لا داعي للعجلة أيها القدر...!
عشت الحياة معذبة.. والسعادة بوجهها الشاحب نحوي تسير.. وقسماتها متقلبة.. عرفت اليوم بأنني أخادع نفسي حين أقول بأنني أحيا على الأمل !! أي أملٍ لأمر مستحيل...؟!
سكين الحقيقة انغرس في ضلوعي.. واجتثّ الأمل وهو في طور التبرعم.. ولم يكترث لصراخي الصامت ولم يرحم......
الذبول؟؟ ياليته يكفي لوصف ما تجده أمالي وأمنياي من موت.. من تداعي بذهولٍ وصمت...!
نعم إنه بداية الموت.. وأنا أحيا الموت.. وأتنفس الموت.. وأحلم بالموت.. وخَلاصي حين يضعف نبضي وتنهار قوتي هو أيضاً.. الموت الموت الموت........!
لم يعد للتراب لوناً ولا للهواء.. لم يبقَ فرقٌ بين العويل والغناء.. ولا بين الشارع في مأوانا والفِناء.. كل الأبواب مفتّحة.. وتلتقي يومياً أنفاسُنا النظيفةُ بالمُثار من الغبار تحفّزها أقدامٌ سوداء.. وتلوّثها أيادٍ جَرباء.. وتفزعُ طيورها وزهورها وبراءة أطفالها.. طبولاً خاوية جوفاء !!
يا رب السّموات يا من جعلت الإمهال لمن لا يرتجع ولا يتوب وليس الإهمال رصيدا.. قد ضاق بنا الحال.. قد ضاق بنا الحال وأنت أعلم العالمين يا اللهُ...
فرّج كربنا وأنت القادر سبحانك يا من لا تقبل الظلم ولا تنصر الظالمين.. يا نصير المظلومين يارب.. نلجأ إليك منك ومن كل معتد أثيم.. وما زلنا يا الله نؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا.. وأنك لا تضيّع أجر الصابرين سبحانك.. ارفع مقتك وغضبك عنا يا الله.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم القيامة.. آمين.
ثم تعود روحي من رحلتها لتجد بأن الأمل مقرونُ بوجود الله والله دائم الوجود.. فيطمئن القلب وتغيمُ العيون...
ثم تبدأ رحلة عطش الذبول.. لأن زهوري تعود بالايمان لنضرتها.. ولن يوافق الذبول أن يرتشف منها.. فيرحل مودعاً مبتعداً.. ترقبه عيون الرجاء مبتسمةً منتصرة... وبريقها يلاحقه كسهام الحق.. تخترقُ أجساد المفسدين...!
وسأحيا بالأمل.. ومع الله لا شئ مستحيل.. ولا سهل إلا ما سّهله الله
شمعة فلسطينية