الجذور ..عمر الفرا
[align=center][table1="width:85%;background-color:white;border:2px double darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
قصة طفلٍ افريقي (( كونتا .. كينتي ))
اختطفه البيض من قريته
الواقعه على نهر (( كامبي بولنغو )) ...
واستعبدوه ..
اعتقني
ياظلَّ اللهِ على الأرضِ
يا سيدَّ ذاتي ..
يا مالكَ روحيْ ..
ما شئتَ أسمَّيكْ
إنْ شئتَ
أسميكَ بأسماء الله
الحُسنى
سمَّيتُ
ولم أرهبْ أحدا
إني تائهُ .. تائهُ
أبحثُ عن سرٍ
عن لغزٍ
عن شيءٍ حلوٍ
سماهُ الناسُ الحريَّة
اعتقني ...
غن شئتَ بألاَّ تعتقني
اشنقني
أرفعُ فيكَ ..
أمامَ التَّاريخ قضيَّةْ
ماذنبي ؟ !
قلْ لي ماذنبي ؟
جلديْ ؟ !
ما شأنُكَ أنتَ بجلدي
أسودُ .. أبيضُ
أحمرُ ... أصفرُ
ما شأنُكَ أنتَ
بهذا الجلدِ التافهِ
كعقولِ الساسةِ
في هذا البلدِ
المملوءِ فسادْ
إسمي ! ؟
مهما غيّرتُم يبقى
( كُونتا كينتي )
زُنجيَّ يتمنى ...
أن يغدو قرداً ...
يتسلقُ ...
يقطفُ جوزَ الهندِ طليقاً
زنجيَّ يتمنى ...
أن يصبحْ بدوَّياً
يرعى ويُصاحبُ
كلَّ بهائمِ هذا العالمْ
ويفاخرْ أنَّهُ صادقَ
تيساً
صادقَ كلباً أنبلَ منِكمْ
من منكم يمنعُ
( كُونتا كينتي ) أن يحلمُ ؟
أنَّه يرجعَ طفلاً
يركضُ .. يقفزُ .. يسبحُ
ويُسابقُ ( كامبي بولنغو )
من منكمْ يمنعُ
خصلةَ شعرٍ من شمسٍ
تتغلغلُ .. تدخُلُ
هذا الكوخَ ... تُداعبُ
كلَّ ضفائرِ ( كيزي )
( كيزي ) ....
أحلُمَ أنَّ الروحَ القدسَ
ترفُّ عليكِ سلاما
يأتيك غلامٌ
يملأ هذا الكونَ
بعدلٍ أبديَّ
( كيزي )
هزَّي جذعَ النخلةِ ...
تسَّاقطُ رُطباً
تسَّاقط منغا
( كيزي ) لا تنسي
أنَّ أباكِ البائسَ عزَّى نفسهْ
أمَّل نفسهْ
بالطفلِ القادمِ
يملأ هذا الكونَ
بعدلٍ أبديَّ
يحملُ سيفاً
يوقظُ كلَّ فقيرٍ .. نائمْ
يوخزُ .. يضربُ .. يذبحَ
يُشعلُ ثورةَ زنجٍ
أخرى
يا فجراً تحملُهُ ( كيزي )
آتٍ .. آتٍ .. آتٍ
من أبراجِ الشمسِ ...
تذكرْ
أن أباكَ البائسَ
( كونتا كينتي )
أوجدهُ الله كعصفورٍ
يتنقلُ
بينَ السروِ
وبينَ الماءْ ..
وبين ( الحلفا )
في أحدِ الأيَّامِ السودِ
السودِ كجلدِ الفقراءِ الموتى
يصطادُ الإنسانُ العصريُّ
العصفورَ الشاردَ
يُسكُنهُ في قفصٍ من ظلمٍ
يُمضي فيهِ
بقيةَ ما يبقى
من هذا العمرِ البائسِ
يحلمُ أنَّهُ يرجعُ
طفلاً
يركضُ .. يقفزُ .. يسبحُ
ويسابقُ
( كامبي بولنغو ) [/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|