| 
				
				قانا - نزار قباني
			 
 [align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset orangered;"][cell="filter:;"][align=center]1 
 وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
 
 و هواء البحر في نيسان,
 
 أمطار دماء, و دموع…
 
 2
 
 دخلوا قانا على أجسادنا
 
 يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
 
 و يعيدون فصول المحرقة..
 
 هتلر أحرقهم في غرف الغاز
 
 و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
 
 هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
 
 و هم من أرضنا قد هجرونا.
 
 هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
 
 و يريح الأرض منهم..
 
 فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
 
 3
 
 دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
 
 يشعلون النار في بيت المسيح.
 
 و يدوسون على ثوب الحسين..
 
 و على أرض الجنوب الغالية..
 
 4
 
 قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
 
 و أصوات البلابل..
 
 قصفوا قدموس في مركبه..
 
 قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
 
 قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
 
 و تلاميذ المدارس.
 
 قصفوا سحر الجنوبيات
 
 و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
 
 5
 
 ….و رأينا الدمع في جفن علي.
 
 و سمعنا صوته و هو يصلي
 
 تحت أمطار سماء دامية..
 
 6
 
 كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
 
 سيسميها على أوراقه:
 
 (كربلاء الثانية)!!.
 
 7
 
 كشفت قانا الستائر..
 
 و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
 
 و تقود المجزرة..
 
 تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
 
 و على زوجاتنا دون سبب.
 
 و على أشجارنا دون سبب.
 
 و على أفكارنا دون سبب.
 
 فهل الدستور في سيدة العالم..
 
 بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
 
 8
 
 هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
 
 إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
 
 قتلنا, نحن العرب؟
 
 9
 
 انتظرنا عربي واحداً.
 
 يسحب الخنجر من رقبتنا..
 
 انتظرنا هاشميا واحداً..
 
 انتظرنا قريشياً واحداً..
 
 دونكشوتاً واحداً..
 
 قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
 
 انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
 
 فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
 
 أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
 
 بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
 
 10
 
 ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
 
 ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
 
 فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
 
 فهو نص واحد نكتبه
 
 لجميع الشهداء الراحلين.
 
 و جميع الشهداء القادمين!!.
 
 11
 
 ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
 
 و جرير ..و الفرذدق؟
 
 و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
 
 ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
 
 و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
 
 و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
 
 بل كنا ملوك الثرثرة…
 
 12
 
 ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
 
 و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
 
 ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
 
 13
 
 نحن في غيبوبة قومية
 
 ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…
 
 14
 
 نحن شعب من عجين.
 
 كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
 
 نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
 
 15
 
 وطن يزداد ضيقاً.
 
 لغة قطرية تزداد قبحاً.
 
 وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
 
 و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
 
 16
 
 كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
 
 كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
 
 و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
 
 و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
 
 و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
 
 و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.
 
 17
 
 ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
 
 بعد ما صاروا يهودا؟؟…
 
 [/align][/cell][/table1][/align]
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |