التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,830
عدد  مرات الظهور : 162,253,300

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 04 / 2010, 08 : 07 PM   رقم المشاركة : [11]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

الخبز والقلم
________________________________________
عندما كنا ندخل غرفة الدروس، كان " النظام يهرب " !
فمن باستطاعته السيطرة على شغف الأطفال باللعب واللهو وهو من طبيعتهم .. ؟
كنا نتدافع عند / ما كان يسمى باب غرفة التدريس لنتسابق نحو ذاك " العامود " الخشبي المنغرس في الأرض وسط " الغرفة " ..
قطره لا يتجاوز ذراع رجل بدين ومهمته كمثل ذلك الذي يحمل قماش الشمسية ...!
نتعارك أحيانا من أجل الجلوس إلى جانبه أو بالقرب ممن يجلس إليه . نشتريه أحيانا .. ونبيعه في أحيان أخرى
" بتغشيشة " لأجل كلمة لا نعرف معناها أو لإملاء متعثر كالكثير منها خصوصا تلك الكلمات التي تحمل " الهمزة " أو
ببعض الكرات الزجاجية " البنانير " الجميلة الملونة التي لا نستطيع الصمود أمام إغراءها !
حصص الدروس كانت ثمانية ، وهي ساعات طويلة ؛القراءة متعبة .. والكتابة متعبة أكثر ،
وحفظ جدول الضرب كان يجعل البعض يكره المدرسة .. أو ينشغل الصف كله بضارب من هنا
ومضروب من هناك في معارك لا تتوقف في لحظة خلّو الصف من أي مُدرّس ؛ فلا طاولة ، ولا كرسي ،
ولا مقعد إلا الأرض ، وحواف ركبتينا المطويتان سندان كل شيء ؛ فغرفة الدروس عبارة عن خيمة على شكل جرس ،
أرضها مفروشة بحصيرة رثة مصنوعة من القش الرخيص ، ورطوبة الأرض الترابية لا يوقف زحفها شيء ..
تتوغل فينا لتصل حد العظام ؛ فجميع غرف الصفوف الأخرى كانت متشابهة باللون والمقياس .
انتشرت فوق أرض سُمّيت بالمدرسة . خيمة بجانب أختها ، لا يميزها من الخارج إلا بعض الإشارات والأرقام .
وكيفما نظرت، لا ترى سوى حبال ، حبال متشابكة، مشدودة إلى أوتاد متراصة بانتظام فوق أرض زلقه ..
الأمطار الشتوية حولت تربتها إلى طين كثيف ، تعودنا عليه. فالمدرسة
أقيمت أصلا فوق ارض تنضح بمياه الينابيع فكيف إذا جاء الشتاء ..!
أشهر ينبوع في تلك الجهات كان يُسمى : العين الحلوة " . ولم يتبقى اليوم
في ذاكرة الناس سوى اسم المخيم الذي سمي على اسم ذلك النبع الغزير .
الأمطار المنحدرة من سلسلة التلال المحيطة بالمنطقة جرفت عبر الزمن معها أتربة أخصبتها ، وتمتعت بشهرة واسعة عند
المزارعين ، وحولوها إلى بساتين مزدهرة مثمرة ، والغريب ، إن جمال لون التربة كان يدفع بعض النسوة
الحوامل إلى تلمس بعض قطعها الجافة وشمها ، بل أن بعضهن كن يمضغنها وكأنها قطعة من الشكولاتة الفاخرة !
تسأل عن السبب فيقولون " وحام حوامل " .. أما نحن الأولاد فكنا نخزّنه جافّا في مخابئنا السرية ونلعب به ولا نحذر
حتى ولوكان طينا ولكننا نخشى الانزلاق وأكثر ما كنا نخش عليه هو " كيسنا " حمّال كتبنا وأشياءنا العزيزة .
فهذا الكيس العجيب المتعدد المهام .. في الغالب مصنوع من قطعة قماش متواضعة .. له حمالتين صنعتا من نفس قماشته
أو من حبل مجدول ليسهل علينا حمله ... نعلقه فوق رقابنا ولا يفارقنا حتى في أوقات اللعب بالرغم
من إعاقته لحركتنا .. فهو إن تدلى على صدورنا وازداد تأرجحا ، كنا نصنع بأجسادنا النحيلة الرشيقة حركة بهلوانية
في نصف جسدنا الأعلى فيصبح خلف ظهورنا مباشرة ..! ولم نك ننسى تحسسه بين فينة وأخرى لنتأكد من أن أشياءنا
ما زالت بداخله لم تسقط : الممحاة ذات اللون البني المائل إلى الاحمرار ، قلم الرصاص ، وبعض قطع صغيرة من بقايا أقلام
التلوين الشمعية ، مسطرة خشبية جميلة ، وبعض الأشياء التافهة / الغالية / بالنسبة لنا ، كبعض أغطية زجاجات المشروبات
الغازيّة او بعض شرائط مطاطية .. أو عظمة فك لرأس خروف مأكول لم يتبقى منه سوى عظام مفككة
نطلق منه " نيرانا " وهمية كأنها مسدسات حربية ، ومن كان شقيا يدخل الى بستان ويقطع غصن له شعبتان متصلتان كحرف y
نصنع منها سلاح رائع اسمه " النقّافة " تلك الأحجية التي سوف تساهم في المستقبل في صنع أسطورة قوة جيل أطفال الحجارة .
____________________________
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 04 / 2010, 48 : 08 PM   رقم المشاركة : [12]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

ما زال أسمه المخيم.. بأزقته و تضاريسه الحزينة.
على جدرانه الخارجية رسموا معاناته لوحات زيتية بدون النظر الى عمقه الأنساني!

أختلف المشهد اليوم داخل أسوار المخيم أستاذي الحبيب، و انت سيد العارفين.
أصبح أشبه بخلية نحل هائجة.
صور تدمي القلب.. رائحة الموت تفوح من كل منزل.. آلاف الصور للشهداء رُشقت على جدران البيوت المتلاصقة.
سكان المخيم يعيشون واقعاً أجتماعياً و صحياً و أقتصادياً مفجعاً.
صورة المخيم اليوم تقتل في النفس كل الأماني القريبة.
حلمك المُغلف لا بد و أن يحترق قبل أن تبلغ أبواب المخيم.. دخانه سيدمي القلب قبل العين.

دمت بكل الأبداع و المحبة أستاذ رافت العزي.
معك و بأنتظار القادم.
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 04 / 2010, 37 : 08 PM   رقم المشاركة : [13]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:more61: رد: واقع يلفه الحلم

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الخطيب
ما زال أسمه المخيم.. بأزقته و تضاريسه الحزينة.
على جدرانه الخارجية رسموا معاناته لوحات زيتية بدون النظر الى عمقه الأنساني!
أختلف المشهد اليوم داخل أسوار المخيم أستاذي الحبيب، و انت سيد العارفين.
أصبح أشبه بخلية نحل هائجة.
صور تدمي القلب.. رائحة الموت تفوح من كل منزل.. آلاف الصور للشهداء رُشقت على جدران البيوت المتلاصقة.
سكان المخيم يعيشون واقعاً أجتماعياً و صحياً و أقتصادياً مفجعاً.
صورة المخيم اليوم تقتل في النفس كل الأماني القريبة.
حلمك المُغلف لا بد و أن يحترق قبل أن تبلغ أبواب المخيم.. دخانه سيدمي القلب قبل العين.
دمت بكل الأبداع و المحبة أستاذ رافت العزي.
معك و بأنتظار القادم.


نعم ايها الحبيب مازال هو المخيم وما زالت الناس تعيش هذا الواقع المرير
ولكن الحلم لا يغادرها بالتحرير والعودة بالرغم مما فُعل وأفتعل بحق المخيم وابناءه
على مدى عشرات السنين .. ما زالت الناس فيه تمتلك ذاكرة عجيبة ..
وما زالت الطيبة هي الطيبة تعبر عن اصالة الناس بالرغم من كل شيئ

كم أسعدني ايها الرقيق ان استشعر بقربك وترى عيناك ما اراه ولو كنت في بلاد بعيدة
شكرا لك ومودتي خالصة لك مع عظيم احترامي
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2010, 15 : 02 AM   رقم المشاركة : [14]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

- " لا تعبثوا بأقلامكم .. ولا تخربشوا بها ... والأهم ، لا تعيروها لأحد " ...!
قال معلمنا ذلك ، ثم قطب حاجباه ورفع يده وحركها على إيقاع نبرات صوته الحادة وقال :
" انه أمانة بين أياديكم . إن القلم يا أبنائي له حرمة .
فحافظوا على حرمته في كل الأحوال "
وردد على مسامعنا الآية الكريمة من قول
الله تعالى : هو ، " الذي علم بالقلم " علم بماذا ..؟ يسأل :
فنردد هذه الآية الكريمة من بعده كلمة كلمة
" -الذي ، علّم ، بالقلم . صدق ، الله ، العظييييييييييييييييم .
كنا نعتقد حينها
أن شح الأقلام كان السبب في تشدده ولم نكن ندرك انه كان يُرسخ فينا القيّم والأخلاق ،
فحرصت على قلمي صغيرا لسبب ، وحرصت عليه كبيرا لسبب آخر ؛ وبقيت حذرا جدا في مختلف مراحل العمر
الا يقع في الانكسار ؛ فجنبته العبث ،وما سخرته إلا من اجل ما اعتقده صحيح ..!
أما المهام الأخرى لذلك " الكيس "فإنه كان يحمل أيضا زادنا اليومي أيضا ..! : بعض كسرات من الخبز المعجونة ببعض
السكر والزيت ... لقد كانت وجبة رائعة . أما الأروع ، فلو كانت تحتوي على رشات من الزعتر المملح الخالي
من السمسم ؛ فهذا الأخير، كان لا يدخل بيوت الفقراء فهو أجنبي ومتكبر .
ويا الله ، ما ألذ ذلك الخبز " المنفوخ " الذي يشبه خبز الإفرنج ..
قالت والدتي ان جدّتي تعلمت صنعه من الألمان في حيفا ، نأكله دون غموس ونفرح ..
" فالخبز الحاف ، يعرّض الأكتاف " لذا أحبه كثيرا وصدقت أنه السبب في اتساع أكتافي ؛ لذا
كنت أخشى عليه من السقوط والتلوث ، ولو حصل .. لا أتردد في أكله أبدا .
رحمك الله يا معلمنا ما أروعك .. لقد قال لنا ذات يوم :
" لا يهم أن تأكلوا خبزكم ولو كان ملوثا ببعض الطين أو التراب ،
وحتى لو كان مغمسا بعرقكم ، ولكن ليس بعرق الآخرين ، تذكروا ذلك جيدا ..
والأهم ألا تأكلوه ملوثا بالدم . إن ذلك يا أبنائي حرام .
____________________________
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 04 / 2010, 58 : 12 AM   رقم المشاركة : [15]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

حشرات و وشاة
-- ساد الصمت فجأة وسكتنا عن الكلام، لأن ظل رجل طويل القامة،
قد ظهر على قماش جدار الخيمة، واتجهت أعيننا نحو الباب
مباشرة: انه الأستاذ "عبد الله ". لقد دخل وهو حاني الظهر
حتى لا يرتطم وجهه بأي عائق ، ثم انتصب ونظر حوله
كالباحث عن شيء نسيه ،
على وجهه ارتسمت بعض خطوط الزمن الذي زادها بروزا ذلك الضوء
المنبعث كالشعاع حوله ، ونحن ، ليس لنا تركيز إلا على تلك القسمات ،
لنتعرف على مزاجه في تلك اللحظة . بعض التلامذة ، أصبحوا متخصصين
في قراءة خارطة وجهه ، والبعض يستفسر من البعض الآخر ،
فالمسألة مهمة للجميع ، فمن تلك الصورة نعرف إن كان يومنا سيبدأ
بيسر أو العكس .. وفي الغالب ما كانت تنبئنا بنهار عسير ..!
نقف له بأحترام شديد ، نردد بعض الجمل التي نكررها كل يوم ..
وقبل أن نُكمل يرفع يده ويحركها لترافق أمره لنا بالجلوس .. قطب حاجباه وحرك أرنبة أنفه صعودا ونزولا وأخذ
يتنشق الهواء - هواء الغرفة - بتقطع مستمر ونظر نحونا نظرة احتقار ثم أخرج من جيبه المنديل
ووضعه على وجهه وكأننا به يبكي ..!
:
- هل من غياب..؟ بعصبية يسأل .
- نعم استاذ .. نعم أستاذ : - " مفلح وحسن ويسين ،
رأيناهم يهربون بإتجاه البساتين .. أما مدارس وخليل .. و ..... !
- اخرس يا ولد أنت وياه !
انأ سألت واحد ، بتردوا عشرة .. العمى يعميكم ..! "
لم يكن ليدعنا نكمل ، ولا يريد منا الإجابة بالرغم من سؤاله
المتكرر هذا كل يوم .
كان و كأنه يقوم باختبارنا فيقع أكثر من نصف الصف في شِراكه.
- " انا مش كل يوم بقول متفسدوش على بعضكم البعض ،
يخرب بيتكم ما بتتعلموا ، ولكم عيب .. عييييييييييب يا بقر ،
الوشاية عيب . الوشاية بتعمل منكم بالمستقبل جواسيس ... بتفهموا يعني إيش جواسيس ..؟!
العمي يعميكم ,, التكرار بعلم الحمار ، لكنه افهم منكم ."
كانت سعادتنا لا توصف حين يصفنا بتلك الأوصاف لأنه كان يُتبع إهاناته الساخنة
بابتسامة باردة تُفرحنا .. فهو على الرغم من مظهره الخشن ،
وعصبيته الزائدة ،ألا انه كان يملك قلبا رقيقا كنا نستشعره .
استدار نحو اللوح الخشبي الصغير المرتكز على " سيبة " من ثلاثة أرجل
وبيده طبشور بيضاء ، وأمسك باليد الأخرى الجانب الأعلى من اللوح لأن أركانه
ليست ثابتة ولا يستطيع الضغط على الطبشور ولو فعل .. تبدو كتابته في بعض الأحيان باهتة أو
يهتز اللوح كلما كتب عليه حرفا وضغط .. فيرتفع منسوب ضغطه وعصبيته وتوترنا ..
وبسرعة المسعف يندفع بعض المتبرعين منا لمسك أرجل اللوح ليثبت في الأرض ولننال منه الرضا ..!
- " افتحوا الكتب " .
ثم كتب على اللوح جملة تفيد أننا سنكمل الدرس السادس ،
بعض التلاميذ لم ينصاعوا للأمر المكتوب - سامحه الله – فهذا البعض كان لا يرى ما كُتب بالأصل
فالغيوم كثيفة ولا من إضاءة داخل تلك الخيمة .. قطرها لا يتجاوز الأربعة أمتار وعددنا
خمس وخمسون تلميذا غير الغياب ..!
:
نبدأ بالتململ من ضيق المكان ، فحرارته ارتفعت من حرارتنا .
- " اسكت يا ولد ، اسكت يا كلب أنت وإياه ! "
ثم يتمتم بكلام لا نفهمه .
- " نزّل ايدك عن راسك ولك انت وهي ، ويكفيكم هرش !
تغسلوا.. تحمموا ... العمى بعيونكم وعيون اللي خلفوكم .. ولْكُم مفيش ميّ تتشحروا فيها ؟
وَلك انت ... لا مش انت .. انت يا زفت يا مفيد ، خلي امك تنظفلك اذانك ؛ شو فيهم عصيد ؟
وانت وِلك يا بنت .. نزلي إيدك عن راسك وخلي أمك تنضفلك إياه بالكاز ! "
( بالرغم من ان خيمة الصف كانت تفوح برائحته يوميا !
فاطمة تتباكى ، وبصوت متقطع تقول :
- " شعري يا أستاذ نظيف .. أمي بِتْفَليني كل يوم
وما شافت براسي لا قمله ولا سيبانه "
تلك الحشرات المنتشرة في كل الأمكنة والتي كانت تأبى إلا أن تتسرب
إلى رؤوسنا نحن الصبيان ، بالرغم من حلاقة شعرنا على الزيرو
فجميع الأولاد في مدرستنا كانوا كلهم قُرْعان !
( في يوم ـ أراد أبي التخلص من تلك الحشرات فحرق جميع ثقوب جدران
غرفتنا الوحيدة " ببابور الكاز " ثقبا ثقبا ،حتى كاد أن يحرق البيت ويحترق ..
ومع ذلك ، لم يستطيع القضاء عليها فهي منتشرة في معظم أجسام الناس فأين يهربون ..! .
ثم فكر يوما بتغيير مسكننا إلى منزل آخر ، ولكننا واجهنا نفس المشكلة ،
وغاب عن ذهنه أو انه لم يكن يعلم بأن الحشرات كانت تعشش
بفرشنا وألبستنا وتحت ثنايا جلودنا وتنتقل معنا في كل ترحال)
:
احمد يصرخ : - " أستاذ، أستاذ " بَقّه " على كتف فلاح "
رفع فلاح يده محتجا وقال " : خليل وضعها على قميصي والله العظيم يا أستاذ "
- " ولكم يلعن أبو اللي بعثكم للمدرسة ، يلعن أبو " هالّلجئة " اللي خلتني أشوف وجوهكم النجسة ،
أسا بدعسكم بنعل كندرتي إهدولكم شوي " ..!
::
يتساقط المطر بغزارة في تلك الحصة من الدرس ، اللحظة المنتظرة التي تجعلنا " نفلت "
بالحديث مع بعضنا البعض ، فصوت زخاته الكثيفة
فوق الخيمة كان بالنسبة لنا من أكبر الأصدقاء في تلك الحشرة
و هي بالطبع من اكبر الأعداء لمعلمنا ... فهو مضطر لرفع صوته
حد الصراخ ليرتفع فوق أصواتنا وأصوات المطر لنسمعه ويسمعنا ؛ الأمر
الذي ما علّمنا ما معنى الحديث بصوت هادئ ،
فكبرنا
وصرنا
حتى إن غازلنا نساءنا في ساعة غرام ، تسمعنا كل الجيران.
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 04 / 2010, 40 : 01 AM   رقم المشاركة : [16]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

[align=justify]
مدرسة مدارس
كمال وأنور ، يهمسون في أذني بعد اتفاقهما أن أقول " لمدارس
اننا موافقون على الهرب بعد الفسحة القادمة مباشرة !
فبعد اقل من ساعة ، سيقرع الجرس ثم نتسلل هاربين ؛
نتجمع في دائرة تبتدئ صغيرة سرعان ما تكبر: سبعة ، ثمانية ،
تسعة رفاق ، قائدنا المحبوب كان التلميذ النجيب " مدارس "
ومدارس هذا - هكذا اسمه - كان يسكن في حيّنا وكان من اكبر
تلامذة صفنا سنا وحجما ، بل انه كان الأكبر بين تلامذة الصفوف الابتدائية كلها
وربما كان من اكبر تلامذة الصفوف الابتدائية في مدارس العالم كله!
قضى في صفه الرابع راسبا لمدة ثلاث سنوات ؛ وعلى الرغم من مظهر والده
المتخلف الا انه كان يصّر على تعليم ولده البكر مدارس
فهذا البدوي العتيق ، كان يعتقد ان سوء الإدارة والتعليم هما
السبب في رسوب ولده المتكرر ، بل أكثر من ذلك ، فإنه كان " العساتذة " بكرهه لأنه أطول منهم ،
ويفوقهم رجولة .مع ذلك فإنه كان يسكت عندما يحدثه أحد المعلمين ولا يتردد بتقديم نصائحه
وإرشاداته لتحسين إدارتهم للمهنة وسلوكهم العام .. وعندما يقولون : " مدارس " كان يقطع الحديث
ويسارع إلى القول : " اللحم ليكُم والعظم لينا ، اذبحوه .. اذبحوهم " !
ومدارس هذا ، كان ضخم الجثة ، طويل القامة ، اسمر اللون ،
أفطس الأنف لا يمكن إلا أن يكون من جذور زنجية كما قال " شيخ العشيرة "
وهو أحول العينان ، يتعجب عندما نقول له أننا نراه شخص واحد وليس اثنان كما كان يرانا ..
مع ذلك يا للعجب فإن حجره لا يخطئ أبدا إن رمى . شفتاه الغليظتان تبدوان أغلظ
عندما يرشقنا عبرهما بوابل من شتائمه ذات العبارات الثقيلة
ويرشنا بزخات من لعابة حين يغضب .. وبالرغم من ذلك
لم نحمل في قلوبنا له إلا الحب ، والطاعة ، والولاء ، و تأثيره كتأثير الساحر فينا ،
فنحن نطمئن حين نكون الى جانبه لأنه " الرجل " الوحيد بيننا !
وهو وحده القادر على تحمل تبعات كل موبقاتنا !
يكفي انه عند محاسبتنا يقول :
" انا المسؤول " .
عشنا معه مغامرات رائعة حين كان يتنقل بنا من مكان لآخر :
البحر ، النهر ، سكة الحديد .. والبساتين خصوصا بستان " اليهودي " !
كان يُشعرنا بالغضب حيال كل ما في ذاك البستان..
ويدفعنا ذلك لنبرر سطونا على ما فيه .. وملاحقة طيور الدجاج التي يملكها ، فنحاول
تصيدها بمختلف عيارات الحجارة وآآآآآه، آه ، لو وُفقنا
في اصطياد واحدة منها ... ما اعظم لحم الدجاج ، كنا لا نتذوقه
الا بمناسبة الأعياد اذا الحال ميسورا .. ومحسود من كان يملك بعض
الطيور منها فكيف إن كان صاحبها " يهودي " ..!
بالرغم من كثرتها .. الا اننا نعرفها دجاجة دجاجة، نعرفهم كما نعرف اولاد حينا وتلامذة صفنا :
فهذه الشقراء المتغطرسة ، تتمختر و تتمايل ثم تتوقف
فجأة ، وتنظر في الأرض بتعال وعجرفة ، فتنبشها ،
وتبعثرها وتقذف تربتها بعيدا لتبحث عن رزقها ثم تنتقل الى
مكان آخر لتبدأ الحفر من جديد وكأن ارض البستان ملك " للي باضوها "
مع ذلك ، لم تكن من النوع الأكول او ان الطعام في تلك المنطقة لا يعجبها !
اما تلك المرقطة بالوان مختلفة فريشها جد جميل ،
فهي تتمايل في دلال كأنها ملكة جمال دجاجات العالم ،
كانت لا تدع اي ديك يقترب منها او حتى أخذ نظرة من عينيها
الكحيلتين مهما كان قويا .. فذيلها كان لا يهدأ ، تحركه ذات الشمال
وذات اليمين بحركات ذات إيقاع تحبه الديكة فارغي الأعين
وتكرهها في آن ، فهم يتنططون خلفها دون طائل ..!
اما تلك الدجاجة " الرزّية " / ريشة سوداء وأخرى بيضاء /
فهي ممتلئة بالدهن، قوية ، تسير بالديك إذا اعتلاها ،
ما ان تنفض الغبار عنها حتى يظهر لونها أكثر جمالا ،
فبالرغم من ان مظهرها الذي يوحي بغبائها وسهولة
صيدها ، فقد كنا نتركها ولا نقصدها ، فنحن نُسّر لرؤيتها .
اما هذه السوداء – عافينا يا رب - فهي دجاجة في عبوس دائم ،
ويبدو أنها تكره الابتسام أو لا تعرف ..!
كانت تدوّر رأسها نحو اتجاه ، ثم تتوقف كأنها تسترق السمع!
تنظر نحو البعيد ثم تعاود الدوران وتتوقف دون كلل او ملل ،
أمهمتها الاستطلاع يا ترى ، نتساءل ..؟
يجب ان نحذرها ، هكذا !
اما هذه المزركشة ، فنعتقدها هبله ، بسيطة ، فهي تتركنا
لنقترب منها لكنها ما ان تدعنا نفرح
تولي هاربة .. هل كانت تخطط لخداعنا ؟!
كانت تتقافز بين الشجر وعليه بسرعة عجيبة ومن غصن الى آخر،
كأنها احدى لاعبات السيرك ..ما ان تبتعد عنا حتى
ترمقنا بنظرات ساخرة ولسان حالها كأنه يقول : انتم الهبل !
اما تلك الرمادية ، فهي لا تغمض عيناها عنا أبدا ،
بل انها لا ترمش حتى عندما تلعب ، من يراها لأول
مرة ، يعتقد انها برجل واحدة .. لقد كانت ترفع رجلها الأخرى
وتطويها تحت جناحها ولا تتحرك ابدا >
بصراحة ، كنا نخشاها في بعض المرات ونتساءل
: اهل يسكنها عفريت !؟
- " سأقطع رقبتها قطع " قال مدارس ، وهو يرجمها بحجر كبير !
فما ان تشعر بالخطر ، حتى كانت " تقاقي " بصوت مرتفع ...
صوت غريب ، مختلف عن باقي الدجاجات.
– " اتركوها وشأنها ولا تقتربوا منها ، سوف تفضحنا "
قال كبيرنا ذلك وأكمل :
" انها تستدعي لنا صاحبها او .. الجن – دستور ،
بسم الله الرحمن الرحيم إنها مرعبة ..
انظروا الى عيناها الشاخصتان نحونا ، انها مسكونة !! "
حقيقة كنا نعتقد بذلك ، ونتخيّل ان جنيا ماكرا يركبها فنعوذ من
اجل ذلك بالله من الشيطان الرجيم .
اما ذاك الديك " المكنفش " ريشة فهو المسيطر .. لقد كنا نكرهه جميعا .!
فمعلمنا مدارس كان يشعر بالغيرة منه كثيرا ، فما إن يقترب ليلقح دجاجة ،
حتى يصرخ بنا قائلا :
- " ولكم ركزوا عليه يا اولاد .... ارجموه .. "
انه يتبختر امامنا بصدره المنتفخ العريض ، وريشه الناعم الطويل ،
وعرفه الأحمر المتدلي على منقاره ، كأنه احد مطربي هذا الزمن
او كأنه أحد حكام العالم الديكتاتوريين ..
ولا اعلم لماذا ولغاية آخر مرة شاهدت فيها مدارس لما سألته كيف
سلخنا ذلك الديك حيا قال:
" ما زلت أكره جميع المتغطرسين ولم اندم "
وبالرغم من مظهر مدارس الغبي ورسوبه الدائم في المدرسة
الا انه كان يملك فلسفة سبقت عمرنا بزمن طويل :
– " إن الله لن يحاسبنا على ذلك ، لا تخافوا ؛
ان صاحب هذا البستان يهودي ..! "
كان يقشعر بدني من كلامه واستغفر الله في سري واطلب منه
المغفرة لي وللمحبوب مدارس ؛ تجرأت مرة وقلت له :
" الله يخليك .. لا تجيب سيرة الله سبحانه إلا بالمليح ،
حرام ... ولا أنت حاببنا نفوت على النار ..؟ "
- " النار اللي تحرق اهلك ليش ما خبروك شو عملوا اليهود فينا ..
رُدّ عليّ ... احكي .. ولا بلعت لسانك "؟ !
فحدث أن عرفنا بعدها ان البستان لمواطن صيداوي
وان معظمهم الدجاجات لأبناء المخيم ..!

[/align]
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 05 / 2010, 49 : 12 AM   رقم المشاركة : [17]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

عزف على التراب

المدرسة بالنسبة لي لم تعد مسلية ، ولكنها أصبحت أكثر فائدة !
ولم يعد الهروب منها مسألة هينة عليّ وعلى باقي الرفاق
لقد مرت سنة وابتدأت سنة دراسية جديدة ، فقدنا خلالها
بعض الأصدقاء منهم قائدنا " الحبيب ، مدارس ..
فوالده قرر وضعه على طريق آخر، لعله يفوز ويفلح !
لقد قرر أن يزوجه من ابنة عمه المخطوبة له منذ 12 عاما
- هي سنين عمرها - كعادات تلك الأيام
ولكن .. ماذا سيعمل ، وكيف سيُعيل نفسه والأسرة ..؟
" الرزق على الله " تؤمن الناس بذلك .
أُعدت العدة لإقامة عرس مدارس بشكل منظم !
فوالده انهمك منذ أيام ببناء غرفه جديدة للعريس
الى جانب غرفته تأمينا لسكن العروسان ، ومن اجل
راحتهما ليتمتعا " بالحرية " والاستقلالية ، والاختلاء !
لقد قام باقتطاع جزء من خيمته التي كان يسكنها مع زوجته
وأطفاله ووالدته العجوز بواسطة حبل ثم علق عليها ساترا
من " حصير \ بساط " ليفصل ما بين مخدع العروسان عن باقي المساحة !
وهذا شيء يُحسد عليه ، لأن ساتر الحصير كان أغلى ثمنا
من تلك السواتر المصنوعة من أغطية الخيش او تلك المصنوعة
من أكياس الطحين .. لأن الحصير كما كان يقال تتمتع " بتقنيات " متقدمة .
فهي عازلة للصوت أولا و لا تُظهر من خلالها خيالات الأجسام المتحركة !
فهذا " مدارس " ومن اعز منه بجدار من حصير ..!
و مهما كانت الأحوال .. لا بد وان تقام الأفراح سبعة
أيام بلياليها ، ففي النهار تتضافر سواعد النسوة من الأقارب والأصحاب من اجل
تحضير وتجهيز بيت العروس الجديد .. ففي الليل يُقمن حفلات الرقص والغناء
وتهيئة العروس وتدريبها ؛ فالحنّة يجب تُغطي يديها وقدميها .. وشعرها يُسلّك
ويُجدل في ضفائر صغيرة أو يُسدل على ظهرها ويُملس إن كان شعرا ناعما ..
وتحجب خلالها العروس عن جميع الرجال ولا تتم تحليتها بالسكر إلا قبل يوم واحد من الدخّلة .
أما الرجال ففي النهار بأشغالهم وفي الليل يشاركهم معظم الأولاد
رقصا وغناء ودبكات يشير إلى موقعها ذلك الغبار الكثيف المتطاير فوق
رؤوس الحاضرين وصفارة شبّابة أوصوت مجّوز ترافقها اهازيج
وعتابا وميجانا تُغني للبلاد وليس للعرسان .

عشية اليوم السادس من يوم المهرجان الكبير تتجمع نسوة الحي
في بيت العريس ، لتبدأ من هناك مسيرة طويلة ، يقطعون فيها
المخيم طولا وعرضا ، يطفن في طرقاته الترابية وهن يحملن
على رؤوسهن جميع أثاث بيت مدارس ، ومن حيّ إلى آخر .
وألسنتهن لا تتوقف عن الزراغيد والأهازيج فواحدة من
الصبايا تحمل طبقا وضعت عليه أدوات المطبخ :
" طنجرتين " من النحاس المُبيّض وثلاثة او أربع صحون من الفخار
وبعض الخواشيق / ملاعق / تلك النادرة والمستهجنة في تلك الأيام
و صبية أخرى تحمل على رأسها
فانوسا معبأ بالزيت وهو مضاء دليل على انه جديد ويعمل !
إما الفرش والأغطية والمساند المنتفخة بالقش فتحملهن النسوة الأقوياء ،
اما النسوة المتقدمات في السن ، فكن يحملن ثياب العروس ،
فهن القديرات ، الخبيرات ، والعاقلات اللواتي يحرصن على نظافة
تلك الألبسة وهن الضمانة لعدم العبث بها من قبل الصبايا
الحالمات أو الحاسدات !
أما الغاية من تلك الجولة فكانت بمثابة تهيئة لجولة ثانية ليلة العرس تكون فيها العروس
في مقدمة المسيرة بلباس العرس وتمر فقط في الأحياء التي كانت قد رحبّت وشاركت في مسيرة الأمس ..
أما الأحياء التي لم تشارك فتقاطع .. وحرّاس العروس من الرجال المكلفون بذلك لن يمرّرّنها فيها ..
فهي لم تقم بالواجب .
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 05 / 2010, 09 : 11 PM   رقم المشاركة : [18]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

[align=justify]
نسي انه العريس
نحن في حيرة وإحباط .. فقائدنا وحبيبنا مدارس يجلس بعيدا عنا وابعد
بكثير من تلك المسافة التي تفصلنا عنه . ما هي إلا بضع أمتارقليلة ولكننا شعرنا باليتم
والحزن بالرغم من هيصة الفرح .. أجلسوه على فرشة صوفية كبيرة قدّمها أبي فرشت على الأرض
في صدر مكان مكشوف محاط بجدار نصف دائري من القصب .. وأعيننا لا تفارق صورة
العريس .. نبتسم له مرة .. ونضحك عليه مرات حين يرانا فيهز رأسها ويبرطم بشفتاه فنعرف
بماذا يرمينا .. وفي إحدى لحظات طيشه نسي انه العريس ،
وقام من مجلسه المهيب ليجري خلفنا وليضربنا كعادته
الأمر الذي اغضب والده كثيرا فعنّفه بدوره بسيل من الشتائم
المختلفة ثم شده من يده وأجلسه في مكانه بعنف ظاهر أمام الناس وقال :
" أنت ما عدت عجّي صغير " تتلاعب العجيان .. فهمت .. إنكب .. أُجعد !"
جلس ولم يتحرك كأنه تمثال .. قاطبا جبينه المتعرق والمطلي " بزيت الشعر "
هذا الزيت – الدارج – كان لونه احمر قاني كثيف ليونته تخف من اثر حرارة الجسم ...
وها هو مدارس قد بدأ يسخن و الزيت يسيل عن شعره الأجعد ويتهادى رويدا
رويدا على جوانب خديه ، وخلف رقبة ، وبدت ياقة قميصه البيضاء تميل شيئا فشيئا نحو الاحمرار .
لقد بدا مدارس وكأنه مذبوح لولا حركات عيناه اللتان كانتا تعملان بشكل دائري ،
وأصابعه العشرة التي تقاتل بعضها البعض بضراوة . يتأفف بين الحين والآخر
ويتبرّم فهو غير معتاد على الجلوس هكذا بلا نزاع فبدا قلقا شارد الذهن وربما ملّ الانتظار .
والده قد لاحظ عليه الاضطراب فأراد إرضاءه . أخرج من جيبه كيسا صغيرا
وفك عقدته وأخرج منه دفترا صغيرا أوراقه رقية جدا ونزع منه ورقة ووضعها
في يده اليسرى بين الإبهام والشاهد ثم وضع بعضا من خيوط التبغ فيها وهندمها
جيدا وبدأ بلفها بعناية زائدة ثم بلل أطرافها بشفتيه وقام بلصقها وتهذيبها من طرفيها
وأزال بعض الشوائب منها حتى بدت كسجائر المصنع في شكلها وأناقتها وقدمها للعريس
في حركة لتلفت أنظار الحاضرين حتى يُفهمهم أن ولده يستطيع التدخين كالرجال ..
ولكن مدارس رفض بشدة في أول الأمر بالرغم منتكرار الأمر الصادر له بالتنفيذ !
ولما أصر على ذلك أحس ابو مدارس بالإهانة ... فلطمه على خده لطمة زادت من إحولال عيناه
وجعلته يغضب ثم تناول السيجارة و أشعلها واخذ " يمجها " ويستنشقها ويسحب منها أنفاسا عميقة
متتالية دون توقف وبتمتع ظاهر ، وهو يبتسم ابتسامة تدل على رضاه فتأثر الوالد
وشعر بالفخر ، وهمس للبعض بأن ينتبهوا لمدارس كيف أشعل سيجارته الأولى بحرفية عالية ،
وكيف يسحب دخانها إلى جوفه بسلاسة ودون سُعال!
ولم يكن يدري بأن إحدى مهامنا الأساسية في " عصابة ابنه " أن كنا نجمع له سباريس / أعقاب /
السجائر من الطرقات منذ سنوات فيعيد تأصيلها وإعادة لفها وتدخينها أحسن من أبيه وأسرع .
الرفاق يتساءلون بحيرة وارتباك :
" ترى ماذا سيفعل مدارس هذه الليلة ، وكيف سيتزوج ؟!
صحيح انه عمل على رفع وعينا تجاه الجنس الآخر .. وصحيج انه من أطلق فينا تلك الغريزة
الطبيعية وحتى قبل " بلوغنا الحلم " وصحيح انه كان يصف لنا ما لا يوصف في جسد الأنثى ،
ويرسم صورتها فوق رمال البحر .. ويصنعها تمثالا نحضنه ... و يحفر شكلها على جذوع أشجار الموز
الضخمة وبعض التفاصيل ..! وكنا نقلده في كل ما كان يفعل وأكثر.. كل ذلك صحيح .
ولكننا في تلك الليلة كنا في حيرة شديدة ونتساءل : هل يعني ، ان الزواج سوف يُغنيه عن ممارسة
أشياء نمارسها .. وهل باستطاعته القيام " بواجبه " بسهولة ومن علمه ذلك يا ترى ؟!
كنا نسمع أشياء كثيرة عما يجري تلك الليلة .. أهمها أن الرجل يجب أن يكون مستعدا وقويا
قويا جدا .. وإلا فإنه يفقد صفة الرجولة ويلحق به العار ..!
اقتربت نهاية العرس وتداع أفراد العصابة الى اجتماع عاجل فنحن قلقون ..
ليس شكا في رجولة مدارس إنما لعدم قدرتنا على معرفة ما سيجري خلف جدران هذا البيت الهش .
- ولم الغدّ " قال أحدنا ثم أكمل :
" سوف نراقبه ونتلصص عليه من خلال شقوق الخيمة " !
وحتى لو كلفنا الأمر غاليا ..
ولو عوقبنا بشدة .. فالأمر يستحق أن نَضرب ولو فقدنا بعض الدماء .
[/align]
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 05 / 2010, 39 : 12 AM   رقم المشاركة : [19]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي
[align=justify]

اقتربت نهاية العرس وتداع أفراد العصابة الى اجتماع عاجل فنحن قلقون ..
ليس شكا في رجولة مدارس إنما لعدم قدرتنا على معرفة ما سيجري خلف جدران هذا البيت الهش .
- ولم الغدّ " قال أحدنا ثم أكمل :
" سوف نراقبه ونتلصص عليه من خلال شقوق الخيمة " !
وحتى لو كلفنا الأمر غاليا ..
ولو عوقبنا بشدة .. فالأمر يستحق أن نَضرب ولو فقدنا بعض الدماء .
[/align]

أستاذ رأفت.. يبدو أنك كنت شقي جداً في طفولتك.
محاولة شقية تستحق المجازفة.
بدك الصراحة.. أنا جالس أتخيل مدارس شو بدو يسوي فيكم لما يكشفكم..هههههههههه.
Good luck
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 05 / 2010, 16 : 07 PM   رقم المشاركة : [20]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم


........................... الاختبار ............................

كنا نعتقد أننا وحدنا من سوف يتلصص على العروسان
ولم نكن نعلم ، إن الأم والخالة والعمة والجدة والجارة من أهل مدارس كانوا
في الجوار ويقابلهم عدد أقل من جانب العروس
إضافة إلى بعض النسوة من الجيران والأقارب الأبعدون ..
جميعهم في ترقب وشغف و قلق ؛ إنه عُرس ، وليلة دخلة.
وتاريخ من العادات والتقاليد جعلتهم جميعا " متلصصين "
وبصورة شرعية .. فلماذا إذن نحن خائفون .. ألأننا اقتربنا من خيمة
العرسان ونريد الاستفادة من دروس مدارس العملية قائدنا ومرشدنا المحبوب ..؟!
وها هي ساعة الحسم قد اقتربت والوقت أصبح متأخرا ؛ وان على مدارس ،
انجاز مهمته بسرعة ، وبكفاءة كما لقنوه ،فالجميع بانتظار نتيجة امتحانه هذه الليلة :
فحولته. " وسلامة " البنت كانا على المحك !
- " لا تسوّد وجهنا يا بوي .. خلك زلمه هه ، طوّح دمها إن عاندت " !
توجه مدارس مزفوفا نحو الخيمة يحيط به بعض الرجال المبتسمين المهللين
القابضين على كتفاه وكأنه ثور سينكز ويهتاج بعد أن يوسعوه ضربا حتى لا يتراجع أو يجبن..
ثم دفعوه نحو الباب بقوة فدخل دون تردد ترافقه أصوات التكبير والصلوات على محمد ..
حاولنا الاختباء والتسلل ، ولكن فوجئنا بمن يحرس الخيمة وما استطاع القبض على أحد
منا والأهم ، انه لم يعرفنا وسط الظلمة فأرسل خلفنا وابلا من الحجارة أعدنا بعدها التموضع
في غير مكان في محاولة جديدة لنواكب الحدث .. ولكننا لم نمكث طويلا كما توقعنا ؛
بضع دقائق قليلة كان فيها جميع المنتظرين المتلصصين في حال متوتر ، والصمت سيد المكان ،
وهم في جيئة وذهاب وفجأة ، سمعنا صوت صراخ طفلة .. عرفناها من صوتها .. فما بالها تبكي
وبالأمس كانت تلعب مع الأطفال بفرح وضحكاتها البريئة تملئ المكان ؟!
خرج مدارس من الخيمة مترنحا تعلو وجهه تعابير إجرامية بعد سماعه صوت أبيه يأمره
فورا بالخروج إن أنجز المهمة ..! ولكن الذي أخرجه منها تاريخ طقوس وتقاليد
ليفهم جميع الذين حضروا حفلة " إضفاء الشرعية " على الغصب ، انه قد أنجز مهمته
بنجاح باهر وبزمن قياسي . لقد نجح في امتحان صعب في بضع دقائق ..
ولم ينجح في ما هو أهون في أربع سنوات رسب في صفه بشكل متوالي ... !
:
لم نعرف أو نفهم ما كان يجري، لكننا أحسسنا بالغربة عنه قليلا وشعرنا ببعض الإحباط
عندما شاهدنا والدة العروس تدخل الخيمة وتخرج منها والدة العريس .. وما هي إلا لحظات
حتى دب فينا الخوف فجأة وتفرقنا في كل اتجاه ولكن سرعان ما عرفنا إنها صوت زغاريد
ارتفعت من جديد ، وإحداهن تحمل بيدها منديلا تمرره أمام أعين الحاضرين والحاضرات
فيرفعن بدورهن مزيدا من الزغاريد إلى العلا .. !
أما الرجال فكانوا يشدون على أيدي مدارس ويقبلونه بحرارة وتساءلنا ونحن نغادر :
هل قام بتحرير فلسطين ..!
لكني لا أخفيكم أن مدارس قد ميزني في اليوم التالي ونحن نلعب..
لقد أخبرني ببعض التفاصيل ...!
أما أنا ، فسوف أسدل الستارة على تلك الأسرار ، لأنه كان قد أمنني ألا أبوح بذلك
مهما صار ولن افعل ؛ لكني أخبركم ، انه ما زال حيا ، ضريرا لا يرى ، فالعمر الذي أفناه
بمهنته " حمالا " قد أقعده على رصيف الشارع وحيدا .. أجالسه أحيانا ،
وأربت على كتفه بين وقت وآخر .. فثقل الأيام المرة ، قد حوّلت من قامته الضخمة
إلى نصف رجل مُتعب ، يمشي حافي القدمين ، يتوكأ على عكاز اعوج ، ولكنه عندما يكسر صمته يسألني بمرارة:
- " متى يا رفيقي نحرق مع أمتعتنا كل القهر الظلم ونعود إلى ارض الوطن ..؟! "
لقد طال الزمن يا صديقي والعمر مضى .
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحلم, رأفت العزي, واقع يلفه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة مَثَلْ - كل مثل حلفه قصة- ملف يعنى بتوثيق الأمثال الشعبية وحكاياتها هدى نورالدين الخطيب أقوال وحكم عربية 7 26 / 01 / 2020 29 : 06 AM
واقع عبد الله راتب نفاخ الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 12 / 01 / 2014 54 : 02 PM
التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي هدى نورالدين الخطيب قاعة الندوات والمحاضرات 42 22 / 12 / 2013 29 : 11 PM
رحل طلعت سقيرق ناثرا خلفه ياسمين قصائده وعبق الكرمل بقلم أحمد صالح سلوم ميساء البشيتي كتبوا عني 0 25 / 01 / 2012 35 : 02 PM
موضوع للنقاش (( استهداف المسيحيين من الذي يقف خلفه ؟!)) هدى نورالدين الخطيب القضايا الوطنية الملحّة 18 24 / 01 / 2011 15 : 11 AM


الساعة الآن 20 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|