رد: نافذة على العالم الآخر- الحلقة الرابعة - ملكي صادق
بسم الله الرحمن الرحيم :
الأخت الأديبة الفاضلة الدكتورة هدى نور الخطيب .
سلام الله عليك وبعد.
قرأت هذه الحلقة من قصتك المثيرة بسردها الصادق , وأمانتها المحضة , وأعجبني اهتمامك بأفكار وملاحظات هامة للغاية , ومن هنا فلو أردت التعقيب على فقرات هذه الحلقة لما انتهيت من الكتابة .
كلنا يعلم ما أصاب تاريخنا من تحريف وتزييف وإضافات وحذف لكثير من الحقائق, والسبب في ذلك هي المرجعيات المعتمدة من باحثين أجانب , هم الذين قدروا أعمار العظام في القبور , وهم الذين شرحوا الجثث , وهم الذين حللوا الخطوط القديمة منها خاصة , فالعلم الحديث بأيديهم , ومن جهل علماء العرب والمسلمين أنهم أركنوا على الباحثين الأجانب ولم يكترثوا بما كتبتها أيديهم من تزوير للحقائق , وأنا مثلك أستغرب كيف ينقلب الحق إلى باطل , وكيف أن العرب أهملوا تاريخهم لينهلوا من كتب أجنبية , فالتوراة مزيفة , والإنجيل مزيف , قال تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله ) هذا كلام رب العالمين , وهل أصدق من هذا الكلام كلاما؟ , لذلك فهم يعودن في مراجعهم إلى ما كتبت أيديهم , وكتبت أيديهم كل ضلالة وفساد وأباطيل , وأنكروا كثيراً من الحقائق , وهذا يعلمه المسلمون جيداً .
وأصبح الخلاف بيننا وبينهم هو اختلاف في المراجع , ولكل فريق نصوصه وتاريخه وثقافته , والغريب في الأمر أننا لو أردنا كتابة بحث ( أطروحة جامعية مثلاً ) فلا نعتمد إلا على المصطلحات الأجنبية والأسماء لعلماء أجانب , لأن المفهوم العام بأنهم قد مسكوا زمام العلم والمعرفة , وهذا أكبر خطأ ارتكبه علماء العرب .
لكن وبكل اختصار , أحب أن أطمئنك بأن تاريخ فلسطين ثابت لا يؤثر به زيف أو ضلاله , ثابت كالصخرة في عمق الأرض , حتى أن الإسرائليين أنفسهم يعرفون حقيقة وجود اليهود والصهيونية في فلسطين , هم يعرفون أنفسهم أنهم من أصول مختلفة ومن أمصار متفرقة , وما جاءوا لفلسطين إلا لأجل كسب لقمة العيش والبحث عن الرفاهية , وهؤلاء الجبناء يعرفون أنفسهم بأنهم يسكنون بأرض غير أرضهم , فلا هيكل لهم , ولا آثار قد سبقت آثار إبراهيم عليه السلام أو سبقت ملوك الكنعانيين , ولكن في عصرنا هذا بل في كل العصور فإن البقاء للأقوى , وليس للضعيف كلام إلا الاستسلام , وهذا صحيح , لأن الحروب النظامية قد فشلت مع العرب , وزادت الطين بلة , ومع ذلك فإن الشعوب العربية والإسلامية ستزحف لتحرير فلسطين , دون النظر إلى تاريخ أو جغرافيا , فالحق واضح ولا غير إلا الحق , والنصر سيتحقق للفلسطينيين إن آجلا وإن عاجلاً .
انظري إلى ما كتبه المؤرخ الإسرائيلي البروفسور إيلان بابي : ((((( إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعي أبداً مدى خطورة قراره حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل , وأضاف قائلاً : وأنا واثق جداً وكونوا أنتم على ثقة بأننا سنتخلص حتماً في المستقبل من ترامب وإسرائيل )))))
أشكرك جزيل الشكر على قصتك المبسطة , وبارك الله بك , وقوّاك الله أيتها الحيفاوية المخلصة لدينك ووطنك , تحياتي .
غالب أحمد الغول
في 19/12/2017
|