رد: ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا
الناقد الكريم والجليل
حين كنت أقرأ هذه الورقة والتى خرجت من ناقد متمرس عليم تماما مثل الراوى العيم فى الرواية قفز إلى ذهنى سؤال هو: هل يفرض المضمون شكلا محددا فى العمل الأدبى أم أن الشكل هو الذى يفرض المضمون؟ ولو سلمنا جدلا بأن احدهما يؤدى إلى الآخر كشاطئّ النهر فهل هناك مقاييس هندسية يمكن أن تخضع لها النصوص الأدبية؟
بعد هذين السؤالين اتفق معك تماما فيما ذكرت وفيما قدمت وبخاصة أن هذه اللون القصير جدا ينفى عن النص القصصى الصورة الفنية , وهو يشبه وجبة " التيكى واى" لا يثمن ولا يغنى من جوع بيد أنى أجد أن هذه ظاهرة قد وسمت معطيات الإبداع الدبى منذ نشوء قصيدة النثر فى مجلة " شعر اللبنانية" وبروز ادونيس وانسى الحاج وغيرهما بعد ترجمة كتاب سوزان برنار "قصيدة النثر منذ بودلير حتى الآن" واصبحت قصيدة النثر تحتل الصدارة الآن على رقعة الأدب فى الوطن العربى واتاحت لأنصاف الموهوبين اقتحام الميدان بقوة واصبحوا هم المسيطرون فى الوقت الذى أصبحنا نحن متورطين فى الحداثة الشعرية وما بعد الحداثة وأثناء الحداثة وأثناء الأثناء زلما مللنا ذلك ارتفعت اصوات تنادى الىن بما يسمى القصيدة الجديدة وأدب " الموبايل" وغير ذلك ونحن الآن ندخل فى موجة تشبه موجات المناخ المتقلب فى الوطن العربى فلم تعد هناك حدود فاصلة بين الشتاء او الصيف ففى المساء يقتلنا صقيع البرد وفى الصباح يلهبنا حر الشمس فهل نحن مقبلون على مناخ ادبى يحمل نفس الظواهر المناخية؟
وخنا أسال كيف نواجه مثل هذه الظواهر ونوجهها إن المسألة ليست قاصرة الآن على القصة القصيرة جدا او القصة الومضة أو " الإيبجرامات" وغيرها ولكن هناك تراجع شديد الوضوح فى دور النقد العربى وتصديه لمثل هذه الظواهر وغياب الأصوات التى تسعى لوضع أصول نقدية ونظريات تحفظ هذا الإبداع من التشذر والتشظى
وللحديث بقية سيدى الجليل
|