[نبيل عودة]

قصــة جديــدة

اوباما يتنكــــر

نبيل عودة

اصيبت الادارة الأمريكية ، والرئيس لأمريكي براك اوباما بقلق كبير لأن أخبار الولايات المتحدة يعرفها اليهود وتنشر في اسرائيل قبل ان تصل للجمهور الأمريكي ، وان بعض الأخبار السرية والتي تتعلق بأمن الدولة ، هي أيضا مكشوفة امام اسرائيل والمواطنين اليهود ، مما يشكل اختراقا أمنيا خطيرا قد يسبب اشكاليات كارثية في المستقبل .
استدعى اوباما بشكل عاجل مدراء مكاتب المخابرات كلها وعلى راسهم مدير ال C.I.A ) ) ، وطلب اغلاق الأبواب منعا لتسرب خبر الإجتماع . واعلن ان الاجتماع سري وممنوع من نقل تفاصيله لوكالات الأنباء او للموظفين الأصغر في المؤسسات الأمنية المختلفة لنفحص من اين تتسرب أخبارنا واسرارنا.
طرح اوباما الموضوع بلهجة غاضبة مبينا الخطورة من تسرب الأنباء الحساسة لليهود الأمريكان وفورا لأسرائيل.
قال لهم : ان اسرارنا هي سر على الشعب الأمريكي فقط ، بينما اليهود عندنا يعرفون كل التفاصيل ، واسرائيل تعرف وتنشر صحافتها أخبارنا قبل ان يعلم بها الشعب الأمريكي ، مما يسبب لنا ارباكا سياسيا وخللا في وظائف أجهزة الأمن والسياسة الخارجية .
هذه مسؤولياتكم ان تكشفوا كيف تتسرب أخبارنا.
مدير السي .آي .إيه استخف بالمعلومة وقال انه :"دائما ساد هذا الوضع ولا أعتقد انه يمكن تبديله ".
اوباما تفاجأ وقال :" هذا تهاون واستخفاف بالدولة الأمريكية ، يجب ان نعرف كيف تتسرب المعلومات ".
مدير أمن الداخلية قال :" ان اليهود شعب حشري يستفسرون دائما عن ما هو الجديد ، وفورا ينتشر الخبر بينهم ، بينما الأمريكيين يهتمون بالهامبورغر والهات دوغ والفاست فود المختلف والعاب الكرة المختلفة ".
قال اوباما : "هل انتم جهاز مسؤول وعاجزين حتى عن تفسير تسرب اسرارنا ؟ "
وقال بعد صمت ليسيطر على أعصابه : " يبدو ان انتقال المعلومات السرية . لا يمكن كشفه الا اذا كنت يهوديا ، هذا ما افهمه من كلامكم . لأن اليهود يتناقلون المعلومات بين بعضهم البعض فقط ولا يردون على من ليس يهوديا ، وبذلك يتعذر علينا معرفة مصدر وصول المعلومات لهم .. هذا هو تبريركم ؟!".
حسنا سافحص الموضوع حسب طريقتي .
في نفس اليوم قرر اوباما بشكل سري حتى عن زوجته وابنتيه ، ان يتنكر بملابس يهودي ، وضع لحية اصطناعية، شبك قبعة دينية سوداء بشعر رأسة ( الكيباة بالعبرية ) لبس الملابس السوداء التي يرتديها اليهود المتدينيين الأورتوذكس، وأخذ أول طائرة متوجهة الى نيويورك ، ثم الى بروكلين اليهودية ، ومنها الى الحي الأكثر يهودية في نيويورك – حي "كراون هيتس ".
التقى هناك بيهودي كبير في السن ، سأله : هل من أخبار جديدة يا أخي ؟
رد علية اليهودي بصوت خافت : الم تسمع آخر خبر ؟ السافل اوباما تنكر ليهودي ووصل الى حينا !!

نبيل عودة – nabiloudeh@gmail.com

[رأفت العزي]

استاذي الفاضل نبيل أسعد الله جميع اوقاتك بكل الخير
نعم يا سيدي .. قد يزرعوا عيون في جميع الأماكن .. قد يسخروا المال والصحيفة والمومس
ولطالما انتصروا بهذه الأدوات *وعندما نجد من لا يخضع للمال ولا يخشى الصحيفة ولا يركع
لمومس يصبحون عندها طرشان وعميان يمكن لفتى عربي بسيط خداعهم ...
شكرا لك وتقبل تحياتي واحترامي

[نبيل عودة]

خي العزيز رأفت العزي
لا الوم النظام الأمريكي .فهو ينفذ سياسة مصالح دولة . السؤال كيف يمكن ان تكون دولة بحجم لا يتعدى 8 مليون أهم من دول تعد 350 مليون ؟
ال 350 مليون دول تملك ثروات طبيعية استراتيجية ولكنها تفتقد لنظام الدولة الحديثة. تفتقد للمؤسسات العلمية البحثية ، تعيش في واقع بؤس غريب. أمول الثروات الطبيعية تذهب للقبيلة السائدة . جامعاتها ، التي من المفروض ان نكون مؤشرا للقوة العلمية تغرق بالجهل والخرافات والهرطقة الدينية ،بدل الفيزياء والكيمياء والتكنلوجيا والهايتك ، بعيدا عن الدين بتوجهه الانساني الحضاري المنادي للعلم والتقدم ورفعة الانسان وكرامته ، حتى صار التدين السائد يعني التخلف وقبر العقل والغاء التفكير واستبداله بالتلقين ، وصار الايمان يقاس بمدى طول اللحية ونوع الدشداشة ومستوى تغليف النساء ومظاهر قروسطية مذهلة في انتشار الفتاوي الفضائية التي جعلتنا مضحكة للشعوب . بل وانتشار لمحاكم التفتيش التي تحاكم الجن ، فهل تنتظر عزيزي ان يقود هذا الى تغيير المعادلات السياسية الدولية؟
اليوم هناك فضيحة عرض اسرائيل على نظام الأبرتهايد في جنوب افريقيا عام 1975 شراء رؤوس نووية من اسرائيل ، وتعاون نووي بين الدولتين العنصريتين. طبعا اسرائيل تنكر ، ولكن الأقمار الصناعية رصدت في وقته تفجيرا نوويا تجريبيا في المحيط الهادي نفذ بالتأكيد من اسرائيل وجنوب أفريقيا. ومنذ ذلك التاريخ ماذا فعلت دولنا الورعة المؤمنة غير نهضة عمرانية في اقامة السجون وقمع الفكر المتحرر والعقل المتنور؟
ماذا انتجنا بالمقابل لضمان امن الشعوب العربية ؟
أجل انتجنا النبابيت لنكسر رؤوس بعضنا البعض عندما نختلف على من هي المغنية صاحبة الصدر الأجمل ، او السيقان الأكثر اغراء ؟ حتى الفن صار سوقيا ومبتذلا بمعظمه .
اسرائيل طورت تكنلوجيات عسكرية واقتصادية وطورت العلوم والفيزياء والطب ، ومستوى الحياة ارتفع لمستويات اوروبية ( 35 الف دولار للفرد الواحد حسب الانتاج الاجمالي السنوي والعالم العربي حولها لم يتجاوز ال 3000 دولار )،وأصبحت من اهم دول الهايتك ومن اهم الإقتصاديات في العالم ،ونحن طورنا الفقر والغيبية الفكرية وسبقناها بنسبة المواليد وانواع الزواج وارضاع الكبير ووصف حور العين ، وزيادة الفقر رغم ترليونات أموال النفط التي نزلت شرعا للقبيلة السائدة على السلطة.
في امريكا ، كما شاهدت بام عيني في زيارة قبل سنتين ، يوجد مجتمع واحد منظم جدا ومتماسك جدا ، هو المجتمع اليهودي ، أحببنا ذلك ام لم نحبه ، يسيطر على السلطة الرابعة ( الصحافة ) ويسيطر على السلطة الخامسة (السينما ) وعلى التلفزيونات ، ويسيطر على أهم البنوك الأمريكية ، واهم المحامين يهود واهم الاطباء يهود واهم المهندسين ، لا أقول هذا الا احتراما واجلالا بنجاحهم في انجاز ما يرونه مصلحتهم وتقدمهم كأقلية في الولايات المتحدة . هذا عدا وجودهم بجهاز السلطة في مراكز قوية وحاسمة من أعلى هيئة الى ادناها .
العرب نسبتهم أكبر ولكنهم فرق متنازعة ، غير منظمة ، قسمهم الكبير هرب من الكبت الديني وعندما وصل الى الحرية الدينية بدأ يفكر بفرض ما هرب منه على مجتمعه الجديد.
القصة ، او المقال القصة ، لمحة خاطفة ساخرة عن واقع لن يتغير الا اذا غيرنا توجهنا كله ، الى توجه حضاري علمي يجعل المجتمع والدين في خدمة الانسان ، وليس الانسان عبدا في خدمة المجتمع ونظام الجشع ورجال الدين - دولار!!

[عبد الحافظ بخيت متولى]

الرائع الكريم الأستاذ نبيل عودة
أضحكتنى سيدى ولكنه "ضحك كالبكاء" قصة جميلة ورائعة وساحرة وسر هذا كله انها جاءت بلغة الحكة العادى لتنقل ذلك الواقع العادى أيضا لكن بشكل ساخر يشى بدلالات أكثر عمقا ومعان اكثر مرارة لتخلفنا نحن , فعلى ستوى الموضاعاتية فى القصة فإنها أختزلت تصوراتنا المريضة تجاه التعامل مع اليهود وكشفت عمق هذا المجتمع اليهودى الساحرفى تحريك عرائس اللعب الجميل وتحدت حتى التغيير فى اشارة ذكية الى ان خيوط اللعبة فى يديها و واستدعت هذه القصة حادثة فى ذهنى فمنذ شهر مضى تقريبا ذكر الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشعب المصرى والقريب من المطبخ السياسى ان الرئيس القادم لمصر لابد ان توافق عليه امريكا واسرائيل ومنذها قامت الدنيا فى مصر ولم تقعد حتى الآن وهرطق المهرطقون وتشدق المتشدقون وثارت ثائرة الثوريين وكان الرجل محقا فيما يقول لأنه صاحب الرؤية الاوسع والاشمل وما يحدث فى مصر والوطن العربى ينطبق عليه قول الشاعر القديم " أسمع جعجعة ولا أرى طِحنا" ولذلك فاقصة تنبهنا إلى ان اليهود يمكلون خيوط اللعبة ولابد ان نعى ذلك ونعد له
وعلى المستوى الفنى فغن مرجعية الجمال الفنى فى القصة هو ذلك السرد البسيط البعيد والذى يحقق مقولة ان السرد فى القصة حكى يطابق المسرود عنه ليدخل ببساطة فى واعية المسرود له وكم كنت رائعة حين صببت خيوط السرد والدراما فى بوتقة النهاية الساخرة المتفجرة بالوعى الشديد
لك كل محبتى وتقديرى

[نبيل عودة]

الناقد والشاعر عبد الحافظ بخيت متولى
شر البلية ما يضحك .
تشاؤمي المتزايد يزيدني سخرية ... مسؤول مصري فاتني اسمه قال ، وأثار موجة غضب وانتقادات ( زوبعة داخل فنجان ) بأن الرئيس المصري القادم يجب ان يحظى بموافقة أمريكا واسرائيل .
الخصم والحكم كما قال المتنبي .
هذه حال مبكية ومن شدة البكاء نضحك على انفسنا.
في قصة ساخرة عن مؤتمرات القمة ( قمقمة ) لصديق قاص ( سيد ماجد مجدلاوي ) جاء هذا المقطع الساخر حتى العظم في نهايتها :

تَسَاءَل الزُّعَمَاء مِن أَهْل الْنَّار مِن رَبِّهِم عَن عَدَد الْسَّنَوَات الَّتِي تَحْتَاجُهَا دُوَلِهِم لِزِيَادَة رَفَاهِيَّة الْسُّكَّان وَمَدُخُوَلَاتِهُم وَاحْرَاز الْتَّقَدُّم وَالْرِّفْعَة الاقْتِصَادِيَّة وَالْخَلَاص مِن الْعُنْف وَالْعَيْش بِدُوْن مَشَاكِل الْنِّزَاع وَالْخِلَاف فِي عَالَم بِلَا حُرُوبَات وَلَا يَعْرِف غَيْر الْحُب وَكُؤُوس الْرَّاح وَالْصَّبَايَا الْمَلِاح ..?
وَكَانَت اجَابَة رَبِّهِم تَتَرَاوَح لِكُل دَوْلَة بَيْن 100 و 200 سُنَّة ، فَبَكَى زُعَمَاء دُوَل الْفِسْق وَالْنَّار بُكَاء مُرّا ، سَأَلَهُم الْرَّب الْأِله :
- لِمَاذ تَبْكُوْن ؟
اجَابُوا:
- لَأَن ذَلِك لَن يَكُوْن فِي ايَّامِنَا .

وَحِيْن جَاء دَوْر زُعَمَاء الْعَرَب سَأَلُوْا رَبَّهُم بَعْد ان سَجَدُوْا عَلَى شَرَفِه عِشْرِيْن سَجْدَة وَصَلُّوْا التَّرَاوِيْح امَامَه ، وَقَدَّمُوْا أَطْفَالُهُم حَافِظِي الْقُرْآَن بِأَنَّهُم شِيُوْخ الْمُسْتَقْبَل ، وَاسْتَرْضَوْا فَصَائِل الْمُنْتَحِرِيْن المَوْعُوْدِيْن بِالْحُوْرِيَّات وَالْغِلْمَان ،وَسَأَلُوْا مَتَى يَتَغَلَّبُون عَلَى اسْرَائِيْل ، وَتُصْبِح امْرَيَّكَا صَاغِرَة امَامَهُم ، وَتَسْجُد لَهُم اوْرُوْبَا بَعْد ان يَفْتَحُوْا رُوْمَا بِالْسَّيْف ، وَيَقْضُوا عَلَى الْفَقْر وَالْأُمِّيَّة وَالْبَطَالَة وَتَخَلَّف الْجَامِعَات وَالْتُعْلِيْم وَالْأَمْرَاض الْنَّاتِجَة مِن الْتَّخَلُّف وَالْفَقْر ، وَيُصْبِح لِكُل طَالِب مَدْرَسَة غُرْفَة صَف وَبَنُك لِلْجُلُوْس عَلَيْه ، وَيُصَرِّح لِلْمَرْأَة ان تَبْكِي اذَا ضُرِبَت ، وَتَشْكَر رَبِّهَا وَالْرِّجَال الْعِظَام انَّهُم لَم يُخْفِضُوْا قَيِّمَة شَهَادَتُهَا الَى عُشْر شَهَادَة الْرَّجُل وابِّقُوْهَا نِصْف الْقِيْمَة . وَأَن تَشْكُو لِرَبِّهَا تَصْنِيفُهَا مَا بَعْد الْحَيَوَان الْأَلِيف فِي الْمُجْتَمَعَات الْعَرَبِيَّة ، وَكَانَت قَائِمَة طَوِيْل طَوِيْلَة طَوِيْلَة تَبَادُل الْرُّؤَسَاء الْعَرَب قِرَاءَتَهَا بِسَبَب الْإِرْهَاق مِن طُوَلِهَا ، وَذَلِك بِحُضُوْر الْرَّب مُسْتَمِعا ، وَفَجْأَة بِمُنْتَصَف قِرَاءَة الْمَشَاكِل الْعَرَبِيَّة وَالامْنِّيَات الْعَرَبِيَّة ، بَدَأ الْرَّب يَبْكِي بُكَاء شَدِيْدا مُرّا ..
ذُهِل الْرُّؤَسَاء الْعَرَب مِن بُكَاء الْرَّب .وَسَأَلُوْه بُحَيْرَة كَبِيْرَة :
- لِمَاذَا تَبْكِي أَيُّهَا الْعَلِي الْقَدِيِر الَّذِي ايّاه نَعْبُد وَبِه نَسْتَعِيْن ؟
فَرَد الْعَلِي الْقَدِيْر:
- أَبْكِي لِأَن مَشَاكِلَكُم وَتَخَلُّفُكُم لَن يَكُوْن حلُّهَا بِأَيَّامِي !!