رد: شعبية دولة الكيان الصهيوني والتعاطف معها يتدنيان بشِدَّةٍ في الغرب
ؤالأستاذة القديرة : نصيرة تختوخ
بعد تقديم واجب الشكر الجزيل على تطرق سيادتك لموضوع شعبية دولة الكيان الصهيوني , أستسمحك سيدتي في أن أخالفك الرأي فيما خلصت إليه , وحجتي في ذلك أن احتفال أوباما ومعه أعضاء الكونغريس بمرور سنة كاملة كان بمثابة انتكاسة للسلم الذي وعد به هذا الأخير , كيف لا وهو الذي صرح بكل هدوء بأنه كان واهما حين ظن أن الضغط على إسرائيل أمر ممكن .
هذا كلام يعني الكثير للمتتبعين والمهتمين , وأول ما يعنيه أن إسرائيل لم تتزحزح قيد أنملة عن تعنتها وصلفها .وهاهو أوباما نفسه يعترف بأنه كان واهما حين اعتقد بإمكانية ثنيها عن غيها المستدام .
من الممكن أن تكون شعبية إسرائيل قد تعرضت للإهتزاز إثر مجزرة غزة , لكن الآلة الإعلامية الخطيرة مالبثت أن حولت المجرم إلى ضحية , وحين تقول كلينتون بأن أمن إسرائيل أمر مقدس ,وأن المفاوضات يمكن أن تتم مع استمرار الإستيطان , فهذا معناه أن شعبية إسرائيل لم تتأثر لدى الرأي العام الأمريكي , وحين يصرح ممثل الإتحاد الأوروبي بأن المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني لن تستمر إلى الأبد , ولابد من تقديم المزيد من التنازلات , فهذا أيضا معناه أن الضمير الأوروبي لازال غارقا في سباته .
أما المصيبة الكبرى فهي هرولة بعض الأنظمة العربية وتطوعها لتجميل وجه إسرائيل القبيح بمساحيق التطبيع السري منها والمعلن , وتشديد الخناق على أهل غزة الصامدين .
سيدتي الفاضلة , مقالة هنا أو هناك في الصحافة العالمية لن تنال شيئا من شعبية الكيان الغاصب , وتمنياتنا بالويل والثبور وعظائم الأمور , لن تزيد إسرائيل إلا إصرارا على هضم المزيد من الحقوق . وإلى أن يستفيق ضمير العالم الميت , ليس لنا إلا الصبر والمقاومة .
مع خالص المحبة والتقدير .
|