الطـُّـفولة 
 
لمْلمْتُ من َشجْو ِ الطـُّيور ِمَـلاحـني ..... وَقطفـْت ُمن َزهْر ِالـرُّ بى ألواني 
وَغزلـتُ من ريـق ِالفـَـراش ِ غَلالة ً.....وشَّـيتُـها بمَباسِـم ِ الأفــنــان ِ
ورَشفتُ من نـَهْـدِ الحَـنـان ِ مَناهِلا ً..... رَوَّت ْ بِسِحْـر ِ جَـلالِها إنسـاني 
َفضمَمْتُ أطـفالَ الوجود ِ لأتَـقـي ..... َنهَمَ الـوُحوش ِ وغِلــَّة َالشـَّيطان ِ 
يــا للطُّفـولة ِ كـمْ بَكت ْ أهوالها ..... عَين ُالـوُجـود ِ على مدى الأزمان ِ 
َفــرَحُ الصِّغار ِ وزقزقاتُ ُقلوبِهم ْ ..... غَيثُ الحنـان ِعلى لـظى النـِّيران ِ 
َلـهوُ الصـِّغار ِووشوشات ُ شِفاهِهم ْ..... عَبَقُ الـمَحبَّة ِ في دُجى الأضْـغان ِ 
مــا للطُّفـولة ِ دُنِّسَتْ أقـداسُـها ..... أودى بِحرمَتِها جُنـونُ الــجـاني 
وَغدتْ بمَحْرَقة ِ الـفـناء ِ وقودَها ..... وهي َ الـَّـتي كانت ْ رَجـا ً وأماني 
أمسـت ْ أنينا ً في طواحين ِ الرَّدى ..... وقِماطـُها مِــزَقٌ مِــن َ الأكفـان ِ 
فـي مَهدِها َنعْيٌ وَنـوح ٌ مـوجِع ٌ ..... وهيَ الـَّـَتي فاحَتْ شذىً وأغاني 
عَـارٌ على الأسْياد ِ بُـؤسُ أمومَة ٍ ..... وَنحيبُ طفل ٍ جــائِع ٍ عَـريـان ِ 
ودَم ُالطـُّفولة ِ يُسْتباحُ على الثـَّرى ..... َفلِـمَنْ ُتـقـام ُ مَـوائِد ُ القـُرْ بان ِ ؟
الله ُ أوصى بالصِّغـار ِ وَديـعـة ً ..... وأمـانـة ً فـي عُـهْـدَة ِ الإنسـان 
ِإن ْ لم ْ يُصَـنْ ُقـدْس ُ الطـُّفولة ِ في معـا بِدِنا وفي مَـنظومَــة ِ الأوطـان ِ 
دَجَـل ٌ وَتـلفيـقٌ وخِسَّة ُ كافِـرٍ ..... رَفـْـعُ الــصَّلاة ِ لِـخالـق ِالأكوان ِ 
روحي فِـدا الأطفال ِ من هَمَساتِهِمْ ..... َصاغ َ الإله ُ مَنـاسِك َ الإيــمــان ِ 
وَلهم ْ بأخدار ِ السَّـماء ِ مَـلاعِـب ٌ ..... وَمبَاهِـج ٌ في َخـافِــق ِ الدَّيــَّـان ِ 
حَقُّ الطـُّفولة ِ أن تـكون َ عِـبادة ً ..... ومَـنـارَة ً فـي بـَلـقـَع ِ الوجْـدان ِ
وعلى َترانـيم ِ الصِّغار ِ وَنـغْوِهِم ْ ..... َيبْـني الـكِـبـارُ حَـضارة َ الإنسان ِ
 
حكمت خولي