وعَنِ الشَّبيـهِ فقـدْ تَنَـزّهَ وصْفـــــــــــُهُ
وخَواطِـرُ الجُهَـلاءِ فيهِ هُــــــــــــراءُ
أطْلـِقْ جَوادَ الفِكْـرِ يَرجِعْ خائبـــــــــاً
حتّى وإنْ فُرسانُـهُ العُلَمـــــــــــــــاءُ
فَكّـرْ بِحُسْـنِ صِفاتِـهِ وكَمالِــــــــــــهِ
قَـدِّسْ ونَـزِّهْ فالبَديلُ شَقــــــــــــــــاءُ
فَكِّـرْ بمـا خَلَـقَ الإلـهُ عَوالِمــــــــــــاً
إنَّ التَّفَكُّـرَ جَنّــةٌ ورِضــــــــــــــــاءُ
وتَفَكُّـري هـوَ للرَّشـادِ مَنــــــــــــارَةٌ
وتَحَيُّـري هوَ لِلهُـدَى أضـــــــــــواءُ
****
مَظاهِــــــرُ رحْمتِــــــهِ
وبَدائـــعُ صُنْعِــه
3
وتأمَّلَـنْ آثـارَ رَحْمَتِــــــــــهِ الّـتي
هـيَ للعَوالِـمِ نِعْمَـةٌ ووِقــــــــــــــــاءُ
فالأرْضُ باهِـرَةُ النُّهَـى بِعَجائبٍ
والشَّمْسُ والأفـلاكُ والزَّرقــــاءُ
هُنَّ البَدائـعُ مِنْ صِناعَـةِ خالِـــــقٍ
وعَظيمُها سِـرُّ الحيـاةِ ؛ المـــــاءُ
وكَذا فُصولٌ في اخْتِلافِ خَواًصِّهـا
للكائنـاتِ تَطَـوُّرٌ ونَمـــــــــــــــاءُ
يَبْدوْ رَبيعٌ ثُمَّ صَيْـفٌ خَلْفَــــــــهُ
يأتي خَريـفٌ، بَعْدَ ذاكَ شِتـــــــــاءُ
في كُلِّ ظاهِـرَةٍ خَصائصُ حِكْمَـــةٍ
يَختارُها الخلاّقُ كَيْفَ يَشــــــــاءُ
*********
الجُحـــــودُ والإلحـــــــاد
4
بِتَكاثُفِ الإلحاد ِ في جَـوِّ الـوَرَى
عَبَسَ الزّمانُ وحَلَّـتِ البَلْــــــواءُ
فالمُلْحِدونَ الجاحِـدونَ بِخـــالِقٍ
هُمْ أغبيـاءُ ، بِظَنِّهِمْ نُبَهــــــاء ُ!
صُمٌّ وبُكْمٌ ، في المُنَـزَّلِ نَعْتُهُـــم
عُمْيٌ ، تَلَبَّدَ في الفـؤادِ غِشــــــاءُ
فعُيونُهُمْ يَقْظَى لِدنياهُـمْ وعَـــنْ
دارِ الخُلودِ عيونُهُـمْ عَمْيــــــاءُ
لكنْ فما الأبصارُ تَعْمَى وحدَهـــا
فَعَمَى القُلوبِ هوَ العَمَى والـــدّاءُ
خَسِروا الحقيقةَ،أمْعَنوا في جَهْلِهِم
ومَصيرُ جَهْلِ الخاسِرينَ عَفـاءُ
****
الطّبيعيّون والطّبيعة
5
رامَ الطّبيعيّونَ صَدَّ سَنا الهُــــدى
ومِنَ المُحالِ يَصُدُّهُ الأعـــــــداءُ
عَلِموا مِنَ الدّنيا، وربِّكَ، ظاهــــِراً
غَفِلوا عَنِ الأُخْرَى وهُمْ خُيَـــــلاءُ
مَهْما تَرَى بَرَعوا فما بَلَغـوا مِنَ الـ
مِعشــارِ ممّا تَحتـوي الأجــــــواءُ
نُكِبوا بِعِلْمٍ فيـهِ تَدْميـرُ المَــــــــلا
أفَهَلْ بِهذا يَزْدَهي العُلَمــــــــاء ُ!؟
أضْرارُهُمْ طَمَسَتْ مَعالِمَ َنفْعِهِــمْ
لايَخْدَعَنّـَـــكَ مِنْهُمُ الإغــــــــراءُ
غاصوا بِحاراً ثُمَّ طاروا في الفَضا
وتَبَجَّحوا عِلْماً وهُمْ جُهَــــــــــلاءُ
زَعَموا بأنَّ الكَوْنَ فِعْـلُ طَبيعــَةٍ
وبأنّهـا في بَدْئهـا أجْــــــــــــزاءُ!
فَتَكَونَتْ مِنْ غَيْرِ قُـــــدْرَةِ خالِقٍ
أيْ صُدْفَــــــةً! وتَشَدَّقوا ماشاءوا
إنَّ الطَّبيعَةَ مِنْ مَظاهِر ِسِرِّ (كُنْ)
إذْ بالمَشيئةِ تَنْشـأُ الأشيـــــــــــاءُ
*
فَلِكُـلِّ فِعْـلٍ فاعِـــــــلٌ ومُدَبــــــــرٌ
فافْهَمْ وفَكِّرْ فالذَّكاءُ ذُكـــــــــــاءُ
طَبَعَ الإلــهُ على قُلـوبِ الكافِريـ....
نَ لأنّهُــا مَوتَــى وهُـمْ أحيـــــــاءُ
***
مَظاهِرُ البارِئِ القَديمِ الأزَل ،
وحوادِثُ الحقِّ الحكيمِ الأبَديّ
6
تِلْكَ المَظاهِرُ أُحْدِثَتْ مِنْ مُبْــدِعٍ
فالمُحْدِثُ الباري لَهُ الإنشـــــاءُ
سَبْعٌ علَى سَبْعٍ لقَدْ خُلِقَتْ ومـا
مَسَّ الإلـهَ بِخَلْقِهـا إعيــــــــــــاءُ
هيَ قُدرَةٌ، صُوَرُ التَّصَوُّرِ دونَهـا
لمْ يَشترِكْ في صُنْعِها شُرَكـــــاءُ
مااخْتَلَّتِ الأفلاكُ في دَوَرانِهــا
أبَــــداً، ومااختَلَتْ بِها العليـــــاءُ
للعالَـمِ العُلْـوِيِّ والسُّفْلـيِّ أنــ ...
ظِمَــةٌ يَحـارُ بِصُنْعِهـا العُقَــلاءُ
قمَرٌ وشَمْسٌ يَسْبَحانِ وأنْجُـــــمٌ
تَزْهـوْ وشُهْبٌ بينها أنــــــــــواءُ
فاطْرَحُ مَزاعِمَ مَنْ تَجَهَّلَ عِلْمُــهُ
واسْجُـــدْ لِمَنْ بِهِ آمَنَ العُلَمـــاءُ
******
آلاءُ المُنعِــمِ تَعالَــــى
والحَمْدُ والصَّبْرُ والشُّكْر
7
نِعـَمٌ ولَيْسَ لِعَدِّها حَصــــْرٌ ولا
لِصًنوفِها عَدَدٌ ولا إحصـــــــــــاءُ
نِعَـمٌ بها حَفَّ الإلهُ عِبـــــــادَهُ
وبِفَضْلِها يَتَحَدَّثُ الفُضَـــــــــــلاءُ
تَبْدُوْ إلى الأبصارِ بَهْجةُ حُسْنِها
وذَوو البَصائرِ سُجَّدٌ وثَنــــــــــاءُ
نِعَـمٌ ، عليها الحقُّ جَلَّ ثنـــاؤهُ
أثْنَى،فليْسَ لِقَدْرِها استِقصــــــاءُ
حَمْدُ الإلهِ علَى الخليقةِ واجِــبٌ
والحَمْدُ يَعلَمُ فَضْلَهُ الكُرَمـــــــاءُ
بَلَغَ الخَواصُّ بِهِ أجَلَّ مَراتِـــــبٍ
وحياتُهُمْ أبَداً بِهِ زَهْـــــــــــراءُ
والصَّبْرُ مفتاحُ الأماني والرّجـا
والشُّكْرُ مَرْقَى المَرْءِ والإثْـــــراءُ
فالصَّدْرُ مِنّي سُطِّرَتْ صفَحاتُـــــهُ
حَمْـــــداً وقَلبي للثَّناءِ وِعــــــاءُ
************
فِطرَةُ المَولــــــــــــــود
8
وبِفِطْرَةِ المولودِ مَحْضُ عقيدَةٍ
والصَّدْرُ فيهِ صَفْحَةٌ بَيضـــــاءُ
فَلَهُ مِنَ الأبَوَيْنِ غَرْسُ سَعادَةٍ
أو في الشَّقاوةِ حَسْرَةٌ وبَـــــــلاءُ
ولَهُ رُقِيٌّ في الحياةِ وفي الهُدَى
أو في الحَضيضِ ضَلالَةٌ وعَناءُ
فَعَليهِما أنْ يَنْقُشا بِفـــــــــؤادِهِ
خَيْرَ المبادِئِ فالرِّضاءُ جَـــــزاءُ
إنْ أهْمَلاهُ فيالَهَولِ حسابِهِـــــــمْ
بِسؤالِهِمْ ، فالوالِدونَ رُعــاءُ(1)
ــــــــــــــــــــــ
(1) رُعاء: جَمْعُ راع .
******
الإيمــــانُ وا لإســـــلام
9
إيمانُنا رُكْـنُ الأمـــــانِ مِنَ الـرّدى
إسلامُنا هوَ للسّـلامِ بِنـــــــــــــاءُ
ومَنازِلُ الدّارَيـْنِ تُرْفَـعُ فيهمـــــا
وسِواهُما وَهْمُ الدّنا، وفَنــــــــــاءُ
فاصْعَدْ أخا الّلُبِّ الزَّكِيِّ إلى العَلا
بِهما، ففيكَ الهِمَّةُ الشّمـــــــــــاءُ
نُلْ مِنْ ثِمارِهِمـا بِفِعـْلٍ خالِـــــــصٍ
فالقَوْلُ دونَ الفِعْلِ مِنْكَ ريــــــــاءُ
وإذا انتَمَيْـتَ إليهِمـا فتَخَلَّقَـــــــــنْ
أو فانتِماؤكَ مَظْهَرٌ وغُثــــاءُ (1)
آمِنْ بِمُنشِئـكَ الجَليلِ ورُسْلِـــــــهِ
واحذَر تَصُدُّكَ عنهُمُ الأهـــــــــواءُ
ففضائلُ الإســــلامِ شَمْسٌ أشرَقَـتْ
وحَضارةُ الدّنيا بها فَيْحــــــــــــاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غُثاء: زبَدْ