التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,825
عدد  مرات الظهور : 162,233,760

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف > الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08 / 05 / 2014, 17 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

تشويه صورة العربي في كتب التدريس الإسرائيلية...

العنصرية التي هي لوثة من أهم أعراضها المرَضِية معاداة كل ما هو إنساني، وليس معاداة السلام فقط، لا تقتصر ممارساتها اللاإنسانية على الاضطهاد والقمع وعمليات التطهير العرقي أو الترحيل الجماعي فحسب، بل تتجلى هذه الممارسات أيضا في رسم أتباعها لصورة الآخر المعادي على نحو مشوه وغير واقعي، يهدف إلى شحن نفسية هؤلاء الأتباع وأبنائهم بقدر كبير من الاحتقار له، والحقد عليه...
وفي إسرائيل، حيث يتحدثون عن السلام بألسنتهم وأجهزة إعلامهم فقط، بينما يغذون، وفي نفس الوقت، عقول ناشئتهم من أطفال وشبان بكل ما هو معاد للسلام مع العرب، سواء عبر ما يملؤون به مناهجهم التدريسية، أو عبر ما يقدمونه لهم من أدب نثري وشعري، أو عبر برامجهم الإذاعية والتلفزيونية المختلفة؛ في إسرائيل العنصرية تلك، دأبوا، ومنذ البداية، على رسم صورة مشوهة للعربي في معظم نتاجاتهم الثقافية والفكرية والإعلامية...
وقد كتب كثيٍر من الإسرائيليين عن هذه الظاهرة مشجعا، في حين تناولها بعضهم الآخر بالنقد والرفض، ليس من موقع الدفاع عن العرب والإيمان بحقهم، ولكن من موقع الخوف على النفسية الإسرائيلية من التشويه العنصري المتعمد والمبرمج الذي تمارسه عليها جهات ومؤسسات كثيرة ومختلفة..
وكمدخل للحديث عن هذه الظاهرة التي تؤكد معطياتها، وبالدليل الملموس، زيف الرغبة الإسرائيلية في تحقيق السلام، لا بأس أن نحاول الإجابة عن السؤال التالي:
كيف يصور الإسرائيليون العربَ لأطفالهم وشبانهم، وخصوصا في مراحل الدراسة الأولى؟
يعتقد بعض المهتمين بهذا الموضوع من الإسرائيليين أنفسهم، أن المصدر الأهم لملامح هذه الصورة هو كتب تدريس اللغة العربية للطلاب الإسرائيليين في المدارس الإسرائيلية.. ولكن مثل هذا الاعتقاد يبدو منقوصا إلى حد ما.. ذلك أن ثمة مصادر أهم تتمثل في مناهج العديد من المواد التدريسية الأخرى التي يتلقاها أولئك الطلاب في مدارسهم، وفي مقدمتها كتب التاريخ والجغرافية وعلم الاجتماع والدين وما شابه... ولسنا هنا بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد لتأكيد هذه الحقيقة، إذ يكفي الاطلاع على بعض هذه الكتب لتأكيدها...
فمن خلال الاطلاع على مضامين هذه الكتب، نلاحظ أنها تزخر بالافتراءات على الإنسان العربي، وذلك في مجال السعي لتحقيق هدفين رئيسين: الأول منهما، هو شحن النفسية الإسرائيلية بقدر كبير من الاحتقار لهذا الإنسان الذي تقدمه تلك الكتب في صورة البدائي الذي مازال يعيش، في القرن الحادي والعشرين، مرحلة ما قبل الحضارة الإنسانية، أما الهدف الثاني، فهو السعي إلى شحن تلك النفسية بقدر كبير من الحقد على هذا الإنسان من خلال إلصاق كل ما يخطر على البال من صفات السلبية فيه، وذلك لتتمكن القيادات الإسرائيلية فيما بعد من توظيف هذا الحقد وذلك الاحتقار في حروبها العدوانية ضد الأمة العربية... وهذا ما أكده الدكتور (حزاي بوروش)، رئيس أحد مساقات تأهيل المعلمين في اللغة العربية بجامعة تل أبيب، في بحث أجراه على اثني عشر كتاباً دراسياً باللغة العربية تُدرَّس في المرحلة الإعدادية، فقد جاء في نتائج هذا البحث الذي نشره عام 1997، في مجلة (اللغات الأجنبية)، أن شخصية العربي في كتب التدريس الإسرائيلية لم تتغير ملامحها السلبية حتى بعد بدء عملية السلام، فظلت تلك الشخصية النمطية (ستيريو تايب) المشوهة واللاواقعية إلى حد بعيد... الأمر الذي ساهم في شحن نفسية التلاميذ الإسرائيليين بكراهية العرب، وبكراهية العملية السلمية وكل ما يمت إليها بصلة، لأنها تعني في أحد نتائجها المحتملة إمكانية التعايش على نحو ما مع العرب دون حروب وصراعات.. وهذا ما أكده الدكتور (بوروش) بقوله: إن الشحن العنصري للنفسية الإسرائيلية ضد العرب، في هذه الكتب، كان السبب الأهم في عداء التلاميذ الذين يدرسونها للعملية السلمية وللسلام مع العرب...
ويوضح (بوروش) كيفية القيام بعملية الشحن العدائي العنصري هذه فيقول: ( إنها تتم بواسطة النصوص ذات المضامين العنصرية المباشرة أحياناً، وأحياناً بواسطة تحليل هذه النصوص المبثوثة في تلك الكتب، أو بواسطة تحليل الرسومات والصور المرافقة لها، والتي تُصوِّر العرب في سياقات حياتية عديدة تتصل بمظهرهم وعملهم وسكنهم، كما تتصل بعاداتهم الأسرية وعقائدهم وما إلى ذلك، وتقدمهم للتلاميذ الإسرائيليين في حالة مزرية كئيبة ومشوهة على خلفية بالغة العنصرية)...
ولا يتردد (بوروش) في الاعتراف بأن هذا النهج العنصري في كتب التعليم الإسرائيلية هو نقيض الشعار الرسمي لوزارة التعليم الإسرائيلية، وهو الشعار الذي ينص على الدعوة إلى التعايش السلمي بين الإسرائيليين وغيرهم من الشعوب، الأمر الذي يعني عدم مصداقية رفع الوزارة لهذا الشعار الذي رأى إدراجه في سياق الشعارات الدعائية الكثيرة التي ترفعها مؤسسات وجهات إسرائيلية عديدة لأغراض وأهداف مختلفة، بينما نراها تمارس، في الواقع، كل ما يناقض مضامين تلك الشعارات الدعائية.. ويُضيف (بوروش) فاضحاً حقيقة هذا التناقض: (إن مصـادقة وزارة المعـارف الإسـرائيليـة على إصـدار هذه الكـتب وتدريسـها في المدارس الإسرائيلية تتناقض مع شعارها آنف الذكر تناقضاً صارخاً).. وهذا كله يعني في المحصلة أن العنصرية هي صلب توجه السياسة التربوية لإسرائيل في صياغة مناهجها التدريسية، أما الشعارات البراقة التي تحاول أن تُسبغ عليها سمة الإنسانية فهي موضوعة للاستهلاك الدعائي على الصعيد الدولي فقط، بهدف تجميل صورة إسرائيل في العالم، وتمويه حقيقتها العنصرية المتطرفة والبغيضة..
وحتى حين يحاول بعض مؤلفي كتب التدريس الإسرائيلية معاندة طبيعته العنصرية، والتظاهر بالاعتدال والواقعية، فإن أقصى ما يفعله هو تغييب صورة العربي تماماً عن ساحة الواقع الذي يقدمه لطلابه، وكأنه لا وجود لهذا الإنسان على هذه الأرض أصلاً، وذلك لتجنب ذكر كل ما له صلة بممارسات إسرائيل العنصرية ضد العرب...
وفي هذا الإطار نفسه أيضاً، نرى بعض مؤلفي هذه الكتب يتجنبون أي ذكر لأسباب الصراع العربي/الإسرائيلي، لكي لا يسمحوا لأيٍّ من طلابهم بالتفكير، ولو من بعيد، بأن إسرائيل يمكن أن تكون هي المعتدية، وبأنها من خلال عدوانها المستمر على الأمة العربية، كانت وما تزال المُوَلِّدَ الأساس لكل أسباب استمرارية الصراع مع العرب..
لهذا كله يستفاد من مجمل بحث (بوروش) آنف الذكر عن ظاهرة العنصرية في كتب التدريس الإسرائيلية، الوصول إلى الحقيقة التالية:
إن النصوص المدرجة في هذه الكتب متمركزة من الناحية الموضوعية حول التمييز العرقي ضد العرب، ومؤلفوها متأثرون بالتصنيف الثقافي العرقي المعادي لكل ما هو عربي، والذي وضعوه هم بأنفسهم... فالأمثلة التي يقدمونها والصور التي يرسمونها للعربي في كتبهم، تُقدمه لطلابهم شخصية مجردة ومسلوخة عن سياقها الاجتماعي والسياسي والثقافي، ومتمحورة حول بعض الصفات التي تساهم في النهاية بتشكيل شعور من الدونية تجاه الشخصية العربية ولغتها وثقافتها أيضاً... الأمر الذي يعني في المحصلة أنهم يُقدمون لطلابهم ملامح شخصية غير واقعية على الإطلاق، شخصية لا يستطيع أيُّ مطلع على ملامحها من خارج المجتمع العربي، أن يفهم العرب ومجتمعهم فهماً واقعياً صادقاً وحقيقياً، كما يعترف (بوروش) في نهاية بحثه..
ومرة أخرى نقول: إنها سياسة إسرائيل العنصرية التي قامت على العدوان، وما تزال، والتي تهدف إلى تهيئة أفرادها نفسياً على قتل العربي وتشريده واضطهاده، دون أي إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير.. والعجيب بعد هذا كله أن يظل المسؤولون فيها يتشدقون عبر أجهزة إعلامهم بحب السلام والسعي إلى تحقيقه، ويتهمون العرب بعرقلة الوصول إلى تجسيده واقعاً...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 05 / 2014, 23 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: تشويه صورة العربي في كتب التدريس الإسرائيلية...

هذا في الوقت الذي تتم فيه الضغوط على البلدان العربية والإسلامية لحذف كل المناهج التي تتمسك بالقيم الدينية رغم أنها لا تدعو إلى العنف أو كراهية الغير ..
بوركت أخي محمد توفيق وأنا بانتظار كل ما تدرجه من مقالات رصينة ومفيدة .
محبتي .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 05 / 2014, 19 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تشويه صورة العربي في كتب التدريس الإسرائيلية...

الأخ رشيد الميموني،
لكَ وافر احترامي،
وأشكر لكَ هذه الإشارة اللافتة إلى الفرق الكبير بين نوعية علاقتهم بالآخر ونوعية علاقتنا به،
لأن الفارق بين النوعيتين، كما تبدوان في مناهجنا ومناهجهم، هو ذات الفارق بين أصحاب المبادئ الصادقين وبين المُتاجرين بها..
محبتي وتقديري..
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسرائيلية..., التحريض, العربي, تشويه, صورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورة العربي في الأدب الصهيوني/الجزء الثالث.. محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 6 17 / 02 / 2017 59 : 09 PM
صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 6 17 / 02 / 2017 23 : 09 PM
صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الأول محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 16 16 / 02 / 2017 12 : 12 AM
خلاصة كتاب تشويه صورة العربي في ادب الحرب العبري الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 0 24 / 04 / 2011 10 : 01 PM
صورة العربي في أدب الطفل اليهودي.. رسالة إلى اللاهثين وراء التطبيع عبد الكريم عليان مقاومة التفتت والتصدي للتطبيع مع العدو + رابطة التصدي( الخزي والعار) 3 29 / 07 / 2010 21 : 08 PM


الساعة الآن 08 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|