حلم سعيد لعام جديد
[align=justify]
نفتتح عامنا الجديد بحلم سعيد ، نفتتحه بوردة نرسمها رغم الحرائق واليأس والقنوط والوحشة وكل ما يحيط بأيامنا من سواد .. من حقنا وقد بدأنا أولى خطواتنا على رصيف عام جديد أن نقول ستكون الأيام أحلى وأجمل وأروع وأكثر جمالا وإشراقا إن شاء الله .. كل ذلك من حقنا ، وكل ذلك ليس بعيدا عن مجال حلم نحاول أن ينتقل ذات ساعة ليكون حقيقة ناصعة تفرد أجنحتها على كل لحظة من لحظاتنا .. فبرغم الصوت الصارخ فينا بأنّ السواد كثير ، والعتمة تحاصر الرؤوس وجنبات الروح ، فلا بأس أن ننظر وإن للحظة واحدة بمنظار تفاؤلنا راسمين اليوم القادم ، أو يومنا هذا ، بحجم وردة تستطيع أن تغطي بعبيرها الجميل مساحة من الوعد تكفي ..
يبدو أنّ العالم كله مضبوط على وقع نغمة حزينة أفلتها الزمن الذي نعيش فكانت ميزان ناس صاروا لا يرون في المرايا إلا وجوها مهمومة مجروحة يكسوها الغبش .. ويبدو أننا أكثر من غيرنا ، لا حبا بالحزن ولا سعيا إليه ، غرقا في الآلام التي تلفّ الكثير من شؤوننا وأيامنا وساعاتنا ، لأن وضعنا صعب غير منصف ، ولأن العالم بكل ما يحمل من أوزار ومتناقضات يزيد الوزر وزرا في الإيغال بظلمنا وتجريعنا المزيد من كؤوس الصعاب ، فلا هو ينصف المظلوم ولا هو يأخذ بيد من سلب حقه على مدار سنوات صارت في عمر الزمن أكثر من طويلة ..بل من المضحك المبكي أن تنقلب الصور ليصير العالم ، وهو الشاهد الحاضر ، مؤيدا للمعتدي مصرا على إعطاء غاصب الحق الشرعية في استمرار الاغتصاب على حساب ناس ذنبهم الوحيد أنهم أصحاب حق وأنهم فقدوا وطنهم ودورهم وشوارعهم وألوان ابتساماتهم .. فآهٍ من عالم ما عاد يريد أن يميز بين الظالم والمظلوم ، بين الغاصب وصاحب الحق .. وإن فعل وميز!!.. فهو يميل إلى الغاصب ويطارد صاحب الحق مصرا على أن يأخذ حظه مضاعفا من الظلم والعذاب والبعد عن بيته وداره وشارعه وملامح عمره دون مبرر أو سبب .. فشرعة الغاب صارت هي شرعة العالم المتمدن المتحضر الذي دخل العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين ، فازداد ميلا نحو الظلم بدل أن يكون مع العدل الذي تحدث عنه وأطنب وأطال آلاف السنوات!!..
رغم ذلك نحلم حلم سعادة بعام جديد ونقول لعلّ وعسى !!.. نشعل وردة لهذا القادم بملامحه الغريبة التي لا نعرف ، ونقول عله يحمل من الملامح ما يشكل جديدا من خلال ضمائر تصحو وعقول تميز بين الباطل والحق وتعطي المظلوم ما حرم منه لسنوات فيكون هذا العام عاما جديدا سعيدا يختلف عن سابقه بكل شيء لنبدأ منه التأريخ الصحيح لعودة الحق لأصحابه بعد أن ضاعت الحقوق ومعانيها وعباراتها وصيغها وملامحها ومداراتها في عالم أفضل ما يقال فيه إنه عالم مجنون !!..
لنحلم حلما سعيدا.. أم هل علينا أن نصادر حتى الأحلام؟؟!!.... ليكن حلما .. ولنكن مع حلمنا فربما تضحك الدنيا بعد أن ازدادت عبوسا ، وربما تجيء الأشجار محملة بشيء من ثمر الضوء الذي نريد .. وربما .. ثم ربما .. فلا شيء يطوي الحلم ، ولا شيء يصادر الأمنيات والتطلع بتفاؤل إلى يوم غد .. فقد قدمنا كل شيء ، وأعطينا كل شيء ، ولم نبخل يوما بشيء .. قدمنا الكثير وما زلنا نقدم .. أعطينا الكثير وما زلنا نعطي .. ولن يكون الحلم غير حلم ، حلم سعيد ، فلماذا لا نحلم ؟؟.. ليكن حلما سعيدا لعام جديد ... ليكن..!!..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|