رد: باحة على ضفاف الروح
مبكاي
قد كنت خاشعا ،
وأنا أتلو عليك تراتيل عصياني وخوفي ,
أضع فوق طاولتك اعترافاتي ..
جعلت من صدرك حائط مبكاي !!
رتّلت عليك شجوني !
أتلمّس فيك الغفران ..
لم أرحل عن محرابك سيدي،
بل شاحتْ قبلتك عنّي وعدت أدراجي..
أستقصي بين ظلمة اللّيل سنا غادرته الشّمس ..
نسيته حين أعدت حقائب الغروب ..
أبحث عن وميض سقط من عين القمر..
بلحظات البكاء حين اختبئ بأكمامه ,
عن نجمة ترافقني الرّحيل،
تضيء رحلتي فوق ضفاف الظلمات ..
ألم تسمع لحن الفاقة، والخوف بمقطوعة أنفاسي ..
وتراتيل استغاثتي ..وصراخ نبضي ؟!
كم من الخطا اقترفت أدنو نحو المعبد البعيد ..
أتلمّس فيه الأمان الغائب !
فتجلّى لي كمدائن بالأفق جنّ بها الضّياء ..
فظننت أنني ماض بين قلائد النور،
خصلات بيضاء كانت تعتلي رأس الزهور,,
إذا بي أنصت إلى صوت من ثنايا الضوء يبتدرني ،،
متسائلا بوجه دافئ !!
عن هوى قلبي ، وغيمات عيوني!!
يوقد خيمته من زجاج عينيه لأهتدي !!
يمزّق ثياب خوفي ,
يشقّ رداء رجفتي ،
يلفّ وشاح السّكينة حول عنقي ،
ويهبني الأمان ..
يفترش سجّادته السّاحرة تلقاء محرابه ,
يدعوني للصّلاة !!
ها أنا أصلّي والقمر يخرج من صدري ,,
يعانق النّجوم بجنّته..
نعم.. صلّيت في محرابه!!
وهو لا يدين بجلدة القوم !!
لكنّك أضعت المحراب وأفلتَّ ظلّي،
وكسرت البوصلة ..
ألقيت دون رحابك،
دموعي ولهفتي وما أجبت!
وشققت ذاك القلب شطريْن،
فراح يصلّي في المحراب البعيد،
ليغادر جرحي موضعه..
وتلك ثُريّتي الطاهرة ،
قد كنت زرعتها يوما بركن محرابك..
كانت تلوح لي ، تناشدني العودة,,
فالتفتّ إليها ، وقد ازدحمتْ خلف أجفاني كلمات ..
وانتبهتْ بأحداقي صحوات ,,
واشتهت مقلتي أن تبادلك النظرات..
لأصمت فيك آلاف الكلمات ..
وأودع فيك دقائق الحب المحترقة ..
امتطيت صهوة الزّمان..
وعيناي معلقتان،
بوجه التبَس عقارب السّاعة ، مرّ مسرعا !!
استوقفتني نيران أوردتي ،
أصغيت لصرخة بكهف صدري ،
فعدت مسرعة ،
أنتبذ العمر الذي أثقلني مكانا قصيا..
وظللت هناك بعيداً حيث أنت..
وقبل أن أبدأ بالبكاء ،
وأرتّل آيات عذابي ,
وأعزف ألمي،
أقمت بين يديك حائط مبكاي ،
وبعينيك طاقات الغفران !
فهل لديك سيّدي ،، بقليل من الحبر ؟
لتخطّ الصّكّ ، تمنحني الغفران؟؟
٢٠١٣ م
|