| 
      
        | 
          
            |  | اقتباس |  |  |  | 
          
            |  | عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] 
			
            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسين عرعار |  |  |  |  
      
        |  |  |  |  
        |  | أستاذي الكريم 
 الدكتور ناصر شافعي
 
 أعود إليك من جديد ... وأشكرك على اللوحات الرائعة ... 
 قدمت للطفل مشروع سلسلة - حياة صغيري - 
 - هل داعبت الريشة عالم الطفولة بحزنها وألمها و نحن نعيش نكبات لا تعد ولا تحصى؟ 
 ********تحيتي
 |  |  
        |  |  |  |  | 
 
الأستاذ القدير يسين عرعار :
حمداً على سلامتك .. وعودة حميدة بإذن الله .
 
كثيراً ما ألهمتني الطفولة السعيدة والمشرقة من ناحية .. أو الطفولة التعيسة الحزينة من ناحية أخري .. كثيراً ما ألهمتني لرسم لوحات فنية أو تدوين كتابات أدبية .
معظم لوحاتي الحزينة أحتفظ بها لنفسي .. أما  اللوحات المبهجة المشرقة فأعرضها على الناس !! .. لا أدري السبب تحديداً .. ربما لا أريد أن أزيد من هموم البشر .
سوف أنشر بعض هذه اللوحات بعد تصويرها بإذن الله .
نشرت في المنتدى خاطرة " الغرفة الأخيرة " .. إسمح لي أن أسجلها هنا ..
تحياتي و تقديري .
د. ناصر شافعي
 
الغرفة الأخيرة
د. ناصر شافعي
مريضتي في الغرفة الأخيرة من القسم كانت تمثل لي ولزملائي الأطباء حالة خاصة جداً .. ورغم تواجدها في الغرفة الأخيرة و إضطراري للمرور عليها كآخر مريض , إلا أنها كانت أول من أشتاق للكشف و للإطمئنان عليها . زهرة صغيرة جميلة إفترسها المرض اللعين سرطان الدم .. خلايا مجنونة خبيثة تحطم وتدمر الجسم . نتائج التحاليل كانت سيئة للغاية .. والنهاية المتوقعة محبطة تماماً .. الأمل في الشفاء بعيد بعيد المنال .. أمنية غالية .. مجرد أماني و أحلام .
جلست بجوارها علي الفراش أمها السيدة الفاضلة الطيبة الحنونة , التي لم تنقطع عن الصلاة و الدعاء لإبنتها ولكل مريض , ولم تكف عن شكرنا وتقديرنا نحن الأطباء والتمريض . جاء لزيارتها و الإطمئنان عليها و الدعاء لها الشيخ السني و الشاب القبطي والعجوز اليمني والمطرب السوري و الشاعر الفلسطيني و لاعب الكرة السعودي والممثل التونسي و المناضل الليبي و القس الماروني و الفنان المغربي والطفل الأردني ..
بشر من كل الطوائف و البلدان .. و المهن و الأديان .
مختلفون في أشياء كثيرة .. ومتفقون في شئ واحد .. الدعاء !
كانت حالتها الصحية تتدهور بشكل ملحوظ و مزعج و مخيف , خاصة مع كل جرعة علاج كيميائي , لا يتحمله الجسم الضعيف .
يستمر العلاج .. يستمر العلاج .. عبارة كرهتها وتمنيت أن أبدلها بعبارة أخرى .. يوقف العلاج .. يوقف العلاج !
بصيص من الأمل – كأنه سراب – أراه بعيداً و أتمناه قريباً ..
الدواء .. الدعاء.. الرجاء .. الشفاء.
وبعد مرور أسابيع طويلة ..مريرة .. بطيئة و ثقيلة .. كانت المفاجأة . . شفاء كامل !
تفتحت الزهرة الجميلة وتبسمت .. وسجدنا جميعاً – نحن الأطباء المعالجون – شكراً لله .. القادر .. المنجي .. الشافي .
شفيت صغيرتي البريئة بفضل الله و صلوات أمها , ودعاءالبشر من حولها . كلما مررت – وكم مررت - بالغرفة الأخيرة ابتسمت .. وتذكرت.. وشكرت.