ماذا تقول عيناك ؟
لأنني بارعة جداً في قراءة الفنجان دعوتك لفنجاني هذا الصباح ..
كنت أريد أن أقرأ ما فاتني في رحلة غيابك الأخير ورست خطواته في قعر هذا الفنجان ..
كنت أريد أن أتلذذ بارتعاش شفتيك على حافة الشوق ولهفة عينيك حين تصافح قهوة الصباح من فنجان طالما حلمتَ به
وراودتك قراءته ذات منام ..
أقرأ الفنجان أنا .. نعم أنا أقرأ الفنجان .. وأقرأ الكف .. وأقرأ الطالع .. وأقرأ النجوم ..
حتى رسائل القمر أقرأها .. أمواج البحر أقرؤها .. تلافيف السحر أقرؤها ..
لكن ما عجزت عن قراءته هو بريق عينيك حين عانقت تلك الكلمات .
لأول مرة أقف حائرة أمام لغة الأعين .. حتى أسعفني صوتها الملائكي الفيروزي يشدو
" وتعطلت لغة القوافي وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك " ..
أنا خاطبت عينيك ..
في تلك اللحظة الاستثنائية من عمري خاطبت أنا عينيك ..
عيناك ..
آه منها عيناك ..
غابتان من السحر .. غابتان من الحب .. غابتان من الدفء ..
آه منها عيناك ..
كم صارعت من أمواج البحر في حياتي لكنها لم تصرعني ..
عيناك قد صرعتاني ..
بل وأردتاني قتيلة ؟
كم قرأت فناجيناً .. وكم قرأت أكفاً وسطوراً ..
لكنني عجزت عن قراءة عينيك ؟
كيف استطاعت هاتان العينان وبهذا الخجل الوردي الذي يكتنفهما أن تذيبا قلباً من الصخر
كان ذات يوم لي ؟
كيف تحولت أنا إلى كتاب مفتوح وسطور مقروءة ..
وأخذت أنت تقرأ لي الفنجان والكف والطالع والنجوم وأنا هجعت أتعبد في محراب عينيك ..
لن أقرأ الفنجان بعد اليوم ..
سأكتفي أن أغفو في سحر عينيك ..
وأنت عليك أن تقرأ كل ما فاتك من عمري ..
وهاهي فناجين عمري بانتظارك فاقرأ منها ما تشاء ..
أما أنا فدعني أغفو في غابات السحر في عينيك .
دعني أغفو في عينيك .
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة محمود
بوح خريفي رااائق
سلمت الأيادي وسلمت العينين
رااائعة كما عودتنا نصوصك الرائقة
دمتى عزيزتي ميساااا
ودام نبضك وقلمك الباذخ
للعيون لغة لا يعرفها إلا الماهرين والمجيدين
سعدت جدا بقراءتي لبوحك الراقي
مودتي التي لا تنقطع يا عسووولة
أهلا بالغالية آمنة
نورت الصفحة والحروف وقلبي يا غاليتي
شكرا على هذا المرور الدافىء والكلام الذي يحمل رقتك وصفاء نفسك
أتمنى لك أجمل الأوقات وأسعدها ودمت لنا بكل المحبة .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: بوح خريفي
ميساء .. سعيد بعودة البوح هنا على صفحات المنتدى بعد ان لمست شحا في ذلك لفترة طويلة ..
والآن وقد عاد غيث البوح الخريفي ، أجد هنا إبداعا متدفقا قد يكون فاق ما سبقه من بوح توهجا و اتقادا ..
شكرا لإمتاعنا ..
ودمت مبدعة .
جرار العسل
لو كانت ليلى تدري ..
لو كانت ليلاي تدري أن قيس بن الملوح بالباب ..
يشكل من حبات الياسمين قصائده وعند غروب الشمس يلقهاعلى قلوب العذارى
فترتد إليه مخفورة بالحسان ..
هل كانت ليلاي ترسلني وقيس بالباب لأملأ لها الجرار بالماء ؟!
قالت لي ونظرات الحيرة تسكن مقلتيها .. ورود القبيلة عطشى ..
والأزهار تراود نفسها الخضراء على الذبول ..
لا ماء في القبيلة يروي عطشنا ..
وعين الماء تبكي في الجوار ..
ترجونا أن نملأ الجرار ونسقي عطش القبيلة ..
فهلا لبيت النداء ؟
ليلى وما أدراك ما ليلى فلحظ سهامها ترمي قلوب فرسان القبيلة
وهي معتكفة في خيمتها تلملم أوراق الورد على وسادة الليل ..
تصنع حلماً غريباً ..
ترسم على صفحات الحلم فارساً مغواراً ..
يحمل سيفاً من العصور القديمة ..
يتسلق النجوم .. يقطع الصحراء .. يمزق الضباع ..
ويعود إليها ذات مساء يحمل بين يديه قلب الوطن السليب .
في كل ليلة تنام ليلى على وسادة الحلم وتنام معها أوراق الورد الحالمة
وسيف الفارس الذي لا يسكن غمده ..
وأنات الوطن الجريح تذرع بقوة شوارع المنام .
جرار الماء تستغيث وعين الماء سلسبيلاً وسبيلاً ..
تسألني أن أمرَّ بتلك الديار ..
أن أملأ الجرار ..
وأن ألقي السلام ..
وأن أحيي فارس الفرسان قيس بن الملوح .. قرب تلك الغدران .
قيس مات قبل ألف دهر ..
هكذا قالوا لي فكيف ألقي السلام على من مات وشبعت عقارب الموت من أشلائه وجسده ..
وحدها قصائده لم تمت .. تآكلت حوافها ..
لكن قلبها بقي حيّاً ينبض بالحياة .. يستلقي على حائط القبر ..
ينتظر يداً حنونة تضع عليه إكليل سلام ..
قلت سلام قيس بن الملوح ..
سلام عليك وعلى شعرك وعلى ليلاك وعلى القبيلة ..
نفض قيس عباءة الموت عن جسده ورد قلبه عليَّ السلام ..
ونهض من موته يحمل إليَّ بين يديه أعذب الأشعار..
يا قيس أنا جئت أملأ الجرار بالماء ولم يكن قصدي الشهد الذي ينداح من هذه الأشعار ..
لو تدرين يا ليلى ..
لقد ملأت جرار الماء بالعسل فهل تفهم ورود القبيلة لغة الشهد
أم أبقى حيث أنا أسيرة الشعر ..
أسيرة الشهد المنداح ..
أسيرة قيس بن الملوح أمير الشعراء ..
وللقبيلة رب يحميها ..
وما أكثرها عيون الماء .
التعديل الأخير تم بواسطة ميساء البشيتي ; 01 / 06 / 2011 الساعة 53 : 06 PM.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
جرار العسل
لو كانت ليلى تدري ..
لو كانت ليلاي تدري أن قيس بن الملوح بالباب ..
يشكل من حبات الياسمين قصائده وعند غروب الشمس يلقهاعلى قلوب العذارى
فترتد إليه مخفورة بالحسان ..
هل كانت ليلاي ترسلني وقيس بالباب لأملأ لها الجرار بالماء ؟!
قالت لي ونظرات الحيرة تسكن مقلتيها .. ورود القبيلة عطشى ..
والأزهار تراود نفسها الخضراء على الذبول ..
لا ماء في القبيلة يروي عطشنا ..
وعين الماء تبكي في الجوار ..
ترجونا أن نملأ الجرار ونسقي عطش القبيلة ..
فهل لبيت النداء ؟
ليلى وما أدراك ما ليلى فلحظ سهامها ترمي قلوب فرسان القبيلة
وهي معتكفة في خيمتها تلملم أوراق الورد على وسادة الليل ..
تصنع حلماً غريباً ..
ترسم على صفحات الحلم فارساً مغواراً ..
يحمل سيفاً من العصور القديمة ..
يتسلق النجوم .. يقطع الصحراء .. يمزق الضباع ..
ويعود إليها ذات مساء يحمل بين يديه قلب الوطن السليب .
في كل ليلة تنام ليلى على وسادة الحلم وتنام معها أوراق الورد الحالمة
وسيف الفارس الذي لا يسكن غمده ..
وأنات الوطن الجريح تذرع بقوة شوارع المنام .
جرار الماء تستغيث وعين الماء سلسبيلاً وسبيلاً ..
تسألني أن أمرَّ بتلك الديار ..
أن أملأ الجرار ..
وأن ألقي السلام ..
وأن أحيي فارس الفرسان قيس بن الملوح .. قرب تلك الغدران .
قيس مات قبل ألف دهر ..
هكذا قالوا لي فكيف ألقي السلام على من مات وشبعت عقارب الموت من أشلائه وجسده ..
وحدها قصائده لم تمت .. تآكلت حوافها ..
لكن قلبها بقي حيٌّ ينبض بالحياة .. يستلقي على حائط القبر ..
ينتظر يداً حنونة تضع عليه إكليل سلام ..
قلت سلام قيس بن الملوح ..
سلام عليك وعلى شعرك وعلى ليلاك وعلى القبيلة ..
نفض قيس عباءة الموت عن جسده ورد قلبه عليَّ السلام ..
ونهض من موته يحمل إليَّ بين يديه أعذب الأشعار..
يا قيس أنا جئت أملأ الجرار بالماء ولم يكن قصدي الشهد الذي ينداح من هذه الأشعار ..
لو تدرين يا ليلى ..
لقد ملأت جرار الماء بالعسل فهل تفهم ورود القبيلة لغة الشهد
أم أبقى حيث أنا أسيرة الشعر ..
أسيرة الشهد المنداح ..
أسيرة قيس بن الملوح أمير الشعراء ..
وللقبيلة رب يحميها ..
وما أكثرها عيون الماء .
جميل ما نثرت هنا أستاذة ميساء لم يكن بوحا بقدر ما كان ارتحالا أدبيا رائعا مزج التراث بالخيال وأيقظ الحواس.
لك تقديري و دمت متجددة رقيقة أستاذة ميساء.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
ميساء .. سعيد بعودة البوح هنا على صفحات المنتدى بعد ان لمست شحا في ذلك لفترة طويلة ..
والآن وقد عاد غيث البوح الخريفي ، أجد هنا إبداعا متدفقا قد يكون فاق ما سبقه من بوح توهجا و اتقادا ..
شكرا لإمتاعنا ..
ودمت مبدعة .
شكرا اخ رشيد لحضورك البهي وتعليقك اللطيف ودمت بخير