| 
				
				رمضانيات...
			 
 كنت أجلس و أشرب الماء , و أنظر للناس في كل مكان , و الناس تقول لبعضها صباح الخير جاء رمضان , و أبو أحمد يذبح الخراف , وأبو فتحي يجهز مشروب عرق السوس , و أم كامل تنظر إلى الحلويات و تأكل من كل طبق قطعة , و الجوال في جيبي يعزف ألحان الرسائل كزخات المطر , كلها تقول كل عام و أنتم بخير , و الشارع لم يفرغ من الناس , و البعض يصب مشروب الزهر و يسقي المارة , و الآخر يطعم الناس قطع الحلوى , و الوضع بشكل إجمالي كان جميل و الكل يحتفل , أما أم سليمان كانت تقف مع أم نادر في زاوية الحارة و تقول لها ( الله يرحمنا من هل الشوب , الحرارة كتير مرتفعة) و أم نادر ترد عليها و تقول لها ( صلي على النبي , ما في شي صعب ) , و كل شيء كان جميل إلا شيء واحد ...ثريا : وينك وينك لفتت عينك بعدا بقلبي معلما ...
 فأجبتها: شو نجوى كرم شو بدك ...
 ثريا: حبيبي صارت الساعة الثانية و النصف وينك أنت ..
 فأبتها بغضب : و تصير الساعة مئة شو ساوي أنا ,,
 ثريا : ما بدك تتسحر بطيخ...
 فقلت لها : ثريا احترمي نفسك, و لا تقولي عني بطيخ يا بطيخة.
 فإذا بأحد المارة من كبار السن يقول لي , صلي على النبي يا رجل شو البطيخ مو من عند ربك.
 اه بعرف البطيخ من عند رب العالمين بس النسوان من عند مين , استغفر الله العظيم .
 فدعاني الرجل الكبير للذهاب معه للمقهى , فلم أرفض الدعوى و ذهبت معه .
 فقلت له : شو اسمك عم.
 أبو سالم
 طيب عمي أبو سالم شو في مافي , و ضحكت .
 أبو سالم : بتعرف يا ابني انا حبيتك.
 فقلت له : الدنيا رمضان يا رجل , و ضحكت.
 أبو سالم: اه شو هل الجيل.
 شو ما بدك تعزمنا على فنجان قهوة أبو سالم.
 أبو سالم : شو المشكلة بينك و بين زوجتك.
 والله يا أبو سالم ما في شي , بس أنت بتعرف النسوان.
 أبو سالم : تحمد الله انو عندك مرة.
 ليش أنت ما عندك يا عم , ولا لسا بكير عليك , ما كونت مستقبلك .
 أبو سالم : والله صرنا مهزلة , بعد هل العمر.
 يا الله عم كل عام و أنت بخير , هي رمضان رجع بخير و سلامة .
 أبو سالم : بتعرف يا ابني أنا بحب رمضان كتير.
 كلنا بنحب رمضان.
 أبو سالم : بس أنا كل أيامي رمضان , و كسرة الخبز علي صعبة.
 ليش عم مافي حدا معك.
 أبو سالم : أنا بيت ما عندي يا ابني , بس خليها بالقلب تجرح .
 طول بالك عمي , الله بعين. و تذكرت عندها الآية الكريمة ( وأما اليتيم فلا تقهر , و أما السائل فلا تنهر , و أما بنعمة ربك فحدث )
 أبو سالم : يا الله عمي روح تسحر مع مرتك بتكون ناطرة.
 فبدأت طوال الطريق أقول : الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله , و شعرت بألم و ارتياح بنفس الوقت في داخلي , فكان الألم على ذلك الرجل الكبير , و أما الأرتياح على وضعي , بأي حال من الأحول و دائماَ و ابداَ الحمد لله......
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |