شكرا للأستادة هدى على طرح هذا الموضوع الهام ... والشكر كذلك للدكتورة رجاء على إعادته إلى الواجهة ...
في اعتقادي أنه .. من لايقرأ لايكتب
وبخصوص من يحب أن يقرأ له ولايشارك الآخرين ربما نوع من الغرور أو الأنانية المفرطة و الاحساس بالتميز والتوفوق وهو أمر طبيعي ينتاب كثيرا من الناس لكن إذا زاد عن حده ينقلب إلى مرض ..
وهذا ذكرني بالراوي حين حين قال:
فلمّا سحرَنا بآياتِه. وحسرَنا ببُعْدِ غاياتِه. مدحْناهُ حتى استَعْفى. ومنحْناهُ إلى أنِ استَكْفى. ثمّ شمّرَ ثيابَهُ. وازدَفَرَ جِرابَهُ. ونهضَ يُنشِدُ:
للـهِ دَرُّ عِـصـابَةٍ *** صُدُقِ المَقالِ مَقاوِلا
فاقوا الأنامَ فضـائِلاً *** مأثورَةً وفواضِـلا
حاورْتُهم فوجَدتُ سحْـ *** باناً لديْهِـمْ بـاقِـلا
وحللْتُ فيهِمْ سـائِلاً *** فلَقيتُ جوداً سـائِلا
أقسَمْتُ لوْ كان الكِرا *** مُ حياً لكانوا وابِـلا
لَعمْري لقدْ خفّفْتَ عني. واستوْجَبْتَ الحُسْنى مني. فهاكَ نصيحةً هيَ منْ نفائِسِ النّصائحِ. ومغارِسِ المصالِحِ. وأنشدَ:
إذا ما حوَيْتَ جنـى نـخـلَةٍ *** فلا تقْرُبَنْهـا إلـى قـابِـلِ
وإمّا سقَطْتَ عـلـى بـيْدَرٍ *** فحوْصِلْ من السُنبلِ الحاصِلِ
ولا تلبَثَنّ إذا مـا لـقَـطْـتَ *** فتَنشَبَ في كفّةِ الـحـابِـلِ
ولا توغِلَنّ إذا ما سـبـحْـتَ *** فإنّ السّلامةَ في السـاحِـلِ
وخاطبْ بهاتِ وجاوِبْ بسوْفَ *** وبِعْ آجِلاً منكَ بالـعـاجـلِ
ولا تُكثِرَنّ علـى صـاحـبٍ *** فما ملّ قطُّ سوى الواصِـلِ
ثم قال: اخزُنْها في تأمورِكَ. واقْتَدِ به في أمورِكَ. وبادِرْ إلى صحْبِكَ. في كِلاءةِ ربّكَ. فإذا بلَغْتَهُمْ فأبْلِغْهُمْ تحيّتي. واتْلُ عليْهِمْ وصيّتي. وقُلْ لهُمْ عنّي: إنّ السهَرَ في الخُرافاتِ. لَمِنْ أعظمِ الآفاتِ.
. قال الراوي: فلمّا وقفْنا على فحْوى شِعرِهِ. واطّلَعْنا على نُكْرِهِ ومكرِهِ. تلاوَمْنا على ترْكِهِ. والاغتِرارِ بإفْكِهِ. ثمّ تفرّقْنا بوجوهٍ باسِرَةٍ. وصفقَةٍ خاسِرةٍ.
ولكما جزيل الشكر والتقدير