[رشيد الميموني]

[align=justify]
اعتـرافـــــــــات

الوقت عصرا .. وأنا جالس إلى مكتبي أتصفح بعض المجلات الرياضية وأدون بعض المواعيد الخاصة بكرة القدم . وأنظر بين الفينة والأخرى إلى أوراق التحرير المكدسة وهي تنتظر التصحيح . لا زالت أمامي ساعة قبل مداولات الأقسام . يطرق الباب طرقا خفيفا ، ويدخل أحد التلاميذ وهو كالطيف من الهزال . ألقى التحية ووقف ينتظر أن آذن له بالكلام . رفعت حاجبي متسائلا . فتردد لحظات قبل أن يسأل :
- أستاذ .. أريد أن آخذ رأيك في أمر يخصني .
تملكني إحساس بالارتياح .. لقد آتت كلمتي التي ألقيتها في بداية السنة أكلها . حثثت تلامذتي على عدم التردد في البوح بكل ما يؤرقهم . وإذا كانت هذه البداية ، فمعنى هذا أني كسبت ثقتهم . أشرت له بالجلوس على إحدى القماطر، وأشرت إليه أن كلي آذان صاغية . علت وجهه ابتسامة وغض بصره ثم قال :
- ماذا لو أخبرتك أني أهيم بإحداهن .. حدث هذا منذ بداية الموسم الدراسي ..
ثم انطلق يحكي بحماس .. وأنا منصت باهتمام .. لكني سرعان ما سهوت عنه لأسبح في ذكرياتي .. لقد أيقظها هذا الشقي بتقاسيم وجهه النحيل وتهدج صوته المراهق .. ثم وجدتني أتصفح قصتي الأخيرة التي تتناول هذا الموضوع . وأفقت أخيرا على سؤاله :
- لا أدري إن كانت تصرفاتي هذه خطأ .. لذلك قصدتك..
ربما كان يخشى أن يفقد المكانة التي اكتسبها لدي بنشاطه و طموحه و تطلعاته .. فقد كنت أمدحه وأثني عليه كلما سنحت الظروف بذلك. بماذا أجيبه ؟.. وهل هذا موضوع هين يرد عليه في لحظات ؟ .. ربت على كتفه مبتسما وقلت :
- أبدا .. تصرفك ليس صبيانيا ، إنما – وهنا دق الجرس – هذا موضوع يستحق جلسة هادئة .. ما رأيك في صباح الغد أثناء فترة الاستراحة ؟
بدا على وجهه الارتياح .. ونظر إلي بامتنان .. هل كان ينتظر أن أقدم له موعظة و أنبهه إلى التفكير في دراسته فقط والإعراض عن هذه الأفعال الصبيانية ؟ .. شيعته إلى الباب وانصرفت إلى الاجتماع .. ولا زلت لحد الآن أتذكر ضاحكا كيف مرت المداولات وأنا غارق في أفكاري أتمثل في مخيلتي وجه التلميذ النحيف وتهدج صوته وما ينتظره مني .. حتى أيقظني زميلي من غفوتي .
وفي الغد .. جاء في الموعد . جلس في مكانه المعتاد أثناء الدراسة وقال :
- أرجو ألا أكون أثقلت عليك .. أستاذي .
- لو كنت أخشى ذلك لما جاءت المبادرة مني في بداية السنة .. اسمع .. ما قلته لي يجب ألا يسبب لك حرجا ، فكل واحد معرض لمثل هذه الأشياء .. و يجب التعامل معها بذكاء وتعقل ..
- يعني ان أحاول عدم ..
- أنا أقول لك .. و لكن دعني أسألك .. ما الذي يعجبك في الفتاة ؟
- خلقها .. جمالها ..
ثم توقف مفكرا :
- و ثقافتها ؟ .. أليس كذلك ؟
- بالضبط أستاذي .. بالضبط .
- إذن فاعلم أنك لن تكون كبيرا في نظرها إلا بالشروط التي تراك هي بها كفؤا ..
نظر إلي متسائلا فاستطردت قائلا :
- لن تكون مميزا إلا إذا جلبت الانتباه ، وذلك بتميزك عن الآخرين .
فكر قليل .. كنت أعلم بذكائه .. لكنه كان يبدو مشوش الأفكار..
- التفوق .. ولاشيء غيره .. حينئذ لن تسعى إليها منكسرا .. قل لي هل تمارس رياضة ؟
- في بعض الأحيان ..
- أنا ألحظ توافد أبناء حيك على نادي الكمال الجسماني .. فلماذا لا تلتحق به ؟
في هذه المرة فطن جيدا إلى ما أرمي إليه .. التفوق الدراسي مع جسم رياضي .. لكني حرصت ألا يندفع كثيرا في تفاؤله فقلت :
- وفي المدة التي يستغرقها تنفيذ هذين الشرطين ، عليك بالتصرف بحذر حتى لا يبدو أنك تفعل هذا من أجلها . ويجب ألا يصدر منك ما يوحي لها أنك متيم بها . خذ الوقت الكافي لذلك .. فأنت في مقتبل العمر ولديك من المؤهلات ما يبلغك إلى هدفك .
كنت أستشف من عينيه حماسا طغى على إحساسه بالحرمان مما كان يعده من قصائد وخواطر يعلم الله كم حرمته من النوم ساعات وساعات .. نهض وشد على يدي بحرارة .. و انحنى كمن يهم بتقبيلها .. فوضعت ذراعي على كتفه وقلت وأنا أودعه :
- لا تنس أن تخبرني عما استجد من أمور ..
منذ أيام .. وبعد عشر سنين زارني في فصلي و أنا منهمك في تسجيل الغياب . رحبت به . عانقني وسلمني دعوة لحضور حفل تأسيس جمعية ثقافية يرأسها هو .. كان متأبطا ملفا يحوي وثائق ومستندات .. وانتبهت إلى قامته الفارعة ومنكبيه العريضين فلم أملك أن ابتسمت وذاكرتي تعود إلى ذلك اليوم المشهود .. يوم اعترف لي بمكنونات قلبه .
[/align]

[دينا الطويل]

[gdwl]
دائما روح التحدي.. وقوةالارادة.. والتوجه الصحيح.. والاستمرارية.. تقود الانسان الى هدفه بخط مستقيم..

الاستاذ رشيد..جميل هذا السرد العفوي بدون التكلف..

انا ايضا.. مع تمايل ذكرياتك .. أخذتني بعض لحظاتي الى الوراء قليلا.. ولا ادري لماذا خطر ببالي قصه كنت قد قرأتها لك. في غير هذا المكان . عن صديقك الذي سافر راحلا وترك لك بعض من كتبه مع قصاصة الورق مدون فيها ابيات من الاشعار وفي اخر بيت كتب اسم لمياء... .. هل صديقك و لمياء ايضا شخصيات حقيقه مثل هذا الطالب ..

تحياتي لك
[/gdwl]

[رشيد الميموني]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا الطويل [gdwl] دائما روح التحدي.. وقوةالارادة.. والتوجه الصحيح.. والاستمرارية.. تقود الانسان الى هدفه بخط مستقيم.. الاستاذ رشيد..جميل هذا السرد العفوي بدون التكلف.. انا ايضا.. مع تمايل ذكرياتك .. أخذتني بعض لحظاتي الى الوراء قليلا.. ولا ادري لماذا خطر ببالي قصه كنت قد قرأتها لك. في غير هذا المكان . عن صديقك الذي سافر راحلا وترك لك بعض من كتبه مع قصاصة الورق مدون فيها ابيات من الاشعار وفي اخر بيت كتب اسم لمياء... .. هل صديقك و لمياء ايضا شخصيات حقيقه مثل هذا الطالب .. تحياتي لك [/gdwl]

[align=justify]
العزيزة دينا .. تحية أخوية عطرة لك ..
قد تتعجبين إذا أخبرتك أنني قبل إدراج هذه القصة هنا كنت أنوي نسخ قصة أخرى عوضها .. والقصة التي ألغيت إدراجها في آخر لحظة تحمل عنوان "رياض العشاق" وهي بالضبط القصة التي تحدثت عنها في تعليقك .. نعم لمياء من شخصياتها و سيكون من دواعي سروري أن أنشرها في ما بعد ..
طبعا .. الشخصيات في القصة غالبا ما تكون كلها حقيقية .. وقد تحمل كل قصة نزرا يسيرا مما نعيشه من تجارب ..
اشكرك دينا على مرورك و إطرائك و ارجو أن أبقى دائما عند حسن ظنك ..
لك كل المودة .
[/align]

[دينا الطويل]

اجل اجل القصة ذاتها .. رياض العشاق..
عندما تدونها هنا .. سوف امطرك بتساؤلات .. عن الحمره التي اعتلت وجه لمياء وطغت عليها تلك الحمره سمرتها اللافته..

ما يشد انتباهي هنا في اعترافاتك انك وضعت نهايه مفتوحة للحدث المشوق الذي بنيت عليه حبكة القصه .. الا وهي قصة الحب.. التي دفعت مجريات قصة اعترافات.. الى التطور .. الى ان وصلت الذروة بعودة الطالب النحيل.. مفتول العضلات .. رئيس رابطه ...دون ذكر مصيره مع ذلك الحب... تاركا للقارئ ان يتخيل ما يشاء ...


تحياتي لك

[رشيد الميموني]

لا أخفي عنك دينا أنني سعيد جدا بما نالته قصصي من حفاوة و من اهتمام من جانبك .. وهذا شرف كبير لي و مبعث فخر و اعتزاز ..
نعم أحداث قصة "رياض العشاق" هي كما ذكرتها وخاصة نهايتها ..
أما "اعترافات" فكل الاحتمالات واردة بالنسبة للنهاية ومآل الحب الذي بنيت عليه القصة .
كل امتناني و شكري لك دينا على مرورد العبق على متصفحي ..
دامت لك المودة .

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]وكأنه توثيق لذكريات مدرس.
استمتعت بقراءة قصتك التي تأخذنا إلى جو المؤسسات التعليمية وإلى مرحلة تفصل الطفولة عن سن الرشد وتحمل ماتحمل من ذكريات يكون فيها للأيام الدراسية حصة الأسد.
تحيتي لك أستاذ رشيد وتقديري لقلمك.[/align][/cell][/table1][/align]

[رشيد الميموني]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]وكأنه توثيق لذكريات مدرس. استمتعت بقراءة قصتك التي تأخذنا إلى جو المؤسسات التعليمية وإلى مرحلة تفصل الطفولة عن سن الرشد وتحمل ماتحمل من ذكريات يكون فيها للأيام الدراسية حصة الأسد. تحيتي لك أستاذ رشيد وتقديري لقلمك.[/align][/cell][/table1][/align]

العزيزة نصيرة ..
أجمل ما يميز التدريس هو أن يهبك الصغار ثقتهم ويفضون إليك بمكنونات قلوبهم الصغيرة
وتعايش آلامهم وآمالهم .. وتساير أحلامهم الصغيرة .
سعدت بمرورك وبتشجيعك الدائم ..
لك كل المودة اللائقة بك .

[ليلى مرجان]

بوح تجارب و ذكريات تنقش في الذاكرة؛ تحييها إشارة تمت لها بصلة.
سرد جميل و أحداث محبوكة
ذ. رشيد، واصل إفادتنا بقصصك المثيرة لنعيش معها بما تحمل من متعة وأحداث مشوقة و أهداف نبيلة تصب في التوجه الصحيح
لك ودي و ورودي

[رشيد الميموني]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان بوح تجارب و ذكريات تنقش في الذاكرة؛ تحييها إشارة تمت لها بصلة. سرد جميل و أحداث محبوكة ذ. رشيد، واصل إفادتنا بقصصك المثيرة لنعيش معها بما تحمل من متعة وأحداث مشوقة و أهداف نبيلة تصب في التوجه الصحيح لك ودي و ورودي

ممتن لك أختي ليلى على مرورك وتشجيعك ..
أتمنى أن تنال كل كتاباتي إعجابك .
كوني دوما بالجوار وتقبلي مودتي وتقيري .

[وسام أحمد]

هي ذاكرة المعلم كم تصخب بالكثير من هذه القصص
والتي كلما لاحت في أفق الذكريات أعادت رسم ابتسامة على محياه
قصتك كاروع مايكون بسلاستها وتدفقها بيسروأسلوب التعامل التربوي بفنه الراقي
وخاتمتها المفتوحةأنعشت فيّ شيء ورسمت ابتسامة
تقديري لك