ليلة العمر
بقلم مرفت شكري
اقترب ميعاد ليلة الزفاف .. وبدأ العد التنازلي .. لا أدري كيف أصف مشاعري كأم .. شعور غريب بالقلق الممتلئ بالسعادة الغامرة لزواج ابنتها الوحيدة وانتقالها إلى عشها الجديد .. أحاسيس متضاربة .. تجمع بين مزيج من الفرح والتوتر.
كنا في المراحل النهائية لإعداد بيت الزوجية .. لاستقبال أجمل عروسين .. أردت إحضار جميع ما تطلبه وتتمناه .. حتى ولو كان نجم عالي في السماء .. فهي الإبنة البارة الغالية المحببة إلى قلبي .
الكل يعمل بدقة ونظام كخلية النحل .. زوج المستقبل يتابع باهتمام إجراءات حجز قاعة العرس .. واختيار الزهور التي تزينها .. واعداد قائمة بها ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات , انتهينا من شراء فستان الزفاف وتجهيز جميع مستلزماته , وكتابة بطاقات الدعوة للأقارب والأحباب .
شريط الذكريات يتراءى أمام عيني منذ يوم ولادتها .. وهي تكبر وتنمو في أحضاني .. تملأ الدنيا بالضحك واللعب والحب والحنان .. فهي ابنتي وأختي وصديقتي .. وهي أيضاً قرة عين أبيها وحبيبته المدللة .
هاهي البنت الصغيرة ذات الظفائر الذهبية المجدولة .. أصبحت شابة يافعة وعروسا جميلة .. تستعد لتبدأ حياة جديدة وسعيدة بإذن الله .
جاءت أجمل ليلة في حياتي .. ليلة العمر .. ليلة زفاف ابنتي .. رأيت أمامي أميرة من أميرات ألف ليلة وليلة تتهادى كالفراشة وهي تتأبط ذراع زوجها الحبيب على أنغام الموسيقى الهادئة والحالمة , بين نظرات الناس المتأملة .
وبدأت القاعة تضج بالمدعوين والمهنئين .. وانطلقت الزغاريد لتعم البهجة والسعادة على الجميع .. سمعت صوت دقات قلبي السريعة والمتلاحقة .. حتى شعرت أن قلبي كاد ينخلع من بين ضلوعي .. يتراقص فرحاً أم يضطرب قلقاً !!
وعندما التقت أعيننا .. حاولنا أن نداري دموعنا .. التي ذرفت رغماً عنا .