[ميساء البشيتي]

كعكة ليلة الميلاد
ليلة الميلاد هذه الليلة تشبه ليلة الميلاد من كل عام .. نضيء فيها الشموع الباهتة .. نزين شجرة الخسائر .. ونتجرع كؤوس الهزيمة المرّة كأساً بعد كأس .
لم نعد نستطعم لسعة المرارة في حلقنا .. بعد أول كأس طعم المرارة يشبه بعضه .. لا يهم أبداً كم دُلق في هذا الجوف اليابس من كؤوس .. تماماً كما هي دون الصفر لا تهم عشوائية الأرقام .. عشوائية الأصفار .
الليلة سنحتفل بانقضاء عامنا هذا .. سنضيء السماء بالشموع السوداء .. وسنصفق لجراح العام المنصرم .. وندعو لها بالشفاء العاجل .. وسنجتمع حول مائدة الهزائم لنتقاسم الغنائم التي جادت بها مخالب السلطان .
الليلة سنقتسم الكعكة أيضاً .. وكعادتنا في كل عيد سنجد أن الأنامل الناعمة جداً قد سبقتنا فامتدت بسكينها الحاد الخطا واقتلعت لها جزءاً من كعكتنا .. لا يهم حجم هذا الجزء .. صغيراً كان أم كبيراً ! لم نعد نسأل .. لم تعد تعنينا هذه التفاصيل الصغيرة .. المهم أنها أخذت حصتها من كعكة ميلادنا وتركت لنا ما تبقى تحت أظافرها .. كي نلعقه .. ونتشدق فيه .. ثم نتلو له ولها صلوات الشكر في كل ليلة ميلاد .
نجتمع في مطلع كل عام .. في كل ليلة ميلاد .. نبكي على أحزاننا .. ومن أوجاعنا .. نبتلع ضعفنا وجبننا .. ونصّب جام غضبنا على بعضنا .. ثم نلتهم ما تبقى من الفتات وندعو للسلطان بطول البقاء .
في كل ليلة ميلاد ندعو على تلك الأنامل الناعمة بالكسر إن امتدت مرة أخرى في حلوقنا وانتزعت ما تبقى من لوزنا وعلقتها في متاحفها كذكرى لأمة اعتادت أن تهب لوزها مع ما تبقى من كعكة كل عام ..
أمة أبت إلا أن ترفع سيفها في وجه كعكة الميلاد لتقطعها إرباً إرباً قبل أن تغرز هذا السيف في صدر أحد الأحبة كأضحية اعتادت أن تجود بها في كل عام قرباناً للأنامل الناعمة جداً علها ترضى عنها فتزين لها صدرها بنيشان البطولة .. وتسجل اسمها في لائحة النبلاء .

[رشيد الميموني]

قبل أن تكون الأنامل الناعمة خنجرا ، أرجو أن تكون هذه الكلمات سيفا بتارا يهوي على الرؤوس الدائخة بنشوة ليلة الميلاد و العقول الساهمة في دنيا الأحلام النرجسية ، لتعلن في هذه الليلة التي سهت فيه القلوب بما لذ وطاب .. من مأكل ومشرب و أجساد .. أقول سهت عن أنات الألم ، وأنين الجراح ، وآهات الثكالى ، ونحيب اليتامى .. لتعلن أنه آن الأوان للاستيقاظ .
كلمات تصرخ ، تصيح ، تولول .. لا مكان للاحتفال .. لا مكان للفرح وسط الأسى .. ليكن هناك أمل في الفرح .. أمل في سنة جديدة تكون فيها الكعكة كاملة لا ينازع فيها منازع .. لا سم فيها .. بل ترياق للسموم .. سموم القهر والأسى .. ولتدم حينئذ السهرة إلى الفجر ليؤذن المؤذن معلنا عن فجرجديد ناصع جميل .

[ميساء البشيتي]

اخي الكريم رشيد حسن

تحياتي الحارة

مداخلتك الكريمة هذه ليست مجرد تعليق على النص

وليست ابداء رأي ، أو اطراء ، أو تأييد لما جاء فيه

بل هي لب الموضوع ومتتمة للموضوع

وانا ارى أن النص بها يزداد جمالا ً

شكرا ً جزيلاً لك ولقلمك البهي

وكل عام وانت بالف خير

[رشيد الميموني]

لا شيء يجعل القلم يكتب بتلقائية سوى ما يرجعه صدى النفس من قراءة لنص يتوهج آلاما وينبض أسى .
مزيدا من الإبداع أختي وكل سنة وأنت وأحبابك بخير .

[ميساء البشيتي]

شكرا ً أخي رشيد ودمت بالف خير

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]انتبهت لتاريخ الخاطرة أستاذة ميساء وتساءلت إن كانت الأوضاع منذ تاريخ كتابة الخاطرة ازدادت قتامة أم أملاً ونوراً. الهواجس وكأنها كالأمواج تتعالى والعنف والغليان نشب مخالبه في بعض البلدان فأصبح المجهول شبحا مخيفا.
نظل نأمل الخير على كل حال ومع نهاية كل عام نتمنى إقبال الخير وزيادته.
تحيتي لك ودمت بخير.[/align][/cell][/table1][/align]

[سلمان الراجحي]

الاخت ميساء صباح الخير

أن حرفك هذا بلسما للجرح

وقلمك مدفعا في وجوه الطغاة

عندنا في العراق حتى الفتاة

أكلوه..لم يبقوا شيئا وبأسم

الدمقراطيه..دمقراطية النبلاء

ولم يبقوا لنا من الكعكة شيئا

أطفال بلادي يلعقون الفتاة على

المزابل وان طلبوا رغيف خبز

قطعوا أوصالهم بالمفخخات

قلمي يقول كفى..هل أنت أ. ميساء..؟

ههههههههههه

تحياتي وأحترامي لاختي العزيزه


سلمان الراجحي

[ميساء البشيتي]

الأمور تزداد سوءاً عام عن عام
ولكنها في هذا العام كانت الأسوأ بامتياز
ليس تكهناً مني أ. نصيرة ولكنها الغيوم الحبلى بالمطر
تبشر بالشتاء لذلك لا أتوقع هدوءاً في الفترة القادمة
ولكني أدعو الله ألا تكون دموية وألا تضاعف من حجم الخسائر في الأرواح
شكرا لحضورك الجميل أ. نصيرة ودامت لك المسرات

[ميساء البشيتي]

في العراق أخي سلمان شاهدنا ما لم نشاهده على أرض
لذلك الوجع كبير جدا والألم أكبر والخوف من ألا تعود
العراق إلى العراق ونبقى نلهث ونلهث ونلهث ولا نملك إلا التعب والضياع
الله يفرجها عليكم وعلينا وعلى الحبيبة سوريا
وعلى كل الوطن العربي وربي يمنحنا السلام
شكرا لهذا الحضور الجميل أخي سلمان وبوركت

[محمد سعيد عدنان أبوشعر]

سحرتني هذه الحروف
ولولا السطور الأخيرة
لتهت عن المقصود منها
برمزية عالية
نجمّل خسائرنا
ونحلّي مراراتنا
ونتقدم أكثر في درب التراجع
نحن لمّا نتجردْ من الأحاسيس
وإنما بِتْنا أدباء
خطباء
فُصحاء
وبعد ذلك
يبتلع النسيان كل شيء
ويتكفل الوهم بأداء الواجب
بالقضاء على بقايا الضمير

روعةٌ دائمة التألق
هي سلطان قلمك آنستي العزيزة