آه صلاح الدين
[align=center]آه صلاح الدين
"لا تصرخي فان صراخك سيكون أقوى من صوت قذيفة تمزق جسدي لا تلبسي الأسود فانا إن مت سأموت كي تصبح أيامك أحلى وأجمل ،الوقت الآن ليس للحزن."
كلمات قالها صديقي لزوجته قبل أن يذهب إلى الحرب. وعاد بعد أيام جثمان في تابوت.
أسبح في الخيال حين أتذكر صديقي هذا الذي استشهد كما قيل من اجل الدفاع عن الوطن ولكن في الواقع كان ضحية صراعات البعض. قد لا أجد اللفظ المناسب الذي اصف فيه واقعنا العربي .
أين هو البطل الذي يجمع الشمل ؟ قد يكون في زمن آخر زمن لا يليق بنا نحن العرب، بطل يخلصنا من الضياع والتشتت والغفلة.يا لهذا العصر ؟كم جنى علينا قبل أن نقطف منه ثمرا أو نعرف لمشاكله حلا. كم أبكانا وكم أحزننا ؟ أصبح فيه العالم غابة يأكل قويه الضعيف. يا لهذا العصر؟ ما وجد فيه شخص يغيث أخاه غدت السرعة الحاجز الجبار الذي يسمونه الظروف وحالت بين قلوب البشر وجعلت منهم دلاء فارغة لا تملأها إلا الدولارات 0 لا مكان ولا وقت للصدق والأمانة
والمبادئ والقيم. أناس عقولهم صاعدة نحو الفضاء كالشيطان غارقة في الملذات حتى الطوفان وعندما نذكرهم بالحكماء والمصلحون "قوم الزمن الماضي" كما يسمونهم الآن تبوئوا درجة التكبر والغرور .
وقالوا:لا وقت لدينا لنسمع كلام فارغ ولدينا مصالح وأشغال انفع من الماضي.ويستمر أصحاب الصرعات والمتسترين خلف التحضر والتكنولوجيا وعبيد المادة في صراعهم غفلة تجرهم إلى هاوية النسيان ،نسيان من أوجدهم ،نسيان وصايا الأجداد أولائك الذين كانوا هادئين متأنين كهبة نسيم مخلصين كثمرة طيبة صادقين وعارفين بكل شيء قبل أن تكون التكنولوجيا وغزو الفضاء .أصبحت أفكاري تتأرجح وصارت فتات كما الوطن العربي .كم أنا حزين لأنني ولدت في هذا الزمن.وأمام ضريح الناصر صلاح الدين ، انتابتني قشعريرة من نوع غريب .آه صلاح الدين أتخيلك وحيدا صامتا تتأمل.لو كانت مقاليد الحياة بيدي لأرجعت الزمن إلى الوراء فأدير عقارب الساعة إلى الجهة المعاكسة حتى احصل على المطلوب وبحركة من يدي أدير الزمن إلى الخلف كي استحضر يوم حطين .واجد فارسا يقول ويفعل ،وسيفا يدافع عن الحق ويسحق الشر لان هؤلاء الناس ما كانوا يسعون وراء سلطة أو جاه أو مال بل كانت عقولهم تعمل بإيمانهم وألسنتهم رهن أفعالهم مخلصة ودوامهم صاعدا إلى تحقيق المعنى الصحيح للعزة والكرامة. آه صلاح الدين أي منقلب ينقلبون أما آن الأوان . القدس تنادي الأقصى يستصرخ فلا من مجيب.
آه صلاح الدين بالله عليك قل لي هل كان في زمن الأجداد حمقى .لا اعتقد، بل كان هناك مجانين فقط الذين لا جناية للزمن عليهم .أما الحمقى أصبحوا في هذا العصر العربي ميزة من الميزات الزمن الجديد لان أقوالهم لا تطابق أفعالهم وهانت عليهم مقدساتهم وكرامتهم.
آه صلاح الدين أي خيال دفعني إليك .
آه صلاح الدين .[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|