متاهة البحر!!
•كان الوقت يزف غروب الشمس مابين الكهف والبحر..والكهف يبدو كجزيرة نائية..بينما هي تراوح في مركبها على حافة الماء..كانت الأفعى تحيط بباب الكهف..لكنها لا تحب الشمس..لاتدرك ذات الأنياب أن الزمن قد عبر طريق أخرى ولم يعد هناك مجال لأي ترياق للسم الذي تنفث بقاياه البائسة.والمُضحكة في آن.كان الأربعة الباقون في ركن قصي من الكهف يحتاجون للشمس عدوة الأفعى..حاول أن يبعث في قلبها فهم المأزق.استيعابه.لكن يبدو أنها لاتستوعب..فهي مصرة على حراسة غير مكلفة بها أصلا..
•كانت تجر حبل مركبها على حافة الماء..وتناديه..(يكاد المركب ان يهتز فأنجدني)!!قال لها:امنحيني وقتا حتى أخلصهم من أفعى الظلام التي لاتستوعب!!(وأنا من يخلصني؟؟)قالت له بينما تترك المركب وتمسك بكتف قميصه..لكنه لايرغب في الخلاص منها فأستسلم لها دون حراك..تراءى له المشهد والخيارات صعبة..هي الملاذ لكنها ايضا لاتدرك ان الافعى التي لاتحب الشمس تصر على حراسة لم تعد تعنيها..(خذيهم واخرجي)قال لها..
قالت له:آخذهم وأنت معي!!بينما تلك الملاذ تسحب يدها من قميصه..وتمنى أن بقيت..لكنها ترفض الإنصات وهي تجر حبل مركبها من مربطه وتمخر الماء..ناداها..لاتجيب..اعطني وقتا ..قالت: وانا الوقت يأكلني..وأنت لاتأبه..
•ابتعدت بمركبها بينما هو يكابد بلادة الأفعى..أحس بخوار..ووحدة قاتلة..أحس بأن البحر والأفعى يخنقانه..بينما هي تبتعد.هي تبتعد..هي تبتعد ويبتلعها الظلام.
•جلس على حافة الكهف.وهو يحدق صوب الأفق الذي لا تكاد إن تبان منه .
•لم يجد غير البكاء..كأن عزيز قد مات بقرار منه.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|