هذه المرة قررت تغيير المرافئ .. لكن الشعور أبدا لن يتغير ..
و لا الفصل الخريفي الربيعي المزروع كأبدية لا تنتهي ..
قررت أن أضع جزءا من مشروع رواية لم تولد بعد ..
أتمنى فقط أن ترقى لهكذا أماكن .. و تشتعل بحرقة الكلمات هنا ..
مشروع روايتي ( تصاميم أنثى مع محبتي لكل الأسماء الشاهقة ) :
*******
..............
.... هي أنثى الحروب النفسية .. و توسلات الجدران بأن تعتقها و الهالات السوداء للمرايا من شدة السهر على خدمة انعكاسها و تصبب زجاج النوافذ بندى طلَّتها .. كانت هي .. !
حربا طفت فيها أصداف البحر فوق سطحه و كأنها تمهيد للتراشق بالصدف ..
تماما كما كانت صُدَف لقاءاتنا خارج الجامعة، بانحناءات مكابرة و تنكر ساحق، كان الخريف كبحر علت أمواجه فأصابت أشرعة أَعدَّت خصيصا لتداري لحظات البكاء فمزَّقتها، امتزج وقار البحر و تعاليه بسذاجة الدموع، لحظتها أعلن المد و الجزر ميلاد حب شوَّهته الطبيعة و حركة المياه العشوائية المتألمة .. بدهائها .
أيمكن أن أصفها بالساذجة .. ؟
و هي التي تغابت لتفضح ذكاءها .. و تهاوت على بحور شعري حتى ألبستها تاج وقارها .. خرجت من شحنة غرق . قافية ممشوقة القوام لا تشبهها قافية، حرف مسكون بهوس الدنيا لا تنطقه شفاه و لا تطوِّقه حركة و لا سكون .. حرف أنا نفسي بعثرته بين خلايا لساني فخرج مُشوَّهًا لا يمتُّ لاسمها بصلة .. لذا اكتفيت بالتعبير عتها بكلمات هجاء ..!!
تمادت لتُقَطِّع الذكرى و تهزأ بما قبلها من حروف .. لذلك استغنيت عنها لأجلها و تعاهدت مع القدر على كتم أول حرف لاسمها حتى لا تحترق الأوراق و تُضيِّع أمنيتي الأخيرة ..
لست أدري إن كنت أحببتها أم أحببت إغراء المكابرات فيها ... !!
أم أحببت غواية جفائها المسكون بحيرة غريبة ... !!
أم أحببت تصميمها مجهول القسمات .. !!
أيعقل أن تقسو السماء في تلك الأمسية .. ؟ فتسلب البحر انعكاسها عليه فيغرق في انحلاله و يتعرَّى ليفضح دواخله و أسراره هكذا .. و كأنه يبحث عن حلة اصطناعية تداري حاجته للبكاء المتستر .. يرفض بكبريائه التشبُّه بنهر هادئ مسالم شفاف قد يفضي بأسراره لأي جاسوس يجلس على ضفافه ..
تلك المرأة رغم وداعتها و تجرُّدها من عجرفة البحر تجسست على أخطر أسراري .. و غاصت كعروس البحر بأعماق بحاري .. و امتلكت بصدِّها كنوز شعري و أغواري ...
أيمكن أن يحرمني حرفها المقيم بهدنة مع الكتمان. ؟ ، من التغطِّي بحروف أخرى قد تكون أنعم منه و أدفأ منه .. مُعَدَة للاستعمال الموسمي فقط .. و بمواصفات عالية تخدم فصول ذاكرتي و تخدم حاجتي لاشتهاء لحظات حزن .. فالحزن كان شيئا مقدَّسا في حياتي له طقوسه و له احتفالياته الخاصة و له أيضا بدلاته الرسمية التي أستقبله بها .. و عطوره و تجاوزاته ..
أم أن تصميمها جاء نتيجة عمالة لمخابرات شاعرية خاصة .. بشيفرات خاصة .. ؟؟
حين طفت كصدفة أمر البحر كل أصدافه بالانحناء أمام مُلكها .. تماما كما الحروف على سطح بحر الصفحات .. حين طفى حرفها لم أكن حينها أعلم إن كنت أحبها أم كانت مجرد فرض وجود ..
و كأنَّها بعدم اهتمامها و تجاهلها مزَّقت شهادة ميلادي و ألحقتني عنوة بملجأ أيتام، بتاريخ ميلاد مجهول، رسمتني نجمة عسكرية فوق بدلات شارعها المكتظ بالنجوم التي فقدت بريقها .. يوم تخلَّت عتها ..
ترى كم نجمة علقتها ثم أعادت مراجعة قرار التعليق .. ؟ فأطفأتها بتوقيع قلم جريء و بصمة أحمر شفاه تخلت عنه فالتقطه متشرد هاو للرسم المجنون فزوَّر توقيعها و أدخلته لعبة التلاعب بأسلحة أنثى غياهب الضياع ..
و كم نجمة أتلفتها أو أحالتها على التقاعد لمجرد خطأ فني شاب تاريخ ميلاد فدنى بصاحبه لعمر الستين على حين غفلة .. ؟؟؟
أي قانون ذاك الذي يحمي المغفلين في عالم الحب .. ؟
أهو قانون الأجساد أم الأرواح .. ؟ أم أصوله تاريخية اندثرت .. ؟؟
أي قانون ذاك الذي يحمي حقك في التعويض .. ؟ عن الاستغلال التعسفي لمكان نَفَضْتُ عنه غبار السنين و أصلَحْته ليكون جناحا يؤوي إليه كل عطلة صيفية، نجمة شغلتني ببريقها فقررت استنزاف بريقها و احتكار لمعانه حتى يذبل على شرفاتي ثم أنفضه كما أنفض يوميا رماد سجائري و ألّمع النافضة لاستقبال جزء جديد من روايتي المفتونة بإشعال سيجارة و تركها تحترق وحيدة، فكل احتراق يسرق من الصفحات بياضها و ينثر فوقها حبرا شغلته حمى الهذيان .. ؟
أي قانون ذاك الذي يكفل لك حقك في التعويض عن التلف الروحي ..؟؟ و حقك بعد التقاعد العاطفي التعسفي مع درجة الشرف التي تضمن لك رجولة أخرى، تصلح لأن تتقلَّدها أنثى من زمن آخر لا تعترف بالفوارق و لا تُكِّن للفصول و التقلُّبات احتراما تجعلها تتمادى في إهانة طقوس الاعترافات و لا تسمح للورود البرِّية بالذبول على ضفاف المدينة .. ؟؟؟
أي مرتبة شرف تلك ... ؟؟؟ في عالم اختلّت فيه موازين مراتب القيادة على قلب امرأة ....
كم ستكون يا ترى نسبة التعويض .. ؟؟
هل ستكون 20 ألف حرف .. ؟؟ بغض النظر إن اكتمل نصاب القصيدة أم لم يكتمل، إن تحررت شهقات الألم الدفين أم لازالت مغروزة كخنجر للذكرى . إن تفككت شيفرات التنهيدات المكتومة أم ظلَّت غامضة تزهق كل يوم إشراقة ابتسامة ..
هل سيكون الشيك بتوقيع قلم يتنفس الشعر على صفحة باهتة، عاشت طقوس الانتظار لأكثر من قرنين فأضاعت سطورها .. ؟؟
أم قد يكون الشيك على بياض ... تستطيع أن تُدوِّن على نقاطه الموضوعة بعشوائية تامة المبلغ الذي تريده حسب ( شطارتك ) و طول الفترة التي استحوذت عليها خلالها ... التي استثمرتك فيها كرجل مذر للربح في الاقتصاد النسائي الدكتاتوري ...
لا يمكنني التكهن فالبرصة في عالم الحب أكثر غموضا ... و كأن ضباب أنفاس المنتظرين و المساومين قد أثلج الصفقة ...