[فدوى المالكي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتمني أ، تكون أولى مساهماتي شعرا أو قصة أترك بها بصمة و انطباعا جميلا لدى الزائرين، لكن و للأسف ما حصل لي البارحة جعلني أستعجل الكتابة عسى أن يستريح قلبي و يستكين.
كما هو ظاهر في سيرتي الذاتية،أعمل مدرٌسة تعليم ابتدائي، حساسة لأبعد حد، أعامل أطفالي بكل حب و حنان و أفعل كل ما في طاقتي لتعليمهم و تثقيفهم،إرضاءا لنفسي،بما أنني محبة لمهنتي،و إبراءا لذمتي أمام الله كما قال رسوله الكريم"رحم الله امرءا عمل عملا فأتقنه".
البارحة و أنا عائدة من العمل بعد يوم مرهق و شاق،مررت بالسوق لشراء بعض الحاجيات،يقع السوق في طريق عودتي،و إذا بي أسمع أطفالا ينادون بصوت مستهزء" أستاذة،أستاذة" و لما لم ألتفت استمر النداء ، و انقلب إلى سباب. لم استوعب الأمر،أبي يستهزؤون؟التفت يمينا و يسارا لأستوضح الأمر،لا شئ. و فجأة انقلب النداء إلى رمي بالخضر الفاسدة ،التفت مرة أخرى لأستبين من هذا أو هؤلاء الذين يقومون بهذا الأمر، لم أجد شيئا.كنت كلما التفت يتوقف القذف و عندما استمر في المشي يبدأ من جديد.
أتعرفون، تمنيت لو أن الأرض انشقت و ابتلعتني في تلك اللحظات.ماذا فعلت لأستحق هذا؟لماذا أنا بالضبط من يصوبون نحوه قذائفهم؟ المهم، اسرعت الخطى حتى و صلت لمحطة الحافلات و أنا أتعثر، أحسست و كأن الجميع ينظرون إلي.
آآآآه، ياله من شعور، يقال قديما "من علمني حرفا صرت له عبدا" أصبحت في وقتنا "من علمني حرفا صرت له عدوا"، لا أخفيكم أنني بكيت كثيرا درجة الانتحاب عندما عدت للبيت، ثم رفعت يدي للعلي القدير و قلت "اللهم أنت ربي لا تخفى عليك خافية، انتقم لي و أنت القادر على كل شيء".
ماذا يخرج من مدارسنا؟جيل ناقم، حانق،لايدري إلى أين يسير، ينتقم من كل شيء و من أي شيء، مالذي أدي به إلى هذا الطريق؟ غلطة من هي؟ أهي غلطتي؟ أجيبيني أرجوك لأني"احترت و احتار دليلي".

[رشيد الميموني]

أختي الكريمة فدوى .. أهلا بك ومرحبا ونحن لن نعفيك من إمتاعنا بنصوص قصصية أو شعرية .. وما أدرجته هنا جديربالمناقشة والتأمل ..
لا أدعي التعمق في المسائل البداغوجية .. لكني أؤكد لك أنني وبحكم طول المدة التي قضيتها في التدريس صرت أتغلب على كل المصاعب التي تعترضني بفضل الله تعالى .. وما أكثر ما تعرضت له .
بالنسبة لماجرى لك أختي ، يجب ألا يسبب لك هذا إحباطا أو يأسا .. على العكس .. هذه فرصة لتقييم عملك و تحليل وضعيتك بكل هدوء و تمعن .
و استطيع أن اقول لك إن ما حدث يمكنك أن تجعليه لصالحك في المستقبل .. وذلك بطرح هذه الأسئلة على نفسك :
1- هل تعرفين هؤلاء الذين قاموا بتلك الفعلة ؟
2- إذا كنت تعرفينهم - وهذا في صالحك - ترى من اي نوع يكونون ؟ كسلاء ؟ مشاغبين ؟ ضعفاء المستوى ؟
لنفترض أنهم يجمعون كل هذا الصفات .. هنا الفرصة سانحة لإعطائهم نظرة مغايرة عنك .. قد يكونون يحسون بالعزلة و الإهمال أمام تفوق الآخرين و ثنائك المتواصل على هؤلاء .. فكان رد فعلهم عفويا لإثارة انتباهك دون وعي منهم ..
لو كنت مكانك أختي لبدأت بالاهتمام بهم شيئا فشيئا .. ربما سيتوجسون شرا في أول حصة بعد الذي جرى .. لكنني سأعاملهم بغيرما توقعوا .. ربما في البداية أطلب منهم خدمة بسيطة كيفما كانت .. المهم أن يقوموا بعمل ما .. ثم أحاول أن أخلق موضوعا للنقاش ولو كان خارج الدرس .. أنا مثلا أتناول موضوع الكرة و النتائج والفرق المنتصرة و تلك المنهزمة .. ثم أحاول إشراكهم في الدرس حتى ولو لم يكونوا يرغبون في ذلك ، دون تأنيبهم .. وقد أحدث مسابقات ثقافية يكونون هم المنظمين في حالة إقصائهم منها .. فأعطيهم مثلا مسؤولية التنقيط أو ضبط الوقت أو مراقبة من يهمس بالأجوبة الصحيحة للآخرين .. وثقي أختي أن معاملتك هذه ستتقلب الوضع رأسا على عقب .. وبالتالي سوف تحدثين علاقة جديدة بينك و بينهم هذا - وأكرر - إذا كان الأمر يتعلق بتلامذة من فصلك ..
أما إذا كان الأمر غير ذلك فأعتقد أنه راجع إلى ضغينة قديمة إما ضدك أو ضد مدرس آخر وكنت أنت الضحية .. وكثيرا ما يكون المنزل مصدر هذا الحقد .. إذ نجد - مع الأسف - تحاملا من بعض الآباء على المدرسين أمام الأبناء .. بحيث يتم شحنهم بعواطف الحقد و الضغينة لعدة أسباب . وحتى لو كان التصرف الذي حدث ضدك من تلاميذ من غير فصلك فأرى أن تعملي على مد جسور علاقة بينك وبينهم بحيث تستدعين أحدهم أو كلهم و تحادثينهم كأن ما فعلوا لا يؤثر عليك البتة ..
وقبل أن أختم ردي هذا ، أود أن أعرض عليك قراءة يومية من يومياتي التي كتبتها منذ عام و هي على الرابط التالي :
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أما إذا أردت أن تقفي على مدى الحقد الذي يكنه البعض للمدرس إما عن جهل أو عن ضغينة فأعرض عليك قصتي "شجرة التوت" على الرابط :
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
مرحبا بك أختي فدوى من جديد و أتمنى أن أكون ساهمت برد متواضع على سؤالك ..
دمت بكل المودة

[نصيرة تختوخ]

الأخت فدوى بعد الترحيب بك في منتديات نور الأدب , إسمحي لي أن أتفاعل مع ماأوردت ربما بحكم الزمالة أولا فأنا كما قد تقرئين في ملفي الشخصي أستاذة لمادة الرياضيات.
بالعودة إلى ما حكيت و ماجرى لك يمكن الوقوف عند بعض النقاط أولها:
* من علمني حرفا صرت له عبدا: هذه المقولة نبيلة جميلة لكن اشياء كثيرة تغيرت في المجتمعات الحديثة فإن كانت هناك أسر مفككة و ابناء لا تشملهم الرعاية الكافية و إن غاب التكافل الإجتماعي و تبنى كل المفهوم التربوي الذي يتماشى مع ظروفه و طبيعته فلا غرابة أن ينظر إلى المعلم كموظف كغيره يتقاضى راتبا على مايفعل.
* الذين أساؤوا إليك كانوا جماعة و ليسوا فردا و سلوك الجماعة يختلف و إن راجعت تاريخك الشخصي أو سألت ناسا آخرين فسيحكون لك أنهم قاموا بأعمال غريبة و ربما حتى غبية ولا يرضون عنها أو يسخرون منها..
و أنهم كانوا في مجموعة ولو كانوا لوحدهم لما قاموا بذلك أبدا.
هو سلوك متهور يشجعه التجمع ولا تحسب عواقبه جيدا.
من الأشياء المهمة جدا في التدريس في حالة حدوث فوضى أو خلاف أن يتوجه المدرس لكل فرد على حدا لكسر توحد الجماعة و اختراقها و لو خاطبت تلاميذ كهؤلاء في نهاية الحصة مثلا كل واحد على حدا لاستطعت أن تشهدي مدى الإرتباك و التراجع ولرأيت رأسا مطأطأ و نلت اعتذارا.
في مشوار التدريس هناك معوقات و إحباطات ووضعيات متجددة ولا عجب أن يكون الشعار هنا في هولندا للتشجيع على ولوج حقل التدريس je groeit in het onderwijsومعناه أنت تكبر في التعليم, شخصيتك ستتقوى كثيرا بكل ماستواجهينه من صعاب و مقابل الثلة المتمردة أو اللامبالية ستجدين من أثرت في نفوسهم حتى دون أن يظهروا أو يعترفوا لك بذلك.
من أجل هؤلاء تقومين بعملك و تبذلين جهدك و كما واجهت موقفا صعبا ستكون مواقف سارة و باسمة و حتى مضحكة في إنتظارك.


على هذه البطاقة:كيف تتناول العالم?الجواب : عادي! بالابتدء بالأجزاء اللذيذة
ابحثي عن الأجزاء الإيجابية الألذ للاستمرار و حتى مقاومة السلبيات .
تحياتي وتشجيعاتي لك فدوى

[فدوى المالكي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و لكم مني أجمل تحية و تقدير
اسعدتني ردودكم و تفاعلكم مع حالتي كثيرا،
ما أريد قوله، أني لم أرى هؤلاء الأطفال( يبقون أطفالا مهما فعلوا)و لا أدري هل كنت مدرستهم يوما ما؟ لا أدري؟
سأجرب طريقتك أخي رشيد، و كما قلت نصيرة إننا نكبر بالتعليم

[ناهد شما]

الأخت العزيزة فدوى حياكِ الله

أولاً أرحب بك في منتداك نور الأدب وأرجو أن تنفعي وتستنتفعي من هذا الصرح

وأتمنى أن تُمتعينا بشعرك ونثرك وبكل ما تجود بك قريحتك

عزيزتي ربما لأنك عضوة جديدة ولست بمطلعة على جميع أقسام منتدى نور الأدب لذلك لم يتم اختيار القسم الصحيح ( المنتدى ) لطرح مشكلتك وتم

وضعها في منتدى التربية والتعليم ومع أن مشكلتك تربوية لكن القسم الصحيح لوضع أي مشكلة لأي منتسب في نور الأدب وهو ( عندي مشكلة

وأحتاج لها حلاً ) وأشكر الأستاذة الأديبة هدى لانتباهها ونقل هذه المشكلة إلى مكانها الصحيح , كما أشكر الأستاذ رشيد والأستاذة نصيرة لمداخلتهما

ووضعهما قبلي الرأي في هذه المشكلة ولي عودة قريبة إن شاء الله لوضع رأي آخر

دمت عزيزتي بخير

[ناهد شما]

بسم الله الرحمن الرحيم

( من دعا إلى هدى كان له من الآجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) كما في صحيح مسلم ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير ) , كما في الترمذي قال صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلم إلا ليصيبه غرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة قاله النووي في رياض الصالحين

مشكلتك عزيزتي فيها شيء من الغرابة قليلاً حيث تقولين بأن الأطفال قذفوك بالخضرالفاسدة وعندما تنظرين للخلف لم تجدي أحد ثم تمضين في طريقك ويعودون الى قذفك فتنظرين للخلف ولم يوجد أحد , فكيف ذلك هنا عزيزتي أصبح الشخص يشعر بأن هناك شياطين لا سمح الله وفي نهاية المشكلة تطلبين من الله أن ينتقم لك منهم وتتسائلين بماذا يخرج من مدارسنا جيل ناقم حانق لا يدري أن يسير وتتسائلين ؟ غلطة مَنْ أهي غلطتك ؟

عزيزتي أنت إنسانة رائعة بصفاتك التي وصفتيها بنفسك .....

كما هو ظاهر في سيرتيالذاتية،أعمل مدرٌسة تعليم ابتدائي، حساسة لأبعد حد، أعامل أطفالي بكل حب و حنان وأفعل كل ما في طاقتي لتعليمهم و تثقيفهم،إرضاءا لنفسي،بما أنني محبة لمهنتي،وإبراءا لذمتي أمام الله كما قال رسوله الكريم"رحم الله امرءا عمل عملافأتقنه".

لنعود قليلاً إلى هؤلاء الأطفال الذين يسيؤون السلوك بشكل عام هناك سببين لذلك إما لأنهم غير مشجعين أولأن سلوكهم السلبي معزز من الناس الذين حولهم , فالطفل الذي يبحث عن الإنتقام هو طفل يشعر بالألم ويريد الإنتقام هناك أسباب كثيرة تجعل الطفل يهوى الإنتقام منها التفكك الأسري والخلافات المستمرة بين الوالدين يتولد بذلك عند الطفل الإحساس بالظلم والإنتقام من أي شخص يراه وأحياناً تفضيل المعلم لتلميذ عن غيره وإيذاءه وغضب المعلم يجعل من التلميذ يضطرب إنفعالياً , فالعنف لا يولد إلا العنف وأحياناً الدروس الخصوصية تجعل الطالب يتمرد على المدرس حيث يعتبر أن هذا المدرس في حاجة إلى المال الذي يدفعه مقابل الدرس الخصوصي مما أفقد المدرس الهيبة والإحترام , فالتلميذ الذي يفكر بإهانة مدرسّه أو ضربه لا يصعب عليه ضرب وإهانة والديه والسبب أن الأسرة هذه غير مهتمة بتربية أولادها وتعليمهم القيم والأخلاق لذلك من الممكن أن يوجه هدف سلوك الإنتقام إلى توجه أكثر فائدة , إذ غالباً ما يكون لدى الباحثين عن الإنتقام رغبة في العدالة والإنصاف .

إن توجيه الأطفال إلى اللعب والمشاركة بشكل متساوي للجميع يشجع هذا التوجه

ولو عدنا عزيزتي إلى هؤلاء الذين حاولوا شتمك وقذفك بالخضرة !!!! سنضع افتراضات ربما لا تعرفيهم ولا يعرفوك بل بالصدفة تحملين بيدك شنطة المدرسين أوكتب بيدك فاستنتجوا أنك معلمة وهم يحملون الألم من مدرسيهم فأرادوا الإنتقام منهم وبك .....

وإذا افترضنا أنهم من تلاميذك حاولي أن تنسي ذلك فأنت مربية قبل أن تكوني معلمة وإن ما يخفف على المعلم من وقع الأذى الذي يلاقيه في طريق التعليم أن يتذكر أنه يسير على طريق الأنبياء والمرسلين الذين كانوا جميعاً معلمين إنما بعثت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . عزيزتي دعوتِ عليهم بأن ينتقم الله لك منهم لا لا عزيزتي لا يجوز ذلك أنت بنفسك قلتِ أنهم أطفال فكيف تدعين على أطفال لا حول لهم ولاقوة أرجوكِ قولي هداهم الله

فما عليكِ إلا التقرب من تلاميذك ومعرفة مشاكلهم وأمالهم وألامهم وتقديم النصائح لهم بذلك تقوى الصلة بينك وبينهم وتزيد المحبة فتلميذ المرحلة الابتدائية مازال طفلاً جاء من المدرسة الصغيرة هي الأسرة إلى مدرسة أكبر منها قليلاً وهي المدرسة التربوية , جاء من حضن والدته إلى حضنك فاجعليه يتعلق بك كما تعلق بأمه لقد عملتُ عشرين عاماً في السلك التعليمي ووجدت أن الطفل في المرحلة الإبتدائية كان يثق بالمعلمة أكثر من والدته وما تقوله المعلمة هو الصحيح فقط . أنشئي حواراً ونقاشاً بينك وبين تلاميذك وحببيهم بمادتك ولا تميزي بين واحد وأخر ولا تكوني شديدة معهم خاصة هم أطفال المرحلة الإبتدائية لأن الشدة تجعلهم يحضرون درسك بأجسادهم غائبين بعقولهم وقلوبهم وحافظي على ابتسامتك وهدوءك أمامهم فابتسامتك هي أرق وأجمل وأقوى وسيلة اتصال بينك وبينهم وإذا أخطأ تلميذ لا تغضبي منه وخذي بيده في رفق واتركي له الفرصة للإحساس بذنبه وتأنيب ضميره وهذا خير أنواع العقاب لأنه ينبع من نفسه ومن شعوره ’وهناك كتاب أرجو الإطلاع عليه بعنوان ( الإعجاب , أسبابه , أضراره , مظاهره , وعلاجه ) .

نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً

والله من وراء القصد

دمت بخير

[رشيد الميموني]

فقط أريد أن أذكر - للأمانة - أن الأخت فدوى كانت وضعت مقالها هنا في ركن "عندي مشكلة و احتاج لها حلا".. لكني نقلتها لطابعها التربوي و اختلافها عن المشاكل الأخرى خصوصا والأخت فدوى تنتمي إلى السلك التربوي.. و السبب هو أني رايت أن المشكل ليست له صبغة الاستمرارية و إنما هو حادث قد لا يتكرر .. ولهذا كانت له صبغته التربوية المحضة ..
أعتذر و لكم مني كل التقديرو المحبة .