيها كل شأن , وتميز الحق الخالد والباطل الزاهق , ووضعتالحدود , وأقيمت المعالم لرحلة البشرية كلها بعد تلك الليلة إلى يومالدين ; فلم يبق هناك أصل من الأصول التي تقوم عليها الحياة غير واضح ولا مرسوم فيدنياالناس , كما هو واضح ومرسوم في الناموس الكلي القديم .
وكان ذلك كله بإرادة الله وأمره , ومشيئته في إرسال الرسل للفصل والتبيين:

أَمْراًمِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَابَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)

(أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين).
وكا نذلك كله رحمة من الله بالبشر إلى يوم الدين:
(رحمة من ربك إنه هو السميع العليم). .
وما تتجلى رحمة الله بالبشر كما تتجلى في تنزيل هذا القرآن , بهذا اليسر , الذي يجعله سريع اللصوق بالقلب , ويجعل الاستجابة له تتم كما تتم دورة الدم في العروق .وتحول الكائن البشري إلى إنسان كريم , والمجتمع البشري إلى حلم جميل , لولا أنه واقع تراه العيون !
إن هذه العقيدة - التي جاء بها القرآن - في تكاملها وتناسقها - جميلة في ذاتها جمالاً يحبّ ويعشق ; وتتعلق به القلوب ! فليس الأمر فيها أمر الكمال والدقة وأمرالخير والصلاح . فإن هذه السمات فيها تظل ترتفع وترتفع حتى يبلغ الكمال فيها مرتبة الجمال الحبيب الطليق . الجمال الذي يتناول الجزئيات كلها بأدق تفصيلاتها , ثم يجمعها , وينسقها , ويربطها كلها بالأصل الكبير .
(رحمة من ربك) نزل بها هذا القرآن في الليلة المباركة . . (إنه هو السميع العليم). يسمع ويعلم , وينزل ما ينزل للناس على علم وعلى معرفة بما يقولون ومايعملون , وما يصلح لهم ويصلحون به من السنن والشرائع والتوجيه السليم .
وهو المشرف على هذا الكون الحافظ لمن فيه وما فيه:
(رب السماوات والأرض وما بينهما . إن كنتم موقنين). .
فما ينزله للناس يربيهم به , هو طرف من ربوبيته للكون كله , وطرف من نواميسها لتيتصرف الكون . . والتلويح لهم باليقين في هذا إشارة إلى عقيدتهم المضطربة المزعزعةالمهوشة , إذ كانوا يعترفون بخلق الله للسماوات والأرض , ثم يتخذون من دونه أرباباً , مما يشي بغموض هذه الحقيقة في نفوسهم وسطحيتها وبعدها عن الثبات واليقين .
وهو الإله الواحد الذي يملك الموت والحياة ; وهو رب الأولين والآخرين:
(لا إله إلا هو يحيي ويميت , ربكم ورب آبائكم الأولين). .
والإحياء والإماتة أمران مشهودان للجميع , وأمرهما خارج عن طاقة كل مخلوق . يبدو هذا بأيسر نظر وأقرب تأمل . . ومشهد الموت كمشهد الحياة في كل صورة وفي كل شكل يلمس القلب البشري ويهزه ; ويستجيشه ويعده للتأثر والانفعال ويهيئه للتقبل والاستجابة .ومن ثم يكثر ذكره في القرآن وتوجيه المشاعر إليه ولمس القلوب به بين الحين والحين .[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فيصل بن الشريف الاحمداني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقتطف شذى الصنهاجي أحداث وقضايا الأمّة 1 07 / 09 / 2021 33 : 03 AM
خلاصة كتاب تشويه صورة العربي في ادب الحرب العبري الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 0 24 / 04 / 2011 10 : 01 PM
قراءة في كتاب إسرائيل الآن صورة بلد مضطرب محمد توفيق الصواف الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية 0 11 / 12 / 2010 45 : 01 PM
رباعيات الخيام - عمر الخيام - الشعر الفارسي نصيرة تختوخ من الشعر العالمي 2 06 / 05 / 2010 27 : 02 PM
تفسير سورة ق من كتاب في ظلال القران فيصل بن الشريف الاحمداني الإعجاز القرآني بكافة فروعه 0 08 / 07 / 2009 43 : 02 AM


الساعة الآن 53 : 01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|