[محمد إسماعيل الرفاعي]

( 1 ) قفص من حرير

أقضي حالياً إجازتي السنوية مع أسرتي الصغيرة بجمهورية مصر العربية ( الأسكندريّة ) ولشيء في نفس يعقوب أحسست بأني محبوس في قفصٍ من حرير رغم جمال الشواطيء والحدائق والمتنزهات التي زرتها ( وللإخوة والأخوات ) المصريين جميل اعتذاري فما قصدتُ سوءا ولكنه إحساس راودني فكتبت :-

مهمـوم ملجّم بالسُكات
موهوم على الضُّل منكمش
ممكون وصابر ومحتسب
محموم ولو قادر يهش
مغبون ولافكّر يقول
حارمنوا من وهج الشمش
مسكين هو ، ما عرف السرور
في روحو مذهول مندهش
بيحجّي بي صمتو الكلام
يتحاكى بي الفال السمح
غيماتو تنذر بالحزن
يندسّه في ضلّو ويزح
نفس المشاهد من بدت
لاضاق نجاح لا يوم فِرِح
صمتت مزاميرو وبكت
مخنوقة بي حبّة قمح
بعد الأمانّي بقت سراب
وأحوالوا حار فيها الجواب
عصفور ومحبوس في قفص
مصنوع جدارو من الحرير
مغلوب ومن جلدو اتملص
كايسلو فرصة عشان يطير
خلط الحواديت بالقصص
يوم عانى من كابوس خطير
كوم من طلاسم فوق بعض
محكومه بي راياً فطير
شايل مصايبو في سكتو
تبراهو للرمق الأخير
طول عمرو يبكي وينتحب
مفطوم هو من لسع غرير
محروم يشم ريحة الفرح
من نومه هانية علي سرير
كلما يشوف الكيل طفح
من شمسو بالنار يستجير
بيهاتي بي حبة مَرَيق
شان عمرو ما عرف الفطير
حظّو المسطّر في الأذل
دايماً يفتِّش لي نصير
كم عانى في عمرو المّحّل
وما شافلو يوم هاني ومطير
في قيدو يرزح ما بطل
ضهبان يكابس زي ضرير
آمالوا تغطس في الوحل
في الدنيا ما لاقي المجير
ما أصلو بشبه روحو هو
وما ليهو في العالم نظير
أياموا كلها زي بعض
وبدايتو زي سطرو الآخير
لسع مكتّح بالسُكات
مهموم على الضُل منكمش
نفس المشاهد والصور
تبراهو شقيش ما يمش
أعلن علي روحو الحداد
في دنيا زايله بدون عماد
كم عانى فيها وكم دقس
ما الدنيا قالوا : فرندقس

5/ 4 / 2010م
القرية السياحية - الأسكندريّة