السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
دور القصة فــــي تربية الطفلالمسلم
أن القصة وسيلة منالوسائل التربوية لإعداد النشئ ، بل تعد من أقدم هذه الوسائل ولقد استخدمت القصة فيالتربية علي مر العصور الإنسانية ، " واستقر رأي رجال التربية وعلماء النفس علي أنالأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال سواء أكانقيما دينية أم أخلاقية أم توجيهات سلوكية أو اجتماعية"(1)و، وتحتل القصة المرتبةالأولي في أدب الأطفال ، ولقد أثبتت معظم الدراسات أن القصة هي الأكثر انتشارا بينالأطفال وأن لها القدرة علي جذب انتباههم فهم يقرءونها أو يستمعون إليها بشغف،ويتابعون أحداثها بمتعة وتركيز وانفعال وينخرطون مع أبطالها ، ويتعاطفون معهم ويبقيأثرها في نفوسهم لفترة طويلة"(2)ووالقصة من الفنون الأدبية التي عرفها الإنسانمنذ القدم ، فلقد كان الإنسان الأول يعيش في عالم كله ألغازوكان عقله قاصرا عنتفسير مظاهر الطبيعة كالجبال والرياح والشمس والبراكين ، ولذلك وقف أمامها وقفةالحائر الخائف ، ثم اهتدى بعد ذلك إلي حل قنع به واطمأن إليه ، فمنح الجماد روحاكروحه، وتخيله يعيش كما يعيش ، وفي سبيل ذلك أنشأ الأساطير ، وما الأسطورة سوى قصةخرافية (3)ووعلاقة الطفل العربي بالقصة ليست حديثة ، فالتراث العربي يمتلئ بالكثيرمن القصص التي تصلح أن تروى للأطفال ، كما أن الجدات في كل زمان عندما يحاولن تسليةالأحفاد والترفيه عنهم يقصصن عليهم قصصا سواء أكانت خيالية أم واقعية ، حتى صاريطلق علي الجدة ( الجدة الحكاءه)
ولكن ما موقف الإسلام من استخدام القصةفي تربية الأطفال ؟وهل تصلح القصة لتربية الطفل المسلم ؟إن الإسلام لميهمل القصة كوسيلة تربوية، وقد أدرك المسلمون ما للقصة من تأثير ساحر علي القلوبفاستغلوها لتكون وسيلة من وسائل التربية والتقويم واستخدموا كل أنواع القصص ، القصةالتاريخية الواقعية المقصودة بأماكنها وأشخاصها وحوادثها ، والقصة الواقعية التيتعرض نموذجا لحالة بشرية ، فيستوي أن تكون بأشخاصها الواقعيين أو بأي شخص يتمثل فيهذلك النموذج ، والقصة التمثيلية التي لا تحمل واقعة بذاتها ولكنها يمكن أن تقع فيأية لحظة من اللحظات وفي أي عصر من العصور(4)وحيث إنه عن طريق القصة يمكن غرسالفضائل والقيم والمثل العليا والسلوك القويم في عقول الأطفال ونفوسهم ، فإن القصةتصبح أداة صالحة لتربية الطفل المسلم ،ولكن من أين نستقي القصصللأطفال؟ينبغي ألا يلجأ كتاب الأطفال إلي النماذج الغربية ، الغريبة عنا ،المتنافرة مع ديننا وقيمنا ، إنما يجب أن يتخذوا نماذجهم من النماذج الإسلامية " وأن في قصص القرآن الكريم مادة ثرية للأطفال يمكن أن تروى لهم بصورة مبسطة ، وكذلكفي السيرة النبوية ومواقف الصحابة والخلفاء والرحالة المسلمين ما يغني الكتاب عناستيراد أفكارهم من( والت ديزني) وغيره من تجار أدب الأطفال في العالم"(5)ولو نظرنانظرة متفحصة لقصص القرآن لوجدنا فيها ما يحقق أهداف التربية الإسلامية بجوانبهاالروحية والأخلاقية و الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية …..الخ " وتتميزالقصة القرآنية عن سواها بثبوت الوقائع المسرودة، وعظمة الأداء المعجز ، والأسلوبالذي لا يبارى ، كما تتميز بإقرار النتيجة أو العبرة صراحة"(6)كما أن في سيرةالرسول "صلى الله عليه وسلم" ما يكفي لتحقيق الغايات التربوية المنشودة لتربيةالطفل المسلم .
وأستطيع أن أشير إلي بعض الأمثلة والاستنتاجات التربويةللقصص الديني في تربية الطفل المسلم علي سبيل المثال لا الحصرـ إذا كانتالتربية تهدف إلي إكساب الطفل قيمة الأمانة فإن في قصة تجارة الرسول "صلي الله عليهوسلم " في أموال السيدة خديجة "رضى الله عنها " لعبرة وعظةـ إذا كانت التربيةتهدف إلي إكساب الطفل قيمة العفو والتسامح ، فإن في موقف الرسول "صلي الله عليهوسلم" من أهل مكة يوم الفتح ، مادة ثرية تصلح لغرس هذه القيمة في نفوس الأطفالـإذا كانت التربية تهدف إلي تربية الطفل علي حب العمل ، فإن في قصة سفينة نوح "عليهالسلام" مادة تصلح لغرس قيمة العمل في نفوس الأطفالـ إذا كانت التربية تهدف إليتربية الطفل علي التفكير العلمي وإعمال العقل ، فإن في قصة إبراهيم "عليه السلام" ما يكسب الطفل هذه السمة.
ما أشرنا إليه مجرد أمثلة والمتوفر من مادة تصلح لقصصلتربية الطفل المسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وحياة الصحابة وقصصالبطولات الحربية للقادة المسلمين الكثير والكثير.