شهادة الشهداء
[align=justify]
في دفتر الوطن ، دفتر فلسطين الواسع الشاسع حبا وعطاء وعشقا ، لا يحق لأحد أن يكتب حروفه إن لم يكن فلسطيني الهوى والضمير والوجدان .. ومثل هذا ، لا يمكن أن يرى في الشهادة إلا إشراق الشمس .. أما من يجد أن الذاهبين اغتسالا بتراب الوطن خارج قوس العطاء الثر لفلسطين ، فهو لا يمت لفلسطين بصلة من قريب أو بعيد ، لأن هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم وبذلوها غالية لا رخيصة على تراب الوطن ، أطهر من أن يتحدث عنهم وعن قيمة دمهم مأجور أو في أحسن الحالات أبله غريب الأطوار والأحوال .. فالشهيد ، في كل حالات استشهاده ، صورة مثلى للعطاء الكبير الرائع .. والاحتلال ، أكان فوق هذا الشبر أو ذاك من فلسطين العربية ، احتلال لا نستطيع أن نبرر له احتلاله ، ولا أن نحدد لسواد عينيه متى يكون الشهيد شهيدا ومتى لا يكون !!.. فهو في كل اللغات احتلال ، وشهيدنا صاحب الحق في كل اللغات والأمكنة والأزمان شهيد ..
سنوات مضت ونحن ندفع شريان العمر عطاء لفلسطين .. أولادنا وإخوتنا وآباؤنا وأخواتنا وأمهاتنا ، كانوا قناديل شهادة لا تنطفئ على الدرب الطويل الصعب .. قدمنا الكثير ، أعطينا الكثير ، انتظرنا ما انتظرنا .. فبأي وجه نقابل الوطن حين ندير الظهر الآن لكل هذا العطاء ؟؟.. هل يقبل وطننا أن نكون بين بين !!؟؟.. لا وألف لا.. هل يقبل شهداؤنا وكل الذين رحلوا وفي حلوقهم غصة الغربة ، أن نتخلى الآن عن شبر من فلسطين ؟؟.. لا وألف لا .. هل تسامحنا السنوات التي مضت غربة وتشريدا وعذابا وبعدا وحرقة ، حين نجعل فلسطين لقمة سائغة لغاصبها ؟؟.. كيف والدم الفلسطيني قنديل عز لا يساوم ؟؟..
فلسطين فلسطيننا .. جبهتنا المرفوعة المليئة بالشموخ .. هل كل هذا مجرد خطب وأحلام ورومانسيات فارغة ؟؟.. ليكن .. فما أجمل الحلم حين يكون بوطن ، ولتذهب كل لغات الواقعية إن جردتنا من وطننا إلى الجحيم ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|