| 
				
				رد: في ذكرى النكبة :: شعر :: صبري الصبري
			 
 [align=center]في ذكرى النكبة[/align][align=center]***
 شعر / صبري الصبري
 ***[/align]
 [poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,black" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
 ستون عاماً في العذابِ وَنَيِّفُ = وقلوب أمتنا الكبيرة توجفُ
 سكنت كهوف القاعدين بحسرة = ولها دموع في المآسي تذرفُ
 والريح هائجة الجوائح تزدري = فينا المواقف بالخنوع وتعصفُ
 أتكون نكبتنا شعار حياتنا = و بها نعيش مع المصائب نرجفُ ؟!
 هانت علينا السابقات وما مضى = بالعز في درب المعارك نزحفُ
 كنا وكنا في الزمان أعزة = فينا فخارٌ في العلاء مشرفُ
 كنا الأوائل في الخلائق جيشنا= يرث البلاد مع الضياء ويخلفُ
 والخافق الخَفَّاق في أعلى العلا = في جو آفاق الحياة يرفرفُ
 ونقيم فيها العدل هَلَّ هلاله= بالكون يحكم في الأنام ويرأفُ
 وشريعة الرحمن نتبع نورها= فيها الفضائل والشمائل تعرفُ
 وبسنة الهادي الشفيع (محمدٍ)= نمشي ببستان الهداية نقطفُ
 حتى انتكسنا في الظلام جراحنا= من فرط نكبتنا تئن وتنزفُ
 بالذل تهنا في البلايا ما لنا= حصن حصين في حماه تَلَطُّفُ
 فالكل يمعن في العذاب بأمةٍ= هانت وضاعت .. والضياع تخلفُ !
 لما أتاها ويل نقمة غاصب= لبني الأفاعي والقرود تَخَطَّفُوا
 أرضاً تسامت بالزمان وأينعت= وثوت بحوزتهم تضج وَتَصْرِفُ
 تأبى الخضوع لغزو وغد ناهبٍ= وتبث شكواها لعينٍ تَطْرفُ
 نام الجميع فما أجاب نداءها= أحدٌ هناك بقلبه يتعطّفُ
 واستمرأ العُرْبُ الجدال فيا لهم= من لاعبين عن الركاب تخلفوا
 كالغافل الحيران يسكر فَيْنَةً= ويفيق فينته القصيرة يعزفُ !
 ويعيش في قصر مشيد فاخر= من كل أصناف المطاعم يغرفُ
 خلوا الجواري بالمراقص والهوى= دعرا يلازمه السلوك المترفُ
 ما كان منهم في الحروب تَصَبُّرٌ=أو كان منهم في الرخاء تعففُ
 ورحاب أقصانا السليب بقبضة= للغاصبين به البلايا تشطفُ
 وربوع (عكا) منذ باشا فخرنا= في حصن (عكا) بالدهور يًُصَنَّفُ
 وجمال (حيفا) والجمال بها سرى= مثل النسيم مع الرحيق يزفزفُ
 يا ويح قوم قد تنادوا بالرضا= بدويلة الأوباش فينا تعكفُ
 هذي مرابعنا .. (فلسطينٌ) لنا= من نهر ضفتنا لبحر .. فاعرفوا !!
 ستعود مهما قد أساءوا وانحنى= بعض الضعاف القاعدين وخرَّفوا
 ستزول (إسرائيل) مهما أمعنوا= في المنكرات .. وأرضَ تين جفَّفوا
 ومزارع الزيتون فيها جيشهم=بجميع آلات الدمار يجرِّفُ
 ستزول نكبتنا وإن مَرَّت بنا= تلك العقود بها الرزايا تسقفُ
 فبنا الإرادة والعزيمة بالهدى= تهدي الذين مع الخطايا أسرفوا
 ستتوب أمتنا عن العجز الذي= حاكوه ثوبا للكرام وزيفوا
 إني مررت على الحوادث أرتجي= فيها ادِّكارا من حماه أصنفُ
 فقرأت تاريخ الزمان مسطرا= فيه الشعوب مع اصطبار تنصفُ
 وتنال بالأحرار كل حقوقها= لَمَّا حشودهم الكثيفة صففوا
 يا أرض (قدس) و(الخليل) و(غزة)= يا أرض مسرى (أحمدٍ) : ما أنصفوا !
 إذ يتركونكِ بالقيود حبيسة= قد أقلق الحسناءَ وغدٌ مقرفُ
 قد أزعج الفيحاء ظلم بَيِّنٌ=فيه اختلالٌ للعدالة مجحفُ
 قد أنَّت العصماء : جرحي نازفٌ=ما جاءها يحنو الطبيبُ المسعفُ
 يا درة الأقطار قلة حيلتي = شعري يواكبه الشعور المرهفُ
 أنت الحبيبة للقلوب قضيتي=سأظل في كل المواقف أهتفُ
 هيا إليها بالشموخ أحبتي =فلها بقلب المسلمين تلَهُّفُ
 كم ذا أنادي : يا كرامُ استيقظوا= ستون عاما في العذاب ونَيِّفُ !![/poem]
 |