أبي يريد بيتا
في قرية بضواحي المدينة الصاخبة كان الطفل يعيش رفقة والديه بكوخ ؛ الأب لم يعد قادرا على العمل فقد أنهكه الزمن القاسي في الحصول على الحطب في عز الحرّ والقرّ، فهزلت قواه وصار العظم يابسا وتقوس ظهره، أما الأم فلازالت تقاوم عنث الدهر بكل ما أوتيت من قوة، فكانت تحصل على بضع الدريهمات من بيع الخضر التي تجود بها الأرض ،والأمر نفسه عندما تجود عليها الدجاجات ببيض ...
يخرج الطفل كعادته ليتسلق الأشجار ويقلد شخصية "طرزان"" ،يلعب يمرح يجري ويجري ،يتسلق هذه الشجرة ويقفز إلى أخرى مجاورة......، يتألم حين يرمق طفلا في سنه يتأبط محفظة وهو في الطريق إلى المدرسة، مرارا تخيل نفسه تقول له المعلمة :قم يا محمد إلى السبورة فيغمض عينيه ويتخيل الأمر حقيقيا ، بنشوة مملوءة بفرحة نهض محمد إلى السبورة فقالت له المعلمة: اُكتب جملة اسمية ،وبكل ثقة ورغم مرارة الألم التي يخفيها داخله كتب وبخط منكسر: أبي يريد بيتا
فجأة دق الجرس وانتهت الحصة والقصة لم تكتمل....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|