الخاطرة السابعة // لخصلة الخير ولخصلة الشر عند صاحبها أخوات
الخاطرة السابعة
لخصلة الخير ولخصلة الشر عند صاحبها أخوات
قال الأوزاعي:إذا وجدت عند رجل خصلة من خصال الخير فاعلم أن لها عنده أخوات,وإذا وجدت عند رجل خصلة من خصال الشر فاعلم أن لها عنده أخوات. الطاعات يولد بعضها بعضا,والمعاصي يولد بعضها بعضا,فإذا عمل العبد طاعة من الطاعات,قالت الأخرى إلى جوارها:وأنا أيضا,أعملني فيعملها,وهذا من بركة الطاعة,فمن ثواب الطاعة الطاعة بعدها,فإذا رأيت الرجل يقوم الليل ,إن تدبرت في أحواله وجدته يصوم النهار كذلك,فإذا أكثر العبد من طاعة الله عزوجل,تصير الطاعات هيئات راسخات,لا يستغني عنها العبد بحال,وإذا وجد العبد نفسه في غير طاعة,يضيق صدره ويجد ما يدفعه من داخله إلى طاعة مولاه.
قال بعضهم: وكأس شربت على لذة /// وأخرى تداويت منها بها
وقال آخر : فكانت دوائي وهي دائي بعينه /// كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
وقال ابن القيم رحمه الله: مثل توالد الطاعة وتزايدها,كمثل نواة غرستها فصارت شجرة,ثم أثمرت فأكلت ثمرها,وغرست نواها,فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره وغرست نواه. وكذلك تداعي المعاصي,فليتدبر اللبيب هذا المثل ,فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها,ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
فاللهم اجعلنا من أهل الطاعات وباعد بيننا وبين السيئات آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|