رد: الأديبة خولة الراشد في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار
17عبد الكريـــــم سمعـــــــون
سأطلـــق جناحي للفضاء الواسع البهيج كيفما أشــــــاء
أنت يا كــــريم... حروفي .. ومسيرتــي.. كنت لي في هذا الحوار ..نبض خطوطي
أقبلت يا كريم المشاعر.. لتشرق شمسك.. وتشع غيمتك.. فتمطر بأدبك على أدبي وفكــري
والحــق.. الحــق..إني لأجن وأفرح وأسعد عندما تسألني.. أيها الكــــريم ..ســؤال..
حتى كنت لي في هذا الحـــوار.. بهجتــي و فرحتــي
نثرت على حروفي.. زهور اللوتس.. وزرعت اسمك في كل أركان النور ..وفي أعماق هذا الحوار...المشرق الوضاء
فهزمت النجوم في الفضاء وكنت لي الضياء
يا أجمـل سؤال سألتـه ..سؤال سألته لنفسـي من قبل .. فأجبته.. وكانت إجابتي الرشيقة.. هي الأجمل.. في شرفة هذا الحوار
كلماتـــك تسقينــي ..كالأمطــار التي تلقــح الزهور و الأشجــار الخضراء
التقيت معك على خشبــة الحوار.. وغردت لك علــى رسائــلك الناعمات.. و رقصنــا معــا على ســــفينــة الأدبـــاء ..
فوُلدت حروفي.. بميلاد قلمك.. وأناشيد قصائدك البيضاء
فانطلقت بكلماتي في الحوار.. بكل حرية.. كالطيور المهاجرة في السماء
أزهرت الزهور في الحوار.. ومن بين بساتينك الشعريــة الخضــراء
وتموج الشمس بألوان ..من أزهار اللوتــس.. والورود الحمــراء
سأزرع لك قلبــان ..قلــب أبيض يملأ الشطأن فرحــة وبهاء.. ..
وقلــب يحميــك من وحشيــة هذا الزمــان ..وهذه الأكــوان و من سماء الأعداء..
سأكون يا كريــــــم لك البهجة في إشراق الصباح ..و رقصة أعزفها.. لك على حروف المساء
سأكــون الأرز لقلمــك وشعــرك ..سأكون لك الشواطــئ والأنهــار ..وبساتيــن النخل الخضــراء
لا أريد منــك الـــورود...بقـدر ما أطمع في .. أدبـك وشعرك ..أيها .. الأخضــر المعطاء
أشكــــرك من أعماق قلبـــي.. وأهديــك رقصــة الأطـــلال .. ودبكـــة الشــــام..
أشكــــرك يا شقيقــــــي ..عبد الكريـــــــم ..على جميــل الســؤال
حبيبتي ..
وما الحياة سوى ردحا من ألم .. نمضيها بإحتقار أنفسنا على قارعة أقدارنا التي يعبث بها الآخر ..
فيما هو لديه من يعبث بأقداره ..
فهل نحن كذلك أيتها الحبيبة القاطنة كل خيالاتي وأحلامي .. ودقاتي وساعاتي ..
هل نحن نتسبب أيضا بالعبث بأقدار الآخر ..
من حيث ندري أو لا ندري ..؟؟؟؟؟
أيعقل أننا لو طرحنا هذا السؤال على أنفسنا ستكون الإجابة نعم .. ؟
كيف لي أن أتسبب بأذية كائن على وجه هذه البسيطة .. وأنا الذي أحيا حب الجميع .. أجل أعشق الطير والشجر والحيوان والبشر .. والمياه والحجر .. والنبات والمطر ..
وجميعها أستشعر حبها الكبير لي .. وأصدقها حبا ما ابتعد عن البشر .
حين أحب شجرة أو نبتة .. فأرويها وأعتني بها .. أتعلمين ماذا تفعل هي .. تنمو وتزداد أوراقها لمعانا وبريقا .. واخضرارا . وهذا يعني لي أنها تكافئني .. على عملي .. وأنها تحبني ..
نعم حبيبتي ..
هكذا أنا وهكذا أفكر .
وقلبي كما الشمس يسطع على الجميع ..وفي كل يوم جديد .. وهو دائم الإشراق .. فلو أفل هناك أضاء هنا ..
حبيبتي الغالية ..
حقا لقد كان نيساني حزين وكئيب ومؤلم .. وها نحن تجاوزنا أيلول وبدأنا رحلة الخريف ..
هذا الخريف المعطاء الذي يشكل مخاض الكون .. ويعبر خصوبة الشتاء لينجب أحماله الرائعة في ربيعنا الآتي ..
فلعل نيساننا سيأتي بالفرح ..
تعالي لنفرح يا ملاكي .. لعل فرح خريفنا سيسفر عن ربيع سعيد ومبتهج ..
تعالي نلثم ثغر السماء بفرح .. نقيم صلواتنا الراقصة .. وطقوس صومنا السعيدة ..
تعالي نتمسك أكثر بأنامل الفرح .. ونستشعر نبض الابتهاج .. ينتقل من شفة لشفة ومن رئة لرئة عبر أنفاسنا وزفراتنا المحملة بالأوجاع واللذّة والفرح بآن واحد ..
نستخلص لذّتها .. ونتشبث .. بنفحات الفرح ..
تعالي نتهجى مسامات الخزامى نستنشق زيت عطرها المريح للنفس والمثير لكل جامحة ورغبة ونتمازج عبر أعاصير بنفسجها اللذيذ اللون ..
حبيبتي ..
هلمي نحمّل أنفاسنا .. حروف قصائدنا .. ونتبادلها بين زفرة وشهقة للنتشي عبر رياح العشق الكامن بلغتنا اللا محكية واللا مكتوبة .. واللا مرئية ..
فكيف بالله عليك قولي .. كيف لمن يريد صعود السماء أن يرتقي إليها بمهاهيتين مختلفتين ومتعاكستين.. لطافة وكثافة ..
فلو صعد روحا ستفنى مادته في التراب .. وسيكون بمعزل عن حواسه ..
وأما لو كان مدرحيا كمثلي .. فكيف له الصعود بلا واسطة .. ليكون بكامل متعته المادية والروحية ..
حبيبتي ..
وها أنا أدعوك للمرة التي لا أعرف ما هو رقمها لكثرة تعداد مراحله ..
تعالي لنفرح .. لنبتهج ..
لنكون كما نحن ولو لبعض وقت من فرح ..
فالحياة يا ملاكي .. لولا آلامها .. لما عرفنا طعم سعادتها ..
ولكنني أذكّرك .. أنه ايضا لولا سعادتها لما استمتعنا بمرار الألم .. وشعرنا بإنساننا وأنه مازال يحيا ..
أرأيت كم هي بائسة أشواك الورود .. فإنها لو كانت في أي مكان آخر .. لما حظيت بكل ذاك الكره والغضب من الجميع .. فيما هي تنال ذاك الغضب والكره مقابل أن تحمي البتلات من قطاف تعسفي من أيدٍ لم تعرف سوى القطاف يوما .. وانتزاع ما ليس لها .. ؟؟
قالي سيدي الكبير ومعلمي منذ ألفين وخمسة وثلاثين عاما ..
أنا أفكر ..إذن أنا موجود ..
وأقول له الآن : أنا أتألم إذن أنا موجود وما زلت أحيا ..
حبيبتي .. قري عينا بحبي الكبير .. وأنعمي بدفئي الوثير .. وتنعمي بعطفي الغزير ..
أشتاقك .. إلى حد لا يقال ..
خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــولة كلماتي لك .. بمحبة بأخوة بصداقة بعشق .. لحرفك الفاخر وشخصك النبيل المعطاء ..
وهي تساؤلات منولوجية ضمنتّها لتلك الكلمات ..
وتقبلي عرفاني الذي ينوء دوما تحت وطأة أفضالك اللّاتنضب ..
كانت محطة رائعة هنا علّني أنيخ رحال وعثاء أشهري الفائتة بسهوبك وسهولك ووديانك وجبالك .. وظلالك اليانعة ..
خـــــــــــــــــــــــــولة : سيدتي الأديبة الراقية أبى قلمي المتمرد .. وقلبي المكتظ بنوازل الدهر ونوائب الزمان .. إلّا أن يخاطبانك بكلمة حبيبتي .. والتي لا تتجزأ هنا مابين الأخت والأم والحبيبة والزميلة والصديقة والرفيقة والإبنة ,,
فأرجو ممن يمر من هنا أن لا يقرأها إلا كما قالها كريم ..
ولا بدّ من أن أتشرف بإلقاء التحية .. على سيدي الشاعر الحبيب صديقي الأنيق دوما واللبق ياسين عرعار ..
لكما حبا كبيرا وعطر الخزامى
كريم
|