[فتحي صالح]

[frame="2 85"]

ارتجـــــــــــــــالات الحــــــــــــــــــلاّج

صدر عن مركز الدراسات الفلسطينية

و وزع في حفل افتتاح المعرض السنوي الثاني لصالة ناجي العلي للفنون التشكيلية عند الساعة السابعة من يوم الأحد 24/8/2008 .

الكتاب من إعداد و إخراج و غلاف الفنان و الناقد التشكيلي فتحي صالح .
يحوي الكتاب بين دفتيه أجزاء أطول لوحة غرافيكية في العالم نفذها الفنان الراحل مصطفى الحلاج بالإضافة إلى دراسة تفصيلية و مرجعية حولها للناقد التشكيلي فتحي صالح . منها نقتطف
( ... في هذه الملحمة الفنية كما في أعماله الأخرى استناد إلى فلسفة خاصة في التعامل مع مفردات الحياة وإيلاجها بعد تحويلها إلى رموز ودلالات هي في كنهها كينونة ولّدتها صيرورة النفس الإنسانية التي تسكن أعماقه عبر تداعيات واعية ومعمقة بقدرة إبداعية استثنائية ومتفردة قد استندت إلى مخزون هائل من الثقافة الممنهجة ، البصرية والمقروءة والمسموعة ، حيث لا تهدأ نفسه و لا تطيب إلا بخلق أدواته الاستثنائية لتنفيذ تقانات الحفر التي يمنحها جل ما في روحه المسكونة بالمفردات اللامتناهية وقد احتاجت إلى اللامألوف في عالم الحفر لتخرج من الغموض الذي يجري وراءه إلى الوضوح ...
لقد أوجد الحلاج إيقاعات خاصة في توزيع المساحات اللونية بين المتناقضين الأبيض والأسود ، ...
إنه يخلق منهما تآلفاً إيقاعياً لا يحكمه المألوف بل الأسطوري المستند إلى قيم تتجاوز المعيار القائم حيث يتداخل الزمان المكان في اللحظة التي تؤرخها تجلياته تجاه ما يجري من حوله وقد أدركه إدراكاً استثنائياً ، فكثف أفكاره بكل أبعادها لتوثيقها في هذه الملحمة التي تصور الحياة وما فوقها... الأبيض هو الناظم للأسود يضبطه فيكونا معا ً مخلوقا ً ديناميكيا ً يتراقص بانسياب في مساحة اللوحة . الأسود فوق الأبيض يُسحر ويُدهش لشدة بساطته وشدة تركيبه ، حيث يصبح المتناقض لا متناقضا ً، وتصبح اللوحة وجهاً يعكس تقاطيع المألوف و اللامألوف في سرمدية النتاج الإنساني الذي يستحضره بقصد أو دونما قصد كائن مبدع كثف التراكم المعرفي والفلسفي الذي بنيت عليه حياته كفنان أخلص لفنه الذي زهد بكل شيء لأجله ... )

[/frame]