العصفورة:الشمس تغازل سبتمبر والريح تهب في استحياء كأنهما لايريدان نفي الصيف بعنف.
العصفور يطير ليقف على قرميد البيت الآجوري اللون.
العصفورة تلحقه، تحط بجانبه .
العصفورة:القرميد بارد وصلب ومتدرج ليس مناسبا ولا مصنوعا للوقوف عليه؛قالت لي جدتي أن البشر يضعونه لكي لاتتراكم الثلوج على بيوتهم وبعضهم يحب منظره فيتخذه زينة خارجية لمسكنه حتى إن لم تسقط ثلوج.
العصفور يحلق ببطأ وينزل ليتوقف على سور الحديقة.
العصفورة:أظن هذا العشب غير اصطناعي، أجل إنه غير اصطناعي بساط إلهي أخضر جميل مهما قلد البشر وتفننوا فإنا نحن الطيور نميز بين إبداع الخالق وتقليد المخلوق.
العصفور يلتفت يمينا وشمالا ،يرفع رأسه ثم يخفضه ،وتطير هي دون أن تنظر خلفها ودون التفات.
تتوقف وتمشي على ضفاف البركة ،تفاجئ به أمامها.
هو:هل غضبت مني، هل إستأت ؛ ماكنت تقولين؟
هي لاترد وتطير بانخفاض فوق نبات قصبي يخرج من الماء ،تنقره نقرتين وتعبر للضفة الأخرى.
تحط على غصن شجرة عجوز لاتطرح ثمارا ولازهورا لكن فروعها تمتد معلنة الولاء للجذر والجذع والأرض.
لاتكاد تستقر حتى يطل عليها.
هو:لقد كنت على عمود النور أفكر وعلى القرميد أفكر وعلى السور أفكر.
هي صامتة.
هو: كم من البقاع طفنا وجبنا ،كم تجولنا هدوء واخضرار، اطلاق رصاص و جفاف، آلات متحركة وهواء ملوث، دماء وصراخ، دوي وانفجار ،إنفلونزا وأوبئة ثم أعشاش و أعياد و غناء.
هي:سنة الله في خلقه.
هو:لكن لما يحب البشر القتل و الآلات والدمار أليست الأعشاش والأعياد و الأغاني أحلى ؟
هي:قال تعالى( إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الإنسان يظن أنه قادر على كل شيء ،يحاول أن يقدر على كل شيء، مخلوق متحدي يظلم نفسه دون أن يعلم ألم يقل تعالى:'إن الله لايظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون؟
هو: أجل ،إذن أنت أيضا فكرت مثلي وتفكرين مثلي!
هي: أتعرف بما فكرت و فيما أفكر؟
هو:في ماذا وبما؟
هي: ثمرة العليق الحمراء تلك هل علي أن ألتقطها بنفسي أم ستحضرها لي؟
هو:وإن ذهبت لإحضارها لك وأغرتني طراوتها وأكلتها ماكنت فاعلة؟
هي:لاشيء ستكون ظلمتني وظلمت نفسك لأن الذي أراد رزقي إياها رزقك واحدة خلفها، أنظر جيدا!
هو:سأحضرها لك.
هي:لا! أحب أن أطير معك
Nassira