التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,837
عدد  مرات الظهور : 162,277,392

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > ملف القصة / خيري حمدان
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 06 / 2014, 48 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

أعراس في الحيّ العتيق

أعراس في الحيّ العتيق

غادرت حفل العرس الذي وجدت نفسي فيه غريبًا، وكأنّ دعوة الحضور لم تكن موجّهة تحديدًا لي. غادرت دون أن أستأذن المضيفين، وشعرت على الفور براحة نفسية إثر الضجيج والزعيق والزغاريد التي ملأت صالة العرس.

مضيت في الطريق الطويل والعربات تسير بسرعة تجاه مقاصدها، ثمّ انحرف الطريق نحو تلّ قريب، واختفت المدنية على بعد كيلو متر خلف ذاك المرتفع، ما زلت أسمع صوت الحياة التي أخذت تخفت بالتدريج. كلّ ما في الأمر أنّني وصلت الحيّالعتيق الشهير، الذي حافظ على بدائيته. لا عربات هنا ولا شاحنات، كلّ شيء خاضع لقوانين قبائل الغجر الخاصّة في هذا المكان المنسيّ من الدولة والمحافظة والمجتمع.

لا داعي للقلق والخوف، يمكنني هنا أن أتناول حساء السمك وشرب القهوة السمراء، يمكنني السماح لإحدى النساء الموشومات تحت الذقن مباشرة بقراءة كفّي وفنجان قهوتي، لتعيد على مسامعي حكايا وتنبؤات أعرفها عن ظهر قلب.

لا أخشى حيّ الغجر وهذه ليست المرّة الأولى التي أدخله، لكن يبدو بأنّني قد أخطأت التقدير، وسرعان ما شعرت بأداة حادّة تكاد تنغرس في ظهري.
- أعطني محفظتك يا أبله.
- في جيبي الخلفي، أنا لست أبلهًا كما تدّعي!
- بل أبله وغبي ما دمت تتجوّل في هذا الحيّ وحيدًا. خطف المحفظة من جيبي ودفعني ثمّ اختفى على الفور. وقعت على وجهي ولم أسارع بالوقوف ثانية. انقلبت على ظهري وبقيت أحدّق بالسماء من فوقي "ما مشكلتي الليلة، لماذا غادرت العرس وحضرت إلى هذا المكان المشبوه بهذه السذاجة؟".
مضى عليّ وأنا ملقى بلا حول ولا قوّة قرابة الساعة، لم أكن في عجلة من أمري، ولم أشعر بالغضب وبقيت أعصابي هادئة، محفظتي تحتوي على بضعة دنانير وبطاقة صرف آلي لحساب شبه فارغ وبعض الأوراق والوثائق الشخصية "سأجدها بالقرب من حاوية النفايات الوحيدة في هذا الحيّ".
ليته سرق جزءًا من ذاكرتي السلبية أيضًا، ليته طلب أكثر من محفظة! اعتبرني غبيًا لأنّني دخلت عوالم هذا الحيّ الفقير المعدم مرتديًا بذلة أنيقة، تفوح منّي رائحة العرس والفرح، ربّما توقّع الغجري أن يجد لديّ الكثيرمن المال، لكنّه قانع بما وجد، هذه قواعد المهنة غير المعلنة، الحصول على كلّ شيء حين تحين الفرصة وإن كان شحيحًا في أغلب الأحيان، ولا بدّ أنّه قد تمكّن خلال غزواته من الحصول على غنائم كبيرة أيضًا.
- علي الأزعر ثانية! شدّتني المرأة الشابة من يدي وجلست بالقرب منّي. ملابسك متّسخة يا غريب كما كلّ شيء في هذا المكان. أعطني يدك لأقرأ طالعك.
- عزيزتي، أنا لا أملك شيئًا أقدّمه لك.
- لا بأس، أعطني يدك، أنت أفضل من وجدت في هذه الناحية لقراءة يده. كلّ ما فيك يوحي بالغرابة.
قدّمت لها يدي، نظرت إليّ لبعض الوقت وقالت.
- أنت هارب من عرس، كان عليك أن لا تذهب، لم يشأ القدر أن يكون هذا عرسك أنت، الفتاة اختارت آخر، وعليك احترام قرارها، لقد تأخرت يا غريب، والإناث يستعجلن حراثتهنّ في مخادع الذكور. لأنّ شمس المشرق حارقة تنضج الصدور باكرًا، وسرعان ما تتحول الفتيات الصغيرات لشابات مندفعات. نعم، لقد تأخرت يا عزيزي. تعال معي لتستعيد وثائقك. تعال معي أنت الآن حرًا وستجد حمامة أخرى تتحرّق شوقًا لترقد في مرجلك.

تبعتها مخدّرًا، وكانت تضحك غير آبهة بتفاصيل النهار المنقضي والليل الممتدّ في الأوردة. أشعل الغجر النيران عند حدود الحيّ العتيق، تحلّقوا حولها وبدأوا يرقصون ويهللون ليستعيدوا ذاكرة الهنود الحمر، شبكت يدي بأيديهم ورقصت حتى الثمالة. نظر إليّ الرجل المتقافز وسط الحلقة وكان في منتهى الرشاقة وصاح "تحتاج لبعض التمارين لتسند روحك المترهلة". إنّه علي الأزعر الذي سرق محفظتي ودفعني قبل أن يفرّ هاربًا، واستمرّ يرقص ويتقافز كحصان هائج ويضحك ويدور.
هؤلاء الكبار لا يسمحون لأحد بسرقة أعراسهم في حيّ الغجر العتيق.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 06 / 2014, 09 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: أعراس في الحيّ العتيق

التعب هذا المتربص بنا لا هو ينفضنا من الداخل أو يترك لنا طاقة تكفي للمضي لحالة أخرى.
أعجبني السرد وهذا الجو في النص بما فيه من اختلاف بين حالات انسان.
تحيتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 06 / 2014, 57 : 09 AM   رقم المشاركة : [3]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:more61: رد: أعراس في الحيّ العتيق

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
التعب هذا المتربص بنا لا هو ينفضنا من الداخل أو يترك لنا طاقة تكفي للمضي لحالة أخرى.
أعجبني السرد وهذا الجو في النص بما فيه من اختلاف بين حالات انسان.
تحيتي

التعب ينقلنا إلى حالة من الاسترخاء الإجباري، لننتقل إلى حوار ومصارحة ذاتية لمعرفة متى نتوقف وماذا نريد.
شكرًا لحضورك نصيرة، خالص مودتي.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أعراس, الحجّ, العتيق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
-بناء البيت العتيق سراج منير مناظرات و حوارات مفتوحة 0 30 / 06 / 2018 03 : 11 AM
أعراس خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 8 19 / 02 / 2013 02 : 10 PM
شعراء أمام البيتِ العتيق زاهية بنت البحر الشعر العمودي 11 10 / 11 / 2010 41 : 10 PM
البيت العتيق خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 6 23 / 10 / 2010 57 : 08 PM
حدثيني يا أمي عن أعراس فلسطين هدى نورالدين الخطيب التراث الفلسطيني 20 03 / 08 / 2008 06 : 10 PM


الساعة الآن 52 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|