الأخ الأستاذ فيصل الأحمداني
لايمكن لأحد أن يكتب أية إضافات على هذا الموضوع بعد الذي طرحته الأستاذة المثقفة الرائعة هدى الخطيب .
فقد أشبعت الموضوع بحثا . وسلامة قلبك أيتها الغالية , شفاك الله وعافاك .
ولكن لابد لي من مداخلة بسيطة : فنحن مسلمون , ونعتز بديننا وبرسولنا ونردد يوميا : آمنا بالله ربا , وبالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
ولم نشعر في يوم من الأيام أن ديننا دين الإسلام يمنعنا من الإيمان المطلق أيضا بحسنا القومي العربي الذي نشأنا وتربينا عليه . تعلمنا خارطة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج , وحفظنا رسمها وشكلها حتى ترانا نرسمها في الهواء ومن الذاكرة ونضع حدودها .
الإسلام والعروبة لا يتعارضان , وهما توأمان , والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن على نبي عربي وبلسان عربي وأرض عربية .
وفي حروبنا الأخيرة 1967 و 1973 حاربت الجيوش العربية (العراقية والسودانية والجزائرية والمغربية وغيرها) إلى جانب إخوانهم السوريين والمصريين والفلسطينيين والأردنيين . ومع احترامي وتقدير ي ومحبتي للشعوب والدول الإسلامية الأخرى , لم تتدخل في الحرب إلى جانب العرب .
فكيف تريدني أن لا أؤمن بالقومية العربية , وأنا إنسانة مسلمة متدينة , ولا أرى في ذلك أي تعارض .
مع تقديري الكبير لمواقف الدول الإسلامية الكبيرة كإيران وتركيا إلى جانب القضايا العربية الراهنة في هذه الأيام .
وهنا أريد أن أطرح سؤال ومن لديه جواب فليجبني : أسأل نفسي وأسألكم جميعا ,أيهما الأقرب لنا :
(مسلم أمريكي أو مسيحي فلسطيني )
جوابي : أن أخي الفلسطيني المسيحي أقرب لي من المسلم الأمريكي حتما .
(مسلم تركي أو مسيحي مغربي )
من المؤكد أن أخي المغربي المسيحي لأقرب لي من التركي المسلم )
رغم أن الدين يجمعني مع الأمريكي والتركي .
ولكن مايجمعني مع الفلسطيني والمغربي اللغة والتاريخ والأعراف والعادات والأرض .
مع محبتي وتقديري واحترامي الشديد لكل شعوب العالم وأديانهم . ماعدا الصهاينة الملعونين أينما كانوا .
أرجو أن لا تكون مداخلتي البسيطة هذه مزعجة لأي أحد , ولكم جميعا كل محبتي واحترامي .