إخلاء جسد
تغيرت تصرفات "العيدي " تغيرا جذريا وجرخت
تماما عن المنطق والمألوف ما أضطر عائلته
إلى إستقدام شيخ القرية الريفية ( دائما ...
يحيا الريف وأهله ) الملقب بالشيخ " لهوير "
إلى البيت لتشخيص مرضه ....
جاء الشيخ إلى البيت ومعه العدة اللازمة
ففتح كتابه وبدأ في العمل ... بعد ساعة من
الزمن تكلم جنّي من داخل العيدي وقال للشيخ
: ماذا تريد أيها الشيخ مرة أخرى ... أينما ذهبنا
وجدناك قبالتنا ؟ رد عليه لهوير بصوت الغالب
: ماذا فعل لك هذا المخلوق حتى سكنت فيه ؟
أجاب الجنّي : ابن قريتك سكب علينا قدرا من الماء
المغلي في المستنقع الآسن حيث نقيم فسلق أجسادنا
.... غضبنا عليه وسكنّا جسده ... وليكن في علمك
أننا جماعة كثيرة العدد ...أنا وزوجتي وأولادي و
أعمامي وأقربائي من الداخل ومن الخارج: من فرنسا
وبلجيكا وأمريكا وحتى من الهند حيث قدمت عمتي
... دعوناهم لحضور حفل زفاف ابني .
أستعد لهوير للأمر وبدأ في إخراج افراد الجن واحدا
واحدا إلا الهندية فقد وجد في إخراجها من العيدي
صعوبة جمّة ، بحيث إشترطت عليه بخور مستقدم من
الهند يمزج بدم ديك أسود ليس فيه ريشة بلون آخر و
يوجد لوحده منذ ولادته - يعني أعزب - وبعد أن
يجف الخليط في الظل يبخر به المريض في ليل مقمر ...
تمكن الشيخ من توفير كل الشروط المطلوبة لأن أهلنا
في الريف لايعجزهم طلب وبالتالي تمكّن من إخراج
الهندية من العيدي .... وبعد أن أسترد هذا الأخير
عافيته ادخل يده إلى جيبه وأخرج 3000دج و
أعطاها لهوير ... نظر الشيخ إلى النقود فتغيرت ملامح
وجهه من شدة الغضب وعدم الرضا بالمبلغ وتوجه
كالسهم إلى بيته وهو على هذا الحال فرمى بالنقود إلى
زوجته واستلقى على ظهره ... فقالت له : ما بك
يامحضر (Huissier) الجن ؟... فرد عليها بغضب
: جارنا يا سيدتي أخرجت منه فصيلة ( Section)
من العفاريت بصعوبات جمة خاصة تلك القادمة
من الهند التي استحوذت فيه على جناح ( Pavillon)
لوحدها و رفضت الخروج إلا بعد تلبية طلب معجز
، وفي الأخير يعطيني ثلاث ورقات وكأنني عامل يدوي .
المهم شفي العيدي ولكن شيئا ما بقي في رأسه فأصبح
كلما مرّ على بركة ماء أو مستنقع أو حوض ماء وعموما
على مجمع مائي مال إليه وقال : بارك الله لكم... بالمال و
البنين ... بارك الله لكم ...بالمال والبنين ....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|