رد: تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد
لعلي كنت متأخرا في قراءتي لقصة (تعال حبيبي ضمني الى الأبد) ولكنني لست متأخرا في لمسي لمعناها المتجدد الحي. سيدتي الأستاذة هدى... اسمحي لي بأن أقرأ القصة قراءة خاصة مختلفة،فلا أرى نجوى تلك الحسناء الطاهرة الوفية لحبيبها بدر رغم كل الأضغان التي حاولوا زرعها برأسها لتترك حبيبها بدر وجنته الى ما يخالون أنها ستكون جنة لها مع غيره حيث الأولاد الذين قد تنجبهم وقد لا نتجبهم، لا أراها الاّ فلسطين.. فلسطين التي يحاول ـ عبثا ـ الاسرائيليون أن يدعوا لهم بها حقا سرابا عن طريق الادّعاءات الكاذبة والافتراءات الواهية، يريدون بذلك أن يشوهوا وجه التاريخ ويقنعوا العالم بأسره أن فلسطين لهم وحدهم وليس لغيرهم حقّ في أي شبر فيها.ولكن فلسطين باقية صامدة فها هي مآذن مساجدها تصدح بالأذان في كل يوم خمس مرات وها هي أجراس كنائسها تقرع مدوية في كل عيد وفي كل مناسبة. أما حبيب نجوى بدر فهو ذاك الفلسطيني ـ كل الفلسطينيين ـ الذي يحاول الاسرائيلي ان يجتثّه من أرضه ويبعده عن حبيبته نجوى(فلسطين) يقولون يا بدر : ارحل عن حبيبتك نجوى، ابتعد عنها فلن تنال من بقائك بجانبها سوى الآلام والعذابات تطحن عظامك طحنا، يا بدر...ابتعد عن نجوى لأنك عمّا قريب ستبقى وحيدا تتصيد ّك البنادق الحاقدة ولا معين لك ولا سند، وليس لك من أولاد يذودون عنك ان جاءك العذاب و يواسونك ان كبر عليك المصاب،يا بدر... الهجرة هي حلّك الوحيد والأخير. وأمّا الأولاد الذين لم يستطع بدر ونجوى أن ينجبانهم فهم العرب الشجعان ذوي الحميّة والأنفة، الذين لا يرضون لفلسطين المآل الذي آلت اليه، الذين يرجعون بأفعالهم الأيام الخوالي أيام عمر بن الخطاب وصلاح الدين، الذين ينسون ذواتهم ان ذكرت فلسطين أمامهم، وما عرب اليوم الاّ ثلّة من الكسالى النّائمين الذين أقعدهم عن واجباتهم حياة التّرف والدّعة، وأخرسهم عن ردّ مهانتهم سمة الذلّ الهوان، فأين انتم يا أولاد نجوى وبدر الكرام البررة لترجعوا ما كان الى ما كان وتردّوا الحقّ لأصحابه. أرجو أن تتقبّلي مني ـ سيدتي ـ هذه القراءة المتواضعة لقصتك الرائعة، وأن تصفحي عن تطفّلي هذا، ولك مني فائق الاحترام والتبجيل.
|