[هدير الجميلي]

الرسالة الخامسة والثمانون


حبيبي……..

عندما أرى شفاهك تتهامسان
التمس منهما الصفح لينصفاني منك
فمن العذاب أن ترى حريتك بين ثغر الزهر
تغتالني يداك لأرفع شكواي لقلبك
الحجري فأنت لم تعرف الظلم يوما
عندما أذكرك أُبدع ففي حزني وشوقي لك إبداع
لا تتحين الفرص لتصطاد بذاكرتي
لا تستغل ذكرياتي معك
لا ترتدي شفاهي كلما اشتقت..
لندى يروي عطشك المجنون
عندما اسمع صوتك عبر مساحات فارغة
كئيبة ترجع ا لحياة لي فلا أتمنى الموت ضيفي..
صوفية العشق أنا . . فما ولجتُ جنون العشاق
تسرّبت ثورتي المجنونة لذاكرتك
حتى إنك بتّ تتلفظ صرخاتي
ما أصعب أن لا أكتُبك حراً ..وأنت عبداً لذكرياتي
سامحني أن تعديت بحارك ..وغادرتك.. نوارس تتقاتل ..
لتفوز بلؤلؤ ثغرك …تسرق هيجان شطئانك..
أنا بربرية عشق ..
بابلية الحكمة ..إلا فيك ..
خرافية سطوتك …
شعور يغرقني ببحارك..التي لم تكشف بعد..
فلا أحبذ ترك منفاي فيك..ولا أطالب يوماً بالحرية.

[هدير الجميلي]

الرسالة السادسة والثمانون

لو.........

حين افتح كتبي القديمة ..لا أرى سوى اصفرار توشح وجهها..
وبعض من بقع حبر مبعثرة جراحها ..تأنُّ بصمت. .
حيث لا مكان في هذه الكتب لتدقيق والتمحيص كل ورقة تكرر نفسها..
فلا أجد ما يشوقني لقراءتها سوى دموع نضب بئرها..
تعزف الرياح جرحها أنشودة ..
تؤنس وحدتي بالليل ودع ظلمته على قبري
لو تغير القدر لحظات ...
لو أمهلني لأحل مكانه ..
لو أعارني بعض قوته....
لكنه أذلني بتنفيذ أحكامهُ عليّ
وبقيت أحتكر (لو) مع إني أكرهُ رفقتها..
يلفني ساعدك محلقاً بي ..تاركةً معه أحلام صباي..
نطقت شفاهك كلام مبعثر أحتكر زوايا الكون ..وخصصني فيك كلمة .
أي هوسُ مجنون ذاك الذي يفرق الغيوم عن أماكن سكناها..
وأي حلم مغرور بالعشق.. يُطرد من سجن عاقل لا يفكر في الحب..
كلنّا يولد مرة ويموت مرة فلا تكرار للموت والبعث....

[هدير الجميلي]

الرسالة السابعة والثمانون



فقدان........

حبيبي.........
أفتقدك أكثر من الثواني التي خطفتها مني الحياة ....
افتقدك وكأني لم يمرني الشوق لذكراك هفوة ...
تبكيني الريح لترقص حزني على خصرها ...
تختتم بسيف جفونها آخر أمل لي .
لم يعد الدرب الذي أسافر إليك فيه كل ليلة مسلي ..
ولم تعد الأغاني القديمة التي سمعتها تكرارا لتطربني..ً سوى صوت عجوز تولول بالبكاء..
لم تعد حديقة المنزل جميلة كما عهدتها انت ..ولم تعد عصافيرها سوى تغرد..
تلك العصافير التي طالما أتعبتني بشقاوتها ..وقبلتني لتعاندك خفية..
الم تعرف يوماً بأن الحب يبقى تحقيقه مستحيل ..
الم تعلم بأني أنا الوحيدة التي جعلتك تتعلم معنى الألم ..وأن الحزن لم يأتيك ليطرق قلبك صدفة.
وأنا الوحيدة التي جعلتك تعرف معناك الحقيقي..
أكان من المستحيل أن نبني سد لتنتهي غزوات الظلم نحونا .. ؟
أكان من المستحيل أن نفترق ونجعل لقدرنا نهاية جميلة..؟
كيف نفتح أبواب مغلقة ..عنيدة.
كيف نُسلب مفاتيح السعادة ..ونحن أحراً ولسنا عبيد...

[هدير الجميلي]

الرسالة الثامنة والثمانون



عندما تنظراني عيناك من خلف المسافات البعيدة...تنتحر الدموع لتولد موت آخر لآلامي ..
استحوذت على كل شيء فلم تعد النار التي أوقدت بها شمعتي سوى قبر يلف جثماني ليلفظهُ روحاً من جديد......
أتسكع بين القصائد وأهجر الحروف...
أغتال مشاعر الذين يثرثرون بعشقهم البارد ..
فهم لم يعشقون مثلي ولم تلوح أيديهم ..منكسرة الظل والأطراف لتودعك كلما حانت لحظة الغروب .. لتغفر لشمس رحيلها المجبرة عليه..
حبيبي ...
كم اشتقت ان الفظها قسم ..وكم وقع تحت هذا القسم عشاق وأبطال حقيقيون ..
كم انهارت تحته عيون أذلها عشقي..
حبيبي ..
كم تمنيت أن أغرسك في رموش جفني سيوف.. تذبح العيون لتفجر ثورة دمعي.
كم أنا بلهاء يوم تركتك ترحل عني..
لكن حبيبي لا تلمني ..فأنا لست الوحيدة التي ذبحوها على مذابح الفجر..ليهبوه ابتسامة صفراء ...فنحن النساء رغم تقدم العصر نبقى سبايا ..

[هدير الجميلي]

الرسالة التاسعة والثمانون


كلمة.

حبيبي....

لم تمل أقلامي بالبحث عن كلمة تحتوي كل ما يحتويه هذا الكون الفارغ إلا منك..
كنت في زمن ماضي خالي من الذكرى ..تتسلى عيوني بالتقاط شيء مبعثر ألملمه كي أشكله كما تريد أنت..
كنت احسد ذاك العرق المتساقط منك لحظة التفكير.. والولوج لخيالك بعمق شاذ وواسع..
كنت احمل أحلامي جرة مثقوبة يسقط من شفاهها مخ فارغ لا يدور فيه سوى فلكك..
أرسمك نقطة مبهمة بلوحة سريانية تحمل أفكار راسمها حزن مبعثر ..وعقل يفكر بعمق.
فما الحاجة لنظر لقوس قزح.. لحظة مخاض المطر ليهب لنا قيد يعتقل ألوانه السبع قبل إطلاق صرخاته الأولى..
فماذا تريد مني بعدما تشبعت بجسدي ...وكسوت عقلي وتماديت بذاكرتي ..
ماذا بعد الكلمة التي ابحث عنها فيك..
وكل الخلايا التي تكونت منها أنت أصبحت حلمي الذي يسري بوريد نومي..
ماذا أريد من عطرك الذي يحمل لي ابتسامة طفل له حق التجاوز على صدر أنثى حرة ...
ماذا تريد شفاهك التي طالما رسوت آخر السهاد على مرافئها..
وماذا تريدان يداك الأتي ما عشق أسير يوماً.. قيداً غيرهما وكأنهما قبراً يضمان عابد.. زهد من كل شيء إلا صدرك..

[رشيد الميموني]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدير الجميلي الرسالة الرابعة والثمانون يستفزني صمت الجبناء.... لهذا اكتب الحزن رصاص... أشق قلب كلماتي... لأحقق القصاص... غضبي جوعان يشتهي من العدو قضمه فأنا يا سيدي أعشق لحم الخبثاء... أرتدي خوفهم ..ليقيني سهم الجبناء المحموم.. كونتني شجاعتك بدموع معابد تهدمت آهاتها ... وعتلت ثورتي عرش سبأ.. فلا مكان للمعجزات ... بين مدافن كممت أفواهها .. يلوكني الصبر حنظل مجبول بطينة القبر... أخيط أكفاني بكل بقعة من ثوب أمي.. اترك الروح تغرغر تتعبد بتسابيح أبي .. لتلفظ الموت حياة .. وتنتحر آخر قطرة ..من دماء الشهداء .. أزفت الروح ببستانك .. تترنح على جوانب جداولك .. لتغتسل همومي .. تبصم على كل شبر فيك صلاة..

المبدعة الرائعة هدير ..
يسعدني أن تكوني إولى إطلالتي هنا على متصفحك ، بعد عودة المنتدى ..
إبداع مستمر و غزير ماشاء الله ..
صرخة غضب و إباء ألمسها بين الكلمات ..
سنة سعيدة و كل عام و أنت بخير .

[منى القاسم]

رسائلك فاقت الروعة في المضمون و المحتوى ....والمسات الفنية المتقنة ...شغفي لها
جعلني أقرئها... رسالة تلوى الأخرى وبدون ملل ....حقا أبدعت ....ننتظر منك رسائل أخرى
دمت مع أطيب المنى.

[هدير الجميلي]

صباح الخير استاذنا الراقي رشيد الميموني وكل عام وانت بخير بمناسبة مولد سيد الكائنات محمد (صلى الله علية وسلم )
أنا من يسعدني ويشرفني أن تتواصل بقراءة رسائلي ..
عندما تثور المشاعر تجرف معها كل شيء لنجد تراكمات مشاعرنا يتناوله الجميع يفرز منها الجميل والشيق والمتعب.
سلمت لي استاذي الراقي

[هدير الجميلي]

صباحك سكر شاعرتنا الجميلة من القاسم
شكراً لتواجدك اتمنى ان اكون قد وفقت في ايصال مشاعري لكم


كل عام وانتي بخير

[هدير الجميلي]

الرسالة التسعون

شتاء..

حبيبي.......

ها قد حل شتاء لم يكن آن موعده.. تسلخت أطرافه الباردة وترامت بكل خريف ودّعتُ به دفئك ولهفة ذاك الهواء المنبعث من شفتك بعد كل آه تطلقها لضمي إليك..

أدخل في سكينتك بعدما علا روحي ضجيج الرعود التي قطعتها السماء بعدما كان يتدلى من عينها الابتسام والبهجة كلما نظرت إليها...

تتوسدني اليوم دموعك تسقطها لهب من شوق صامت.

لن أدع ذكراك تتبدد كحبات ثلج أغراها الصيف بقبل حارة ويدان مثلجتان...

لن أدع موقدك يفارق ارتعاشة جسدي.. بعدما طوقني بدفء حطبه ..فالنار تحرقنا بعقلها المجنون..

حبيبي

لشتائك سر عجيب فهو يحمل معه عطر الأرض... ورائحة الموت...وشوقك لي...

هكذا يرتدينا... يتوجنا بحبات مطره الوردية تثقل شفاهنا عندما تسقط أول حبة ...نشعر بلهفة لنرتوي بحنين ساكن.