التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,824
عدد  مرات الظهور : 162,231,352

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > الشاعر الكبير طلعت سقيرق فقيدنا( 16 تشرين الأول/أوكتوبر 2011) > الأقسام > الشاعر طلعت سقيرق أحجية أدبية لم تفسر بعد (دراسة أعماله) > ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق
ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق دراسات الشاعر والناقد عادل سلطاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12 / 11 / 2012, 14 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - بلح وناي صرختي نموذجا - )))

ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق

- بلح وناي صرختي نموذجا -
عَادِل سُلْطَانِي ،بِتَارِيخ 07/11/2012
بَلَحٌ وَنَايٌ صَرْخَتِي
أَبْنِي عَلَى جَرَسِ الْكَلَامِ قَصِيدَتِي وَأَلُـمُّ عَنْ شَجَرِ الْغِنَاءِ الرُّوحَ وَالرَّيْحَانَ أَبْتَدِئُ الْكَلَامَ لِأَرْتَدِي فِي سِكَّةِ الْعِشْقِ الْجَمِيلِ يَدَيْكِ أَوْ ضِلْعَيْنِ مِنْ نَارِ الْغَرَامِ نَسِيتُ فِي صَوتِي فَمِي فَأَخَذْتُ أَتْلُو فِي الطَّرِيقِ إِلَى دُرُوبِكِ جَبْهَتِي وَحُدُودَ أَيَّامِي وَمَا فِي الْبَالِ مِنْ بَلَحٍ وَضِلْعِ حِكَايَةٍ جَاعَتْ إِلَى حَقْلٍ بِطُولِ الْعُمْرِ وَامْتَشَقَتْ عَلَى سِكَكِ الرُّجُوعِ الدَّمْعَ وَالْحِنَّاءَ وَالْوَقْتَ الَّذِي مَا زَالَ فِي وَقْتِ الرُّجُوعِ وَرَدَّنِي مِنْ ضِلْعِ أَحْلَامِي دَمُ الشُّهَدَاءِ يَقْطَعُ سِكَّتِي بِصَلَاتِهِ فِي كُلِّ بَرْقُوقِ الدُّرُوبِ جَمِيلَةٌ يَا أُمُّ أُغْنِيَتِي وَحُلْوٌ رَائِعٌ هَذَا النَّشِيدُ فَرَدِّدِي حَتَّى زَمَانِ الْوَجْدِ كُلَّ مَطَالِعِي حَبَقًا وَأَنْغَامًا وَنَايًا جَارِحًا لَا وَقْتَ كَيْ أُعْطِي الرَّصِيفَ تَوَقُّفِي عِنْدَ الْفَوَاصِلِ أَدْمَنَتْ كَفِّي الذَّهَابَ إِلَى ضُلُوعِ الْبُرْتُقَالِ وَأَدْمَنَتْ كَفِّي الطُّلُوعَ إِلَى زَمَانِ الْحُلْمِ كَيْ أَبْنِي دَمِي عِشْقًا وَقَافِلَةً وَصَرْخَةَ عَائِدٍ يُهْدِي إِلَى الْأَشْجَارِ فِي شَجَرِ انْبِثَاقِ الْحُلْمِ أَيَّامَ الرُّجُوعِ فَحَاوِلِي أَنْ تَرْتَدِي سِكَكَ التَّنَهُّدِ وَامْتِشَاقَ الرِّيحِ وَانْتَبِهِي إِلَى ضِلْعَيْنِ مِنْ شَمْسِ الرَّبيِعِ فَكُلُّ أَحْلَامِي تَعُودُ إِلَى الْحُقُولِ وَتَقْطِفُ الرُّمَّانَ مِنْ زَمَنِ اللِّقَاءِ مَعَ الْأَحِبَّةِ حَاوِلِي فِي دَمْعَةِ الذِّكْرَى إِذَا سَقَطَتْ عَلَى خَدِّ الْحِكَايَةِ أَنْ تَلُمِّي قَامَتِي شَجَرًا فَمَا أَحْلَى الطُّلُوعَ إِلَى زَمَانِ الْوَصْلِ فِي وَصْلِ الْحُرُوفِ وَكُلُّهَا بَلَحٌ وَنَايٌ صَارِخ ٌوَدَمٌ يُطِلُّ مِنَ الشَّبَابِيكِ الَّتِي فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تُذِيبُ نِدَاءَهَا كَيْ تَمْتَطِي الذِّكْرَى شَوَارِعَ عِشْقِهَا وَتَرُدُّ لِلْآتِينَ مِنْ عِنَبِ الزَّمَانِ زَمَانَهُمْ إِذْ أَدْمَنُوا فِي وَقْتِهِمْ وَقْتَ الرُّجُوعِ وَأَقْسَمُوا أَنْ يَقْبِضُوا عِنْدَ انْتِصَافِ الْخُطْوَةِ الْأُولَى عَلَى جَمْرِ الْمَكَانِ فَأَشْعِلُوا فِي دَفْقَةِ الْمِشْوَارِ ضِلْعَ الرُّوحِ وَامْتَشِقُوا حِكَايَةَ عَاشِقٍ لَمْ يُكْمِلِ الزَّمَنَ الْأَخِيرَ فَأَشْعَلَ الزَّمَنَ الَّذِي يَمْتَصُّ فِي أَرْضِ الرُّجُوعِ رُجُوعَهُ وَيَرُدُّ فِي ضِلْعِ الْخُشُوعِ خُشُوعَهُ يَا تِلْكَ قَامَاتِ الزَّمَانِ عَلَى الزَّمَانِ وَكُلَّ صَرْخَةِ عَاشِقٍ رَدَّتْ إِلَى الشُّبَّاكِ دَفْقَةَ صَرْخَةٍ سَمْرَاءَ طَرْحَتُهَا هَوًى وَرُمُوشُهَا نَجْمٌ عَلَى نَجْمٍ وَبَعْضَ حِكَايَةٍ عَضَّتْ مِنَ الْوَجَعِ الطَّوِيلِ عَلَى انْتِبَاهِ شِرَاعِهَا يَوْمَ ارْتَدَتْ عِنْدَ الْمَسَاءِ وَدَاعَهَا وَتَفَرَّقَتْ تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَى الدُّرُوبِ وَأَسْرَجَتْ خَيْلَ التَّفَرُّقِ فِي الْمَكَانِ فَكَانَ لِلْوَطَنِ النِّدَاءُ الْمُرُّ مَنْ أَدْمَى الْقُلُوبَ لِتَنْحَنِي عِشْقًا وَتُرْخِي سِرَّهَا حُلْمًا ذَوَتْ أَحْلَامُهُ فَانْهَدَّ فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَسَاءِ السُّكَّرُ الْمَجْرُوحُ مِنْ أَلَمٍ وَضَاعَ الْبَابُ وَالْبَوَّابُ وَالنَّهْرُ الْبَسَاتِينُ الشَّوَارِعُ نَدْهَةُ النَّايِ الرَّبِيعُ الْعُودُ دَفْقَتُهُ وَبَعْضُ الْعُمْرِ وَارْتَفَعَتْ مِنَ الْأَعْمَاقِ صَرْخَةُ عَاشِقٍ رَنَّتْ لَهَا آهُ الْمَكَانِ جَرِيحَةً فَتَأَرْجَحَتْ كُلُّ الْحِكَايَاتِ ارْتَدَتْ حُلْمًا يَبِيعُ نِدَاءَهُ لِتَعُودَ لِلْوَعْدِ الْجَمِيلِ قَصِيدَةٌ ثَرَّى مِنَ الْوَقْتِ الْبَعِيدِ وَآيَةُ الْوَقْتِ الْقَرِيبِ وَكُنْتُ فِي خَيْلِ الشِّرَاعِ أَلُومُ مِنْ وَقْتٍ دَمِي وَأَلُومُ مِنْ وَجْدٍ فَمِي وَأَرُوحُ فِي مَاءِ الْقَصِيدَةِ مُسْرِجًا عُمْرِي وَمَا تَرَكَ الزَّمَانُ عَلَى يَدِي مِنْ سِكَّةِ الْحِنَّاءِ مِنْ دُنْيَا النَّشِيدِ وَمِنْ جَمِيعِ مَطَالِعِي أَهْوَى الشَّوَارِعَ تَرْتَدِي فِي لَيْلَةِ الْحِنَّاءِ أَزْهَى طَلْقَةٍ فِي وَرْدَةٍ فِي زَهْرَةٍ فِي شَهْقَةٍ لِتَكُونَ عُرْسًا رَائِعًا يُعْطِي الْحُقُولَ رَبِيعَهَا وَيُعِيدُ لِلْوَدَعِ الْجَمِيلِ بَهَاءَهُ وَيَرُشُّ فِي سِكَكِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا عِطْرَ اللِّقَاءِ فَتَرْقُصُ الْأَفْرَاحُ مِنْ وَعْدٍ عَلَى أَفْرَاحِهَا وَتَرُوحُ فِي كُلِّ الشَّوَارِعِ صَرْخَةً تَبْنِي يَدًا وَقَصِيدَةً وَحِكَايَةً مِنْ نَايِهَا فِي كُلِّ أُغْنِيَةٍ فَمِي فِي كُلِّ أُغْنِيَةٍ دَمِي فِي كُلِّ سِكَّةِ عَاشِقٍ قَلْبِي وَضِلْعِي وَارْتِشَافِ أَصَابِعِي أَدْمَنْتُ أَنْ أَبْنِي عَلَى الشُّبَّاكِ ذَاكِرَةَ الرُّجُوعِ إِلَى الْمَسَاءِ الْحُلْوِ أَنْ أَبْنِي عَلَى الشُّبَّاكِ أَوْرَاقَ الْحَنِينِ إِلَى غَدٍ مَا زَالَ فِي أَفْيَائِهِ وَعْدُ اللِّقَاءِ يَرُدُّ لِلْآتِينَ كُلَّ نَشِيدِهِ وَيُعِيدُهُمْ حَتَّى انْتِفَاضِ الْعِرْقِ لِلرَّقْصِ اللَّذِيذِ لِنَحْلَةٍ تَرْمِي عَلَى شُبَّاكِ ذَاكِرَةِ الْمَسَاءِ النَّايَ أُغْنِيَةً تَطُولُ فَتَزْدَهِي كُلُّ الزُّهُورِ وَتَزْدَهِي كُلُّ الشُّهُورِ وَتَزْدَهِي كُلُّ الْخُطُوطِ وَتَصْعَدُ الْحِنَّاءُ أُغْنِيَةً تُعِيدُ لِكُلِّ مَنْ دَخَلُوا الصَّبَاحَ نِدَاءَهُمْ حَتَّى خُطُوطِ نِدَائِهِمْ وَتَعُودُ لِلْعِيدِ الْجَمِيلِ حِكَايَةٌ تَمْتَدُّ فِي زُغْرُودَةٍ لَا تَنْتَهِي ..
الشَّاعِرْ طَلْعَتْ سُقَيْرِق ، 13/06/2008 ، مُنْتَدَى الشِّعْر ،مُنْتَدَيَاتُ نُورِ الْأَدَب http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=4872

أما نصنا المختار الموسوم : بَلَحٌ وَنَايٌ صَرْخَتِي فسيكون الموضوع الخامس في دراستنا النقدية المتسلسلة المتواضعة ، أين ستحملنا مراكبه الكاملية الشعورية في سياحة ناقدة متأملة للغوص سبرا لغور هذا الجسد النصي الممتع محاولين مقاربة ارتباط الهوية بالمكان فيه ، فهذا الخطاب الشعري الذي بين أيدينا يحمل في طياته تسلسلا استنتاجيا متناميا وتدريجيا يعكس الوظيفة الحجاجية للغة المؤشر لها في البنية التركيبية والدلالية والصوتية.[1] وليس المقصود هنا بالتسلسل الاستنتاجي تلك العملية الناشئة من المنطقة اللغوية الجافة وإنما تلك المنطقة الشعرية التي يتناغم فيها الفكر والشعور من أجل إحداث اللذة والمتعة والدهشة على مستوى البناء اللفظي والإيقاعي الذين لم يردهما الشاعر إلا دالين فاعلين من البداية إلى النهاية ، أين يقوم الشعر بقول التزامن الزمني والمكاني للممكن واللاممكن وللواقع والمتخيل ، فإذا كان كل شيء ممكنا في اللغة الشعرية فإن هذا الكم اللانهائي من الإمكانات لا ينصاع للقراءة إلا بالعلاقة المعيارية التي يقيمها منطق الكلام.[2] فهذه المنطقة استطاعت أن تجمع توليفات لفظية لا تستقيم من حيث الفهم والإدراك في اللغة العادية لأنها في حقيقة الأمر ممزوجة بلغة الشعور ومنطقه أين يفسح المجال للذائقة التخييلية لتصنع المدهش ، لأن الدقة اللغوية تجعل واضحا ما يراد قوله ، ودقة البيان تجعل إيراد العبارة جلية في قوة دلالتها وقوة البيان تدلنا على الكيفية التي يتعين بها أن نفهم العبارة.[3] ولاشك أن الارتباط الواقعي المنطقي زالت آثاره.[4] في هذه التوليفات الفكرية الشعورية المتناغمة لتصنع فلسفة لذة النص حينذاك يضطرم الجسد بلذة لقاء النص أمدا لا ينتهي دوامه.[5]فالنص ليس بنية مغلقة وليس شكلا فنيا فحسب بل هو شبكة من أشكال معرفية ليست معطى مباشرا يجب أن تنتزع منه.[6]إنها متعة الاكتشاف متعة الغوص في أغوار هذه الفلذة النصية المدورة التي لايمكن أن أسمها إلا بالعميقة البعيدة الإبداع والإمتاع والمؤانسة ابتداء من العنوان المتشظي في ثنايا المتن دالا على معاناة الشاعر التي تكشف عنها البنى العميقة المبثوثة في هذا الإطار الصوري أو ذاك ، فما العلاقة ياترى بين مصراعي العنوان :
"بَلَحٌ ، وَنَايٌ صَرْخَتِي" فالكلمة بَلَحٌ لن تحيلنا إلا إلى ماهية ثمرية توحي بعدم النضج ، ويكأن العودة الحلم لم تزل مُبْلِحَةً لم تنضج رطبا جنيا بعد ليقطفها الشاعر كما سيقطفها العائدون ذات استشراف من نخل الوطن محيلة أيضا إلى المكان المستشرف الذي لم يعد بين يديه مجسدة ابتعاده عن الوطن المكان ، أما صرخته هذه التي أرادها نايا حزينا رخيما لَتُحِيلُنَا حقا إلى فلسفة الحزن العميقة العاقلة الواعية التي يعيشها كذات مشتتة هائمة في هذا الواقع العربي المر التائه الحائر ، ليعلن من خلالها رفضه لهذا الواقع ، أين استهل نصه المدور بـــــ "أَبْنِي عَلَى جَرَسِ الْكَلَامِ قَصِيدَتِي وَأَلُـمُّ عَنْ شَجَرِ الْغِنَاءِ الرَّوْحَ وَالرَّيْحَانَ أَبْتَدِئُ الْكَلَامَ لِأَرْتَدِي فِي سِكَّةِ الْعِشْقِ الْجَمِيلِ يَدَيْكِ أَوْ ضِلْعَيْنِ مِنْ نَارِ الْغَرَامِ نَسِيتُ فِي صَوتِي فَمِي فَأَخَذْتُ أَتْلُو فِي الطَّرِيقِ إِلَى دُرُوبِكِ جَبْهَتِي وَحُدُودَ أَيَّامِي" ليبني مملكته اليوتوبية في أرض هذا " النص الجنة" ولكن على جرس الكلام والإيقاع ليلم عن شجر الغناء الروح والريحان باحثا عن فردوسه العودوي المفقود ويكأنه يمهد للقارئ حتى يلج معه دائرة هذا الفردوس الضائع ليبتدئ الكلام والحكي ليسمع هذه القصة العودوية الجديدة ، أين ارتدى في سكة العشق العودوي الجميل دائما تينك اليدين أو ذينك الضلعين من نار الغرام مخاطبا حواءه الفردوسية المطلقة أين نسي في صوته فمه ، ليتلو في الطريق العودوي دائما جبهتَهُ وحُدُودَ أيامه معانقا الفردوس المكان الغائب ، ليسمع صموده وإباءه وثورته الصارخة على قهر الواقع ليلتحم بنصفه الحوائي الموعود ، ويكأن اللقاء بالوطن الحلم لن يتم إلا في ظلال الثنائية الحوائية الآدمية ليلتحم الضلع بالضلع من جديد منصهرا في معادل هوياتي موضوعي وجودي عكس رسوخه المتخيل في المكان.
"وَمَا فِي الْبَالِ مِنْ بَلَحٍ وَضِلْعِ حِكَايَةٍ جَاعَتْ إِلَى حَقْلٍ بِطُولِ الْعُمْرِ وَامْتَشَقَتْ عَلَى سِكَكِ الرُّجُوعِ الدَّمْعَ وَالْحِنَّاءَ وَالْوَقْتَ الَّذِي مَا زَالَ فِي وَقْتِ الرُّجُوعِ وَرَدَّنِي مِنْ ضِلْعِ أَحْلَامِي دَمُ الشُّهَدَاءِ يَقْطَعُ سِكَّتِي بِصَلَاتِهِ فِي كُلِّ بَرْقُوقِ الدُّرُوبِ جَمِيلَةٌ يَا أُمُّ أُغْنِيَتِي وَحُلْوٌ رَائِعٌ هَذَا النَّشِيدُ فَرَدِّدِي حَتَّى زَمَانِ الْوَجْدِ كُلَّ مَطَالِعِي حَبَقًا وَأَنْغَامًا وَنَايًا جَارِحًا لَا وَقْتَ كَيْ أُعْطِي الرَّصِيفَ تَوَقُّفِي عِنْدَ الْفَوَاصِلِ أَدْمَنَتْ كَفِّي الذَّهَابَ إِلَى ضُلُوعِ الْبُرْتُقَالِ" لتستمر نفس الوتيرة العودوية ليتلو ما في البال من بلح بعيد بشر به نخل المكان حتى تنضج العودة الموعودة المستشرفة وضلع حكاية بطول عمره جائعة إلى حقل في الوطن الفردوس، أين امتشقت على دروب الرجوع الدمع الذي يحمل في طياته ثنائية الحزن والحنين بعدا عن الوطن والفرح استشرافيا بلقائه واحتضانه حينما تدق طبول العودة الموعودة والحناءَ أيضا تجسيدا لمشهدية عرسية رائعة حبلى بالنقائض الضدية التي تصنع في آخر المطاف عرسية مرتقبة على تخوم الحلمي المستشرف تبثها حدقة الشاعر الروحية لتجاوز إسار الواقع الأليم للأسف الشديد حتى يصطدم بالواقع مرة أخرى ويثوب إلى الصدمة الواعية أين كان مستغرقا في حلم اللقاء بالوطن ، ويكأن الوقت الممتشق أيضا على دروب العودة مازال مستمرا متصلا بوقت الرجوع ، وها قد استيقظ الشاعر من لذة الحلم أين رده من ضلع حلمه المتخيل دم الشهيد وقسوة حصار الوطن والضريبة الفلسطينية المستمرة المدفوعة حتى ينجلي ليل الكيان الغاصب ويشرق الفجر الفلسطيني الموعود ، ورغم كل هذا فلم ينقطع الشاعر البتة عن معانقة أجواء حلمه العودوي رغم أن صلاة دم الشهيد ودعاءه قد قطعت هذه الدرب الحلمية وهو يشيع إلى الملإ الأعلى ليشرق وطنا مقدسا هناك في عليين مستمرا راسخا في كل مشمش دروب الوطن ليقول المكان والهوية في أسمى تجلياتها ، ويكأن الشاعر عائد حقيقة لا وهما مصرا على حمل جراحه وصرخاته ونايه الجارح وأغنيته ونشيده العودوي الهادر كما الموج فلا وقت لديه لكي يعطي الرصيف توقفه فواصلا لأن كفه أدمنت الذهاب لتلامس ضلوع برتقال الوطن ، ما أشف هذا المقطع المدور المدهش ، ما أشفك أيهذا الشاعر الوطن الإنسان ، فلا شيء سيلهي روحك الثائرة ليقطعها لحظة عن ممارسة لذة هاجس عودوي حلم حتى زمان وجدك وكل مطالعك الحبقية المنغمة على تواشيح العودة الهاجس ليقول :"وَأَدْمَنَتْ كَفِّي الطُّلُوعَ إِلَى زَمَانِ الْحُلْمِ كَيْ أَبْنِي دَمِي عِشْقًا وَقَافِلَةً وَصَرْخَةَ عَائِدٍ يُهْدِي إِلَى الْأَشْجَارِ فِي شَجَرِ انْبِثَاقِ الْحُلْمِ أَيَّامَ الرُّجُوعِ فَحَاوِلِي أَنْ تَرْتَدِي سِكَكَ التَّنَهُّدِ وَامْتِشَاقَ الرِّيحِ وَانْتَبِهِي إِلَى ضِلْعَيْنِ مِنْ شَمْسِ الرَّبيِعِ" وتستمر نفس الوتيرة الحلمية الرائعة عازفة نشيد الرجوع مخاطبا أمه دائما باثا إدمان كفيه الطلوع إلى زمان الحلم ليبني دمه عشقا وقافلة وصرخة عائد وكأنه خلل كوى حلمه العودوي دائما سيبني كل ما حطمته الأيام بعدا ونزوحا واغترابا عن المكان المقدس، وها قد أعاد بناء دمه عشقا وقافلة حبلى بالراجعين العائدين حاملين حداء نزوحهم من جديد نحو عودة مستشرفة للوطن وصرخة عائد يعلن ميلاده ليهدي إلى الأشجار التي أتت معرفة راسخة لتعطي المكان قدسيته الهوياتية رغم انبثاقها من شجر الحلم التي لم ترد معرفة أين نكرها الشاعر لتحمل صفة المطلق الحلمي العودوي الموعود أيام الرجوع ، ويكأننا نلمس هجرة الوطن في كليته من روح النص المتخيل إلى الواقع ليقول للأم المقدسة كصنو للوطن بأن تحاول ارتداء دروب التنهد التي تحلم بالعودة بامتشاقها الريح لتصبح غيمة حبلى تسكب أمومتها للوطن وأن تنتبه إلى ضلعين من شمس ربيع حرية مقبلة تشرق انعتاقا وخلاصا ليلتحم ضلع آدم بحوائه من جديد تحت جناح الأمومة الحاني تحت شمس الربيع المكان الوطن المحرر ذات عودة حلم ، لينتقل المكان إلى المكان عن طريق هذه الدروب الموصلة من الوطن المتخيل إلى الوطن الواقع ذات استشراف ليقول :"فَكُلُّ أَحْلَامِي تَعُودُ إِلَى الْحُقُولِ وَتَقْطِفُ الرُّمَّانَ مِنْ زَمَنِ اللِّقَاءِ مَعَ الْأَحِبَّةِ حَاوِلِي فِي دَمْعَةِ الذِّكْرَى إِذَا سَقَطَتْ عَلَى خَدِّ الْحِكَايَةِ أَنْ تَلُمِّي قَامَتِي شَجَرًا فَمَا أَحْلَى الطُّلُوعَ إِلَى زَمَانِ الْوَصْلِ فِي وَصْلِ الْحُرُوفِ وَكُلُّهَا بَلَحٌ وَنَايٌ صَارِخ ٌوَدَمٌ يُطِلُّ مِنَ الشَّبَابِيكِ الَّتِي فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تُذِيبُ نِدَاءَهَا كَيْ تَمْتَطِي الذِّكْرَى شَوَارِعَ عِشْقِهَا وَتَرُدُّ لِلْآتِينَ مِنْ عِنَبِ الزَّمَانِ زَمَانَهُمْ إِذْ أَدْمَنُوا فِي وَقْتِهِمْ وَقْتَ الرُّجُوعِ وَأَقْسَمُوا أَنْ يَقْبِضُوا عِنْدَ انْتِصَافِ الْخُطْوَةِ الْأُولَى عَلَى جَمْرِ الْمَكَانِ" ويستمر في ذات وتيرة الحلم العودوي دائما مخاطبا أمه بأن كل أحلامه تعود إلى الحقول لتقطف الرمان من زمن اللقاء مع الأحبة ، فروحه معلقة بهم بالمكان ، فحاولي أيهذي الأم حينما تذرف دمعة الذكرى العودة الساقطة على خد الحكاية أن تلمي قامته شجرا ، أين تحولت هذه الذات الشاعرة إلى دلالة مكانية راسخة ليكون الطلوع إلى زمان الوصل واللقاء في وصل الحروف وكلها بلح لم ينضج بَعْدُ لِقَاءً على أرض الواقع ، وكلها ناي صارخ الحزن ودم نازف يطل من الشبابيك التي تذيب نداءها في كل زاوية بعد أن ذاقت مرارة التهجير واللجوء ،كي تمتطي ذكرى العودة الفلسطينية شوارع عشقها بلقاء الوطن لينعتق الآتون من رحلة التيه الحائر أين يرد لهم المكان والزمان إذ أدمنوا في وقتهم وقت الرجوع ونيته المستمرة المشروعة رغم حصار الواقع المرير وأقسموا أن يقبضوا على جمر المكان عند انتصاف خطوتهم العودوية المستشرفة الأولى عاكسا مشهدية حرقة الفلسطيني في نار الغربة والشتات تحت رحمة اللجوء المر وتستمر الوتيرة العودوية ذاتها ليقول : "فَأَشْعِلُوا فِي دَفْقَةِ الْمِشْوَارِ ضِلْعَ الرُّوحِ وَامْتَشِقُوا حِكَايَةَ عَاشِقٍ لَمْ يُكْمِلِ الزَّمَنَ الْأَخِيرَ فَأَشْعَلَ الزَّمَنَ الَّذِي يَمْتَصُّ فِي أَرْضِ الرُّجُوعِ رُجُوعَهُ وَيَرُدُّ فِي ضِلْعِ الْخُشُوعِ خُشُوعَهُ يَا تِلْكَ قَامَاتِ الزَّمَانِ عَلَى الزَّمَانِ وَكُلَّ صَرْخَةِ عَاشِقٍ رَدَّتْ إِلَى الشُّبَّاكِ دَفْقَةَ صَرْخَةٍ سَمْرَاءَ طَرْحَتُهَا هَوًى وَرُمُوشُهَا نَجْمٌ عَلَى نَجْمٍ وَبَعْضَ حِكَايَةٍ عَضَّتْ مِنَ الْوَجَعِ الطَّوِيلِ عَلَى انْتِبَاهِ شِرَاعِهَا يَوْمَ ارْتَدَتْ عِنْدَ الْمَسَاءِ وَدَاعَهَا وَتَفَرَّقَتْ تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَى الدُّرُوبِ وَأَسْرَجَتْ خَيْلَ التَّفَرُّقِ فِي الْمَكَانِ" ويستمر مخاطبا العائدين بأن يشعلوا في دفقة مشوار الرجوع والعودة ضلع الروح وأن يوقدوا هذه المنارة التي أرادها داخلية روحية عاكسة أنا العودة وحلمها الموعود ، وأن يمتشقوا حكاية هذا العاشق الذي لن يكون إلا تلك الأنا الشاعرة التي لم تكمل زمنها في عودة حقيقية واقعية للمكان فأشعلت بدورها الزمن الذي يمتص في أرض الميعاد رجوعها الحلم المحتمل لترد خشوعها في ضلع محاريب قداسة الوطن ، لتبزغ الهوية الدينية لهذه الذات المتناسخة في قامات الخاشعين ، ويكأن الذات الشاعرة رأت هؤلاء الخاشعين في محاريب الوطن المقدس قامات زمانية متخيلة تترقب زمن العودة ، ولن تتحقق ماهيتهم المكانية إلا بالعودة المستشرفة ، أين أصبح ضلع القداسة تحت وطأة التهويد ، وإن لم يصرح به النص لتخشع هذه الروح الشاعرة التائقة للخلاص مخاطبة تلك الذات الأنثوية المجهولة ، وَتَرُدُّ أيضا كل صرخة عاشق ردت إلى شباك المكان دفقة صرخة سمراء للأنثى الفلسطينية المطلقة بهويتها الراسخة في المكان ، إنها صرخة التهجير والنأي عن الوطن المقدس ، صرخة الثكل واليتم والترمل والجرح الفلسطيني لتبقى تلك الحرقة الصارخة ترن في مدى عالمها التائه الحائر حتى تتلقفها حناجر العائدين صرخة فرح بلقاء الوطن ذات عودة ، فهذا المقطع المدور المدهش الرائع رصد المشهد التهجيري بحرفية شعرية عالية الجودة الإبداعية ليقول عين التشتت والتفرق ، إيه أيهذا الجسد الفلسطيني الصارخ متى تعود متى تعود ؟ وتستمر نفس الوتيرة في رصد المشهدية الشتاتية ولننصت جيدا لهذا المقطع ليقول :"فَكَانَ لِلْوَطَنِ النِّدَاءُ الْمُرُّ مَنْ أَدْمَى الْقُلُوبَ لِتَنْحَنِي عِشْقًا وَتُرْخِي سِرَّهَا حُلْمًا ذَوَتْ أَحْلَامُهُ فَانْهَدَّ فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَسَاءِ السُّكَّرُ الْمَجْرُوحُ مِنْ أَلَمٍ وَضَاعَ الْبَابُ وَالْبَوَّابُ وَالنَّهْرُ الْبَسَاتِينُ الشَّوَارِعُ نَدْهَةُ النَّايِ الرَّبِيعُ الْعُودُ دَفْقَتُهُ وَبَعْضُ الْعُمْرِ وَارْتَفَعَتْ مِنَ الْأَعْمَاقِ صَرْخَةُ عَاشِقٍ رَنَّتْ لَهَا آهُ الْمَكَانِ جَرِيحَةً فَتَأَرْجَحَتْ كُلُّ الْحِكَايَاتِ ارْتَدَتْ حُلْمًا يَبِيعُ نِدَاءَهُ لِتَعُودَ لِلْوَعْدِ الْجَمِيلِ قَصِيدَةٌ ثَرَّى مِنَ الْوَقْتِ الْبَعِيدِ وَآيَةُ الْوَقْتِ الْقَرِيبِ" ، إنه نداؤك المر أيهذا الوطن من أدمى القلوب المنحنية عشقا المرخية سرها حلما ذوت أحلامه لينهد متحطما على المساء وقت الصلاة في زمن التشتت والتفرق في ظاهرة التيه الفلسطيني الطويل لتتحطم معه حميمية المكان ولقاء العائلة الفلسطينية في ممارسة طقسها اليومي في جلسة حلوة جرح سكرها النازف المتألم ، ليضيع المكان حين ضاع الباب والبواب والنهر والبساتين والشوارع وندهة الناي والربيع ودفقة العود وبعض العمر، لترتفع من أعماقك الصارخة الثائرة صرخة عاشق رنت لها آه المكان الجريحة ما أعذبك أيهذا المبدع الشاعر ما أروع تجسيدك للمشهد اليومي الحميمي المحطم النازف ألما وحسرة في المكان ، وتبقى عازفا على وتر الشتات أجمل نوتاتك السقيرقية لارتقاب العودة الحلم إلى أرض الميعاد ، وتستمر نازف البث والبوح فتقول :"وَكُنْتُ فِي خَيْلِ الشِّرَاعِ أَلُومُ مِنْ وَقْتٍ دَمِي وَأَلُومُ مِنْ وَجْدٍ فَمِي وَأَرُوحُ فِي مَاءِ الْقَصِيدَةِ مُسْرِجًا عُمْرِي وَمَا تَرَكَ الزَّمَانُ عَلَى يَدِي مِنْ سِكَّةِ الْحِنَّاءِ مِنْ دُنْيَا النَّشِيدِ وَمِنْ جَمِيعِ مَطَالِعِي أَهْوَى الشَّوَارِعَ تَرْتَدِي فِي لَيْلَةِ الْحِنَّاءِ أَزْهَى طَلْقَةٍ فِي وَرْدَةٍ فِي زَهْرَةٍ فِي شَهْقَةٍ لِتَكُونَ عُرْسًا رَائِعًا يُعْطِي الْحُقُولَ رَبِيعَهَا وَيُعِيدُ لِلْوَدَعِ الْجَمِيلِ بَهَاءَهُ وَيَرُشُّ فِي سِكَكِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا عِطْرَ اللِّقَاءِ" ، وتستمر العرسية اليوتوبية المتخيلة في هذه التوليفة الصورية المشهدية الكثيفة المتداخلة ، لنسبح معية هذه الذات معانقين الخيل والشراع ولوم الدم كرمز للبذل والعطاء ولوم الفم من وجده وبثه وحبه وحنينه ، وإسراج العمر في ماء القصيدة ، وماترك الزمان على اليد من سكة الحناء ومن دنيا النشيد ومن جميع المطالع ، وليلة الحناء التي ترتدي فيها الشوارع أزهى طلقة في وردة في زهرة في شهقة تحلم باللقاء ، ليكون العرس الخلاصي صنوا للفرح في المكان والزمان ورمزا دالا على عودة الربيع والخصب ،إنه عرس العودة الذي يهب الحقول ربيعها ويعيد للودع بهاءه ويرش عطره في دروب الذين تشتتوا ذات قهر إنها العرسية العودوية المرتقبة في طقوسية رائعة مدهشة تختفي فيها حدود التصوير المادي والْمَنْطَقَة الجافة لتعانق ذاته كما ذواتنا تلك القامات الراسخة في محاريب الوطن في أفياء فجر عرسي دهشوي حلمي مستشرف هروبا من إسار الواقع المحاصر ، لينزف دائما عرسية الفرح واللقاء :" فَتَرْقُصُ الْأَفْرَاحُ مِنْ وَعْدٍ عَلَى أَفْرَاحِهَا وَتَرُوحُ فِي كُلِّ الشَّوَارِعِ صَرْخَةً تَبْنِي يَدًا وَقَصِيدَةً وَحِكَايَةً مِنْ نَايِهَا فِي كُلِّ أُغْنِيَةٍ فَمِي فِي كُلِّ أُغْنِيَةٍ دَمِي فِي كُلِّ سِكَّةِ عَاشِقٍ قَلْبِي وَضِلْعِي وَارْتِشَافِ أَصَابِعِي" إنها رقصة طقوسية رائعة تقيمها الأفراح وعدا على أفراحها ،إنه النذر الفرحي الجميل الذي نذرته أرواح المشتتين في تيههم ناسجين من مآسيهم وأحزانهم إصرار العودة لمعانقة الوطن إنها صرخة الالتحام به أين تذوب الضلوع في احتضانها وتتماهى مع الحجر والشجر إنه الانصهار الهوياتي الحلم ، تلك الصرخة التي تبني يدا وقصيدة وحكاية شعب وفرح من نايها ، أين يتناسخ الشاعر فما في كل أغنية ودما وقلبا ضلعا وارتشاف أصابع أبت إلا أن تعزف الوطن أملا مع العائدين في كل سكة عاشق يممت روحه شطر الوطن المكان ، ويستمر البوح :"أَدْمَنْتُ أَنْ أَبْنِي عَلَى الشُّبَّاكِ ذَاكِرَةَ الرُّجُوعِ إِلَى الْمَسَاءِ الْحُلْوِ أَنْ أَبْنِي عَلَى الشُّبَّاكِ أَوْرَاقَ الْحَنِينِ إِلَى غَدٍ مَا زَالَ فِي أَفْيَائِهِ وَعْدُ اللِّقَاءِ يَرُدُّ لِلْآتِينَ كُلَّ نَشِيدِهِ وَيُعِيدُهُمْ حَتَّى انْتِفَاضِ الْعِرْقِ لِلرَّقْصِ اللَّذِيذِ لِنَحْلَةٍ تَرْمِي عَلَى شُبَّاكِ ذَاكِرَةِ الْمَسَاءِ النَّايَ أُغْنِيَةً تَطُولُ فَتَزْدَهِي كُلُّ الزُّهُورِ وَتَزْدَهِي كُلُّ الشُّهُورِ وَتَزْدَهِي كُلُّ الْخُطُوطِ وَتَصْعَدُ الْحِنَّاءُ أُغْنِيَةً تُعِيدُ لِكُلِّ مَنْ دَخَلُوا الصَّبَاحَ نِدَاءَهُمْ حَتَّى خُطُوطِ نِدَائِهِمْ وَتَعُودُ لِلْعِيدِ الْجَمِيلِ حِكَايَةٌ تَمْتَدُّ فِي زُغْرُودَةٍ لَا تَنْتَهِي .. "، فبعد أن تحطم الحلم الحلو على المساء تنفس الشاعر أمل البناء من جديد أين أدمن أن يبني على شباك المكان المطل على الوطن ذاكرة الرجوع إلى المساء إلى حميمية اللقاء التي نغص صفوها التهجير الظالم ، لتبقى هذه الذات تناجي نافذة تطل على الأرض وجذورها وأن تبني عليها أوراق الحنين والشوق لمعانقة حلم عودوي أطالته ظلمات الواقع العربي التائه ولكن الأمل قائم راسخ رسوخ اليقين العودوي لتستمر السمفونية السقيرقية التقاسيم والتواشيح مدوزنة أوتار الرجوع العرسي الكبير المستشرف أين تخضب الحناء الفرحية المكان كما الزمان صاعدة إلى السماء أغنية شهيدة خالدة تعانق شمس الفلسطيني العائد فتزدهي كل الزهور والشهور مجسدة ربيعية عرسية رائعة الصورة والمشهد في زغرودة عيدية لأم فلسطينية عائدة ، لتشرق شمس الهوية المنبعثة فينيقا من رماد القهر وتيه الشتات.

[1] - أبوبكر العزاوي ، اللغة والحجاج ، العمدة في الطبع ، المغرب ، الطبعة الأولى 2006 ، ص.8.

[2] - جوليا كريستيفا ، علم النص ، ترجمة فريد الزاهي ، دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب ، الطبعة الأولى 1991 ، ص.77.

[3] - جون لانجشو أوستين ، نظرية أفعال الكلام العامة كيف ننجز الأشياء بالكلام ، ترجمة عبد القادر قينيني ، إفريقيا الشرق ، دون ذكر البلد ، الطبعة الأولى1991 ، ص90.

[4] - مجموعة من الكتاب ، أعلام الشعر العربي الحديث ، المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى 1970 ، ص.19.

[5] - رولان بارث ، لذة النص ، ترجمة منذر عياشي ، مركز الإنماء الحضاري – حلب – سورية ، دون ذكر الطبعة ، ص.10.

[6] - بيار ماشيري ، بما يفكر الأدب ؟ تطبيقات في الفلسفة الأدبية ، ترجمة جوزيف شريم ، مركز دراسات الوحدة العربية ، الحمراء ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى 2009 ، ص.15.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 11 / 2012, 23 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: ((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - بلح وناي صرختي نموذجا - )))

الأخ الكريم والفاضل الأستاذ عادل سلطاني

"بَلَحٌ ، وَنَايٌ صَرْخَتِي" فالكلمة بَلَحٌ لن تحيلنا إلا إلى ماهية ثمرية توحي بعدم النضج ، ويكأن العودة الحلم لم تزل مُبْلِحَةً لم تنضج رطبا جنيا بعد ليقطفها الشاعر كما سيقطفها العائدون ذات استشراف من نخل الوطن محيلة أيضا إلى المكان المستشرف الذي لم يعد بين يديه مجسدة ابتعاده عن الوطن المكان ، أما صرخته هذه التي أرادها نايا حزينا رخيما لَتُحِيلُنَا حقا إلى فلسفة الحزن العميقة العاقلة الواعية التي يعيشها كذات مشتتة هائمة في هذا الواقع العربي المر التائه الحائر ، ليعلن من خلالها رفضه لهذا الواقع .


تقف الكلمات عاجزة عن التعبير أمام هذه الدراسة الهامة والمعمقة عن " ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق"
انحني تقديراً وإعجاباً بهذا الجهد الكبير الذي قمت وتقوم به , فلك منا كل الشكر والاحترام , وبارك الله بك .
تحياتي وتقديري .
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 11 / 2012, 22 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - بلح وناي صرختي نموذجا - )))

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوران شما
الأخ الكريم والفاضل الأستاذ عادل سلطاني

"بَلَحٌ ، وَنَايٌ صَرْخَتِي" فالكلمة بَلَحٌ لن تحيلنا إلا إلى ماهية ثمرية توحي بعدم النضج ، ويكأن العودة الحلم لم تزل مُبْلِحَةً لم تنضج رطبا جنيا بعد ليقطفها الشاعر كما سيقطفها العائدون ذات استشراف من نخل الوطن محيلة أيضا إلى المكان المستشرف الذي لم يعد بين يديه مجسدة ابتعاده عن الوطن المكان ، أما صرخته هذه التي أرادها نايا حزينا رخيما لَتُحِيلُنَا حقا إلى فلسفة الحزن العميقة العاقلة الواعية التي يعيشها كذات مشتتة هائمة في هذا الواقع العربي المر التائه الحائر ، ليعلن من خلالها رفضه لهذا الواقع .


تقف الكلمات عاجزة عن التعبير أمام هذه الدراسة الهامة والمعمقة عن " ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق"
انحني تقديراً وإعجاباً بهذا الجهد الكبير الذي قمت وتقوم به , فلك منا كل الشكر والاحترام , وبارك الله بك .
تحياتي وتقديري .

لاشكر على واجب فهذا دين علينا أن نسدده لفلسطين أولا ولشاعرنا الحبيب الذي كان ولايزال جسرا للعودة الحلم لنعود معه جميعا إلى أولى القبلتين ..شكرا على ردك الراقي أستاذتنا الفاضلة بوران شما ..

تحياتي
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بلح ، وناي ، صرختي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق عادل سلطاني هيئة النقد الأدبي 2 06 / 08 / 2014 03 : 10 PM
((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - عيدٌ بِحَجْمِكَ يَا وَطَنْ نموذجا عادل سلطاني ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق 7 12 / 11 / 2012 53 : 09 PM
((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - يا أهل غزة نموذجا-))) عادل سلطاني هيئة النقد الأدبي 2 01 / 11 / 2012 16 : 06 PM
((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - يا أهل غزة نموذجا-))) عادل سلطاني ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق 2 01 / 11 / 2012 16 : 06 PM
ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق –أنت الفلسطيني أنت – نموذجا عادل سلطاني ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق 3 30 / 10 / 2012 52 : 06 PM


الساعة الآن 56 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|