بسم الله قاصم الجبارين والصلاة و السلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله و صحبه أجمعين
وبعد ,,,,,
( عذرا على تاخري في الرد ، لكثرة الإنشغال الذي صابني )
أخي العزيز :: أُسامة زيدان :: اشكر مرورك و اشكرلك حسن الملاحظة المهمة و اشكر لك سؤالك القيم الذي سوف نستفيد من الرد عليه إن شاء الله ......
وهذا نص سؤالك :
هل اتبعت وزنا أو بحراً في قصيدتك؟ وما هو؟
الجواب :
نعم ، في هذه القصيدة كُتبتْ وعلى ما تحتوي ذاكرتي من بحر " المتدارَك " ، فهناك ملاحظة مهمة يجب ان احيطك بها الا وهي :
* بأن بحر المتدارك من البحور النادرة الاستعمال ،لأنه ليس من بحور الشعر العربي عند الخليل بن أحمد ، أو الأخفش ، أو أبن عباد ، و إنما أضافه بعض المتأخرين إلى البحور ، ومن أشهر القصائد التي نظمت فيه ويمكنك العودة إليها للتأكد /
(( يا ليلُ الصب متى غَدُهُ )) للحصرى القيرواني
و (( اشتدى أزمة تنفرجى )) لابن النحوي
و (( مضناك جفاه مرقد )) لأحمد شوقي .....
* قد يسأل البعض عند تقطيع الأبيات انها لاتتناسب او فيها خلل ؟؟! ، فالقصيدة شملّت عدة من الجوانب العروضية التي تراعى خاصة في هذا البحر ، لأن إذا جاءت تفعيلاته سليمة فإن موسيقاه تفقد رونقها ، و مثل ما أنت غائص بعلم القافية والعروض ، فيجب أن نضع ما يلزم من :
1- الخبن .
2- " الإضمار " لان يجوز في هذا البحر الإضمار .
3- كما إضافة الاوتاد منها الثقيل و منها المفروق و المجموع .
و كل تلك و " أكثر " يدع هذه القصيدة تختلف قليلا ، ولكن اعذروني ،
(( أتت هكذا فصيرتها كما أتت )) .
سؤالك الثاني :
وهذا ما أريد الإستفسار عنه أن ما الداعي لإضافة الهاء ، هل هي اللوعة والحرقة على الحبيب؟
الجواب :
في علم العروض و القوافي أشياء كثيرة و هذا بحرٌ عميق تتيه في العقول ، و كونك عارف و أنت أستاذ في هالاشياء و أقّدر لك علمك و معرفتك الرفيعة، و اني لا اريد ان أعلمك فحاشاك فأنت مِنْ مَنْ يعبون هذا العلم كشرب الماء ، إلا أني ألبي طلبك لانك سألتني .
القصائد لزمت ما لا يلزم في القوافي :
وهو عنوان وضع تحته لونين : اللزوميات و ذات القوافي .
مقدمة قصيرة من التاريخ :
لزوم ما لا يلزم قديم في الشعر العربي ، له نماذج قلائل في العصر الجاهلي ، ثم كثر في عصر بني أمية عند " كُثَيِّر عزة " و " ويزيد بن ضبَّة " ، واشتد في العصر العباسي على يد " ابن الرُّومي " ، ثم تلقفه " أبو العلاء المعري" ، فجعل منه فنا خالصا ، وأفرد له ديوانا مستقلا .
( أ ) لزوميات أبى العلاء :
و لزوم ما يلزم هو أن يضيف الشاعر إلى القافية حرفا ، أو حرفا وحركة ، أو حرفين على الأكثر ، فتزداد القافية بذلك اتساعا عن المدى الذي رسمه لها العروضيون ، والذي استخلصوه من حركة الشعر العربي بصفة عامة .
( ب ) ذوات القوافي :
وهذا لون من ألوان التكلف في نظم العشر ، و الأصل فيه أن يعطيك البيت أو الأبيات قافية داخلية أو قوافي خارجية ، فإذا وقف القارئ عند أي من القوافي الداخلية تم المعنى ، وكان أمام وزن يختلف عن الذي يتحقق عندما يقرأ البيت كاملا بقافيته الخارجية .
و الأصل في هذا اللون ذلك النوع البديعي الذي سموه التشريع وسماه ابن أبي الإصبع في كتابه بالتوءم .
فأعود مرة آخر لاشكرك ، واختم كلامي لأقول :
لقد استأنس قلبي بمحادثتك و رامت نفسي مبتغى ما أرادت من رضاكم , و انت " استاذي " الذي اتعلم منه و اتمنى انَّ الصورة وضحت لديكم ,,,,,
أخوك الذي حفرت بقلبه لك حفرت حب / نديم الزهر