التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,850
عدد  مرات الظهور : 162,326,112

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > ملف القصة / خيري حمدان
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 10 / 2010, 38 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

الراقصة والحاج عبد المعطي

[align=justify]

فزع أبو علي حين شاهدني أتأبط العكاز وقدمي موضوعة في طبق جبس أبيض. ضحك مداعبًا وقال ساخرًا:
- ما الحكاية يا عبد المعطي .. آخر الزمن عكاز وجبس يا رجل؟
- والله قصة طريفة يا أبا علي .. ولولا خشيتي من لسانك الطويل لسارعت في قصّها عليك!
غرق أبو علي بالضحك مجدّدًا وقال واضعًا يده على بطنه:
- بل ستقصها بمحض إرادتك يا حاج .. لن يجبرك أحد على ذلك ولن تعرف الراحة قبل أن تقول كلّ ما لديك.
- أنت خليل الشيطان يا أبا علي، لا أحد يقدر على مخادعتك يا رجل .. حسنًا كما تريد، سأخبرك كيف كسرت قدمي ودسستها في الجبس .. أمري لله! تعرف بأنني أشارك كثيرًا في مهرجانات الشعر وقراءاته الكثيرة. في أحد الأيام وقبل أسبوع تقريبًا، مضيت إلى المركز الثقافي الوحيد في منطقتنا يا أبا علي، قرأت بعض القصائد المقفّاة، كان قلبي يندلق بين الحضور وكنت في حالة تجلّي يا صاحبي، وكأنّ الله كان يدفع بحلو الكلام إلى لساني. صفق الحضور، كنت منتشيًًا سعيدًا بهذا النجاح الذي حققته. عندها يا أبا علي عندها ..
- تحدث يا حاج تحدث! لماذا صمتّ يا رجل؟
- عندها بانت من بين الحضور والابتسامة مشرقة على تقاطيع وجهها، مدت يدها بل مدت كلّ جسدها، تمايلت مصافحة كانت وكأنّها ستنقلب في اللحظة التالية فوقي، يا لها من امرأة تطفئ بحضورها نور القمر.
- معقول يا حاج عبد المعطي .. معقول بعد هذا العمر؟
- العمر؟ أنا شباب يا صاحبي .. أنا في عزّ الشباب. إذا كنت تشعر بأنّ العمر قد خانك فأنا ما زلت أصول وأجول في ساحات الجمال وما تزال قلوب العذارى متيّمة بحضوري وشاربي!
- شاربك وشعرك المصبوغ يا حاج.
- وبعدين معك يا خليل الشيطان، جميعنا نصبغ، أنت تعرف هذا وهي أيضًا تصبغ شعرها، كل النساء يصبغن شعورهن، حتى نبينا كان يفعل ذلك، ما الضرر يا خليل الشيطان .. يا منافق يا مناكف!
- طيّب يا كازانوفا العرب، ماذا حدث بعد ذلك؟
- يبدو بأنها يا أبا الليل ..
- أنا أبو علي ولست أبا الليل لو سمحت.
- أردت أن أمازحك والله يا صاحبي المنافق. على أية حال يا أبا الليل (يتقبل أبو علي ذلك على مضض) طلبت مني أن أوقّع على منديلها المطرّز بقلب حبٍّ أحمر فاقع. قالت إنّها شغفت بقصائدي أنا المقفّاة.
- وماذا بعد يا متنبي عصرك؟
- قالت لي بأنّ الليل يخجل من سحر كلماتي، وإنها راقصة تدير نادٍ لتعليم الرقص الشرقي ومولعة بفنون الشعر. قال إنّني مميّز كما الأرجوان بين كتل من الشوك يا أبا الليل. الله ما أحلى كلماتها خاصّة وهي تتمايل كأغصان التين حين تهبّ الريح. ألم تلاحظ بأن التين يفرز بعض الحليب حين ينضج؟
صاح أبو علي وقد طفح الكيل من توصيفات وكنايات الحاج المتصابي:
- يا رجل عن أيّ حليب تتحدث وقد ضمر ظهرك يا حاج؟ الله يثبّت العقل والدين يا قليل الدين يا عاشق يا سيد المهابيل!
غضب الحاج عبد المعطي وشخر متحديًّا وشامخًا، كان الشرر يتطاير من عينيه وكأنّه على استعدادٍ لخوض معركة مع الجبال.
- أنت غضبت على ما يبدو يا صاحبي الحاج! لماذا تغضبك الحقيقة يا رجل؟ على أيّة حال لا أدري ما هو الهدف من كلّ هذا القصّ وما علاقة صاحبتك الراقصة بكسر قدمك؟
- تريد أن تعرف بقية الحكاية يا خليل الشيطان؟
- نعم أريد أن أعرف ما يدور في خلدك وكيف كسرت هذه القدم الرقيقة الشاعرية المقّفاة. ما اسم المرأة التي أخذت عقال عقلك؟
- اسمها وردة .. وهي وردة .. وحضورها باقة من الورد. دعتني يا جاحد الجمال إلى ناديها حيث تقوم بتدريب الحسان لليّ الخصور وتدوير المؤخرات وهزّ البطون ومغازلة العصي وو
- يكفي يا حاج أنا متوضئ وحكايتك هذه ستفسد وضوئي.
ضحك عبد المعطي جزلا وفرك طرف شاربه قائلاً:
- كنت أنا وحدي الرجل الوحيد بين تلك النسوة والفتيات الرشيقات، كنت أراقب حركاتهن بنظرة خبير متمرّس، وكانت هي وردة تدير رؤوسهنّ نحوي كأنني الشمس وسط حقلٍ من زرع عبّاد الشمس. بعد انتهاء الدرس قبلت وجنتي وقالت بأنّها ستعلّمني كيف أراقص الرياح.
- أنت محظوظ يا حاج.
- نعم، أنا محظوظ. عند المساء ذهبت لتلقي الدرس الأول، كانت قد استحمت وأخذت كامل زينتها، كنت أظنّ بأنّ لعبة الحبّ ستبدأ في أيّة لحظة، لكنّها كانت تنوي حقيقة تعليمي مراقصة العصا وأمورًا أخرى أجهلها يا صاحبي. كان الغرور قد أخذ منّي أكثر ممّا أعطاني الله من قدرة على تقفية الكلام، وفي الأثناء .. انقلبت على الأرض وكسرت قدمي.
غرق أبو علي في ضحك هستيري وأمسك بطنه المترجرجة أمامه.
- الله يجازيك يا متصابي يا عجوز. لما شاب راح الكتّاب! هههههههه. تستاهل أكثر من كسر عظامك يا عبد المعطي.
- اضحك يا خليل الشيطان اضحك. هي أيضًا انقلبت على ظهرها من كثرة الضحك. انتهى الرقص مع الدرس الأول ونلت قبلة أخرى على وجنتي قبل أن تنقلني إلى مركز الطوارئ لجبر كسر عظامي الهشّة.

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2011, 09 : 07 PM   رقم المشاركة : [2]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الراقصة والحاج عبد المعطي

جميلة جدا، في المرة الأولى كسرت قدمه ووضعت في الجبس وربما في المرة القادمة تكسر رقبته ويوضع في القبر. هذا الحاج المتصابي وأمثاله كثيرون عند أول هزة يهوون في براثن الإثم ويضحك منهم الشيطان وخليله وأعوانه من بني الإنس والجن. بارك ربي فيك ورعاك أستاذ خيري. أرجو أن يستفيد منها من تسول لهم أنفسهم الخوض بما يغضب الله.
أختك
زاهية بنت البحر
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]
زاهية بنت البحر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2011, 12 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:more61: رد: الراقصة والحاج عبد المعطي

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر
جميلة جدا، في المرة الأولى كسرت قدمه ووضعت في الجبس وربما في المرة القادمة تكسر رقبته ويوضع في القبر. هذا الحاج المتصابي وأمثاله كثيرون عند أول هزة يهوون في براثن الإثم ويضحك منهم الشيطان وخليله وأعوانه من بني الإنس والجن. بارك ربي فيك ورعاك أستاذ خيري. أرجو أن يستفيد منها من تسول لهم أنفسهم الخوض بما يغضب الله.
أختك
زاهية بنت البحر

الأديبة زاهية بنت البحر
لكل مرحلة من العمر جمالها وحضورها المميز في حياة كلّ إنسان.
لا يليق بهذا الرجل الحجل والرقص وقد خاط الشيب رأسه، تنكر لجسده فتنكر جسده له وسقط في المرقص وكان أجدر به كتابة ما يليق من الشعر واحترام وقع الزمن على جسده
شكرًا لحضورك العبق
مودتي
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الظلمات(مهداة لأخي الشاعر الكبير أحمد المعطي صبحي ياسين الشعر العمودي 2 18 / 11 / 2014 28 : 03 AM
الرحلة ابتدأت (في رثاء عبد الناصر) - أحمد عبد المعطى حجازي أسماء بوستة الشعر المعاصر 0 30 / 09 / 2010 48 : 01 AM


الساعة الآن 27 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|