[frame="13 98"]
أقدم هذه الحلقة المفرغة ، لأسرة الشاعر الغالي طلعت سقيرق ، و لأسرة نور الأدب ، و لأصدقاء و محبي هذا الشاعر العظيم ... فتحي صالح
ضمن البرنامج الأسبوعي ( حق العودة ) الذي يرعاه تجمع العودة الفلسطينية ( واجب )
و من إعداد الباحث و الإعلامي ماهر شاويش
إذاعة القدس تقدم : حلقة خاصة بمناسبة أربعينية الشاعر طلعت سقيرق
مقدمة البرنامج الإعلامية سحر جبريل ( يافا )
ضيوف الحلقة :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- الإعلامي نعيم ابراهيم
- على الهاتف الشاعرة غادة فطوم
--------------------------------------------------------------
الإعلامية يافا :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أهلاً بكم أعزائي المستمعين
خسرت ساحتنا الفلسطينية علماً من أعلام الفكر و الأدب ، من الصعب أن نعوضه ، إنه الأديب و الشاعر طلعت سقيرق الذي أصبح في ذمة الله .. و كان لنا الشرف في هذا البرنامج أن استضفناه أكثر من مرة ربما كان آخرها بمناسبة تأبين الشاعر الكبير يوسف الخطيب حيث كان في مقدمة مؤبنيه ، و تحدث عنه بحميمية ربما دلالاتها الآن تفسر كأنه كان يقول له : بأن هذا الزمان لا يتسع لأصحاب النهج الواضح و الكلمة الصارخة ، لا يتسع لنا جميعاً ، لا يتسع لنا و لهؤلاء الذين ارتضوا بالذل موطناً و للقضية تشرذماً ..
ها هو الحاضر بننا الآن رغم غيابه إنه الأديب طلعت سقيرق و حلقة خاصة عنه في أربعينية تأبينه ...
معي داخل الاستديو أعزائي المستمعين ضيوف هذه الحلقة :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- و الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- و الإعلامي نعيم ابراهيم
أهلا بكم ضيوفي الأعزاء في حلقة اليوم من برنامج حق العودة ....
بداية أبدأ حديثي معك الصحفي و الباحث وسام الباش .. هذه الشخصية ، شخصية الشاعر و الأديب طلعت سقيرق بفقدانه كما ذكرت في مقدمتي فقدنا علماً من أعلام الساحة الفلسطينية
هل هذا له انعكاس على مشهدنا الثقافي ، مشهدنا الأدبي الفلسطيني خاصة في هذا الزمن و كأننا نفقد هذه الأيقونات واحدة تلو الأخرى ؟...
الصحفي و الباحث وسام الباش :
بسم الله الرحمن الرحيم .. بوفاة الشاعر الأستاذ طلعت سقيرق خسارة فادحة للشعب الفلسطيني و الساحة الأدبية و الثقافية الفلسطينية لأن هذا الشاعر يجمع صفات في شخصيته لا تتوافر في كثير من الشعراء الفلسطينيين ، الأخلاق ، اللغة الصلبة ، الموقف المتين , لهذا كان يشكل فارقاً في مسيرة الشعر الفلسطيني في الشتات و حتى في الداخل .. شعراء الداخل كانوا يعتبرونه أبرز شعراء فلسطين في عموم الشتات .. لذلك خسرت الساحة الشعرية و الأدبية الفلسطينية شاعراً مهماً و رائعاً جداً في مسيرته الأخلاقية و اللغوية و الأدبية ..
الإعلامية يافا :
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح ، أيضاً أعيد سؤالي ، ما هي انعكاسات وفاة الشاعر طلعت سقيرق على المشهد الثقافي و الأدبي الفلسطيني ؟ هذا الفراغ من سيولده ؟ عندما فقدنا الشاعر الكبير محمود درويش فقدنا علماً كبيراً و قلنا بأن هذه الخسارة لن يعوضها أحد .. فقدنا الشاعر يوسف الخطيب كذلك الأمر .. هل نحن الآن أمام فقدان هذا الشاعر الذي وافته المنية في ظل هذه الظروف لم يأخذ حقه في الحقيقة في التأبين .. لذا نحن نخصص هذه الحلقة ، مدى تأثير غيابه
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
بداية نترحم على صديقنا الشاعر طلعت سقيرق الذي كانت وفاته مفاجئة للجميع ، ذلك لأنه كان يتمتع بصحة جيدة ، و هو متفائل دائماً ، كثير الضحك و المزاح .. كان يتوقع أن يحيى 113 عاماً ، لدرجة أنني توهمت ذالك .... بفقدانه فقدت الساحة الأدبية الفلسطينية و العربية شاعراً مرموقاً و خاصة أنه كانت له عدة مشاريع شخصية و عامة .. من مشاريعه الشخصية كان يضيف بسخاء إلى إبداعاته و نشاطاته على صعيد الشعر و الكتابة و الدراسة و الكتابة الأدبية و الروائية ... و على الصعيد العام كان واحداً من المشجعين للأدباء و التشكيليين و كان يأخذ بيدهم .. و كان ينفرد بصورة أساسية بشعراء الأرض المحتلة و كان أول من كتب عنهم .. بالإضافة إلى أنه كان صاحب مشاريع متعددة اشتركت معه في عدد منها في مجال التوثيق ، الكتابة و النشر ( الشر الإلكتروني و النشر المطبوع ) و منم المعروف أنه كان لديه دار نشر هي دار المسبار للطباعة و النشر و التوزيع أصدر من خلالها الكثير من الكتب الأدبية لأدباء معروفين و مغمورين و غيرهم ..
الإعلامية يافا :
الزميل الإعلامي نعيم ابراهيم أيضاً أنت كان لك معه علاقات ، و قد أجريت معه أكثر من لقاء .. ما ذا يشكل هذا الغياب بالنسبة للساحة الثقافية الفلسطينية ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
زميلة يافا اسمحي لي بداية أن أترحم على روح فقيدنا الغالي الشاعر الكبير و الأديب المناضل طلعت سقيرق ، و من خلاله على أرواح شهدائنا الأدباء و المناضلين و المجاهدين في كل ساحة من ساحات الوغى على امتداد هذا الوطن العربي الكبير.. الحديث عن الشاعر طلعت سقيرق مهما كان لا يمكن أن يفيه حقه في دقائق معدودات ، و هو انتقص من حقه بين السياسيين الفلسطينيين و العرب بداية فكيف إذا كان هذا الشاعر بحجم الشاعر طلعت سقيرق الذي كانت لنا معه تجربة غنية ..
أنت سألت السؤال الأول و اسمحي لي أن أعقب هنا ماذا خسر الشارع الفلسطيني ؟ الثقافة الفلسطينية ؟ القضية الفلسطينية ؟ برحيل هذا الشاعر .. أقول حقيقة نحن جميعاً خسرنا الكثير بوفاة هذا الشاعر - و إن كان الموت حق على الإنسان – لكن في ظل الظروف التي تعيشها قضيتنا الفلسطينية و أمتنا العربية اليوم ، و في ظل الفوضى و جر الوطن إلى ساحة المنفى البعيد كلياً ، و ساحة الموت البطيء ، أدرك تماماً بأن الشاعر طلعت سقيرق بالنسبة لي و بالنسبة للزملاء و بالنسبة للكثير من الشعراء و الإعلاميين و الأصدقاء كان له ميزات إيجابية عديدة و كثيرة جداً فهو شاعر وكان يحب أن يكنى بهذه الصفة رغم أنه كتب القصة و كتب الرواية و كتب المقال الصحفي ..لكنه كان يحب أن يكنى أو ينادى بالشاعر لحبه للشعر و تحديداً لشعر المقاومة ، لشعر فلسطين ، لشعر القدس ... لذلك أنا أعتب على السياسيين الفلسطينيين لمَ لم يأخذ هذا الشاعر حقه الكافي في التعاطي معه كشاعر و أديب فلسطيني .. و بالتالي هو رحل في ظل هذه الزحمة التي تعيشها المنطقة و الأحداث المتتالية و لم يأخذ نصيبه الكافي في عملية الحديث عنه بشكل واسع في وسائل الإعلام و غيرها .. لكن على كل حال أنا أشكر إذاعة القدس على هذه اللفتة الكريمة ، و يمكن أن نسمي ما يجري في هذه الحلقة حل تأبيني مصغر لهذا الشاعر الراحل الكبير ..
الإعلامية يافا :
إذا أرنا تقييم التجربة الشعرية للغائب الحاضر المرحوم طلعت سقيرق .. الآن الصحفي و الباحث وسام الباش و كما ذكر الزميل نعيم بأنه لم يأخذ حقه ، لكن هذه التجربة الشعرية و كم خلال هذه السيرة الذاتية التي سردتم على الصعيد الشخصي و على الصعيد العام ، لا بد أن هذه التجربة غنية ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
تعقيباً على ما قاله الزميل نعيم الشاعر لم يأخذ حقه بالفعل .. إن الشاعر طلعت سقيرق لم يأخذ حقه أمام السياسيين لسبب واحد ، لأنه لم ينتمي لأي فصيل فلسطيني ، و من المعروف أن الفصيل الفلسطيني يرفع من أدبائه و من مثقفيه و سياسييه و شعرائه ... و لهذا لم يأخذ الشاعر طلعت سقيرق حقه أمام هؤلاء السياسيين ..
الإعلامية يافا :
هل العديد من الشعراء في ساحتنا الفلسطينية كلهم كانت لهم فصائل رافعة ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
معظمهم ( القدامى و المعاصرون ) معظمهم ينتمي إلى فصيل فلسطيني ، و إن لم يكن ينتمي إلي فهو ينتمي إلى إيديولوجيته ...
الإعلامية يافا :
من المفروض أن ينتمي الشاعر إلى فلسطين ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
نعم هو ينتمي إلى فلسطين ، كان يقول لي : ( أنا لا أنتمي إلى أي فصيل فلسطيني ، و أرفض أن أنتمي إلى أي فصيل لأنه يقيدني في موقفي الشعر ي و أنا أنتمي إلى فلسطين فقط ) ...
بالنسبة لتجربة الشعرية .. عندما ننظر إلى أكثر من عشرين ديواناً نوقن بأن هذا الشاعر تجربة كبيرة جداً خاضها في معركته مع اللغة من أجل فلسطين .. أول ديوان كتبه كان عمره ( 19 ) عاماً و كان يقول لي إنه خربشات .. الآن بعد صدور ديوانه ( نقوش على جدران العمر ) ، بعد أكثر من عشرين عاماً على صدور ديوانه الأول يقو بالحرف الواحد : ( هنا علينا أن نقيس المسافة الطويلة من النضج ، المسافة الطويلة جداً من التجربة ، المسافة الطويلة جداً من التجربة ، المسافة الطويلة جداً من التي اكتسبناها في كتابة الشعر ، الشعر في الديوان الأول كان عبارة عن عاطفة تتدفق دون أن يتدخل أي شيء فني ، دون أن تتدخل اليد لكتابة أشياء فنية لتلقى القصيدة بعداً فنياً ، أما الآن فلا بد من أن يتدخل الناقد ، هل هذا يعني إلى أنني أكون إلى جانب القصيدة أمدّ القصيدة ؟ فعلاً أحار أحياناً ، و لكن من حسن حظي أن الناقد دائماً يكون في الخلف ، أي أنه لا يتدخل بشكل مباشر ..) .. كان هناك تدرج في مسيرته الشعرية كتب خربشات كان معظمها تغزل بالأنثى ، صعد من لغته الشعرية كتب لفلسطين ، ثم عاد في نهاية العمر إلى الذاتيات كما في ديوانه ( نقوش على جدران العمر ) ، فالشاعر طلعت سقيرق تجربته الشعرية لم تأخذ حقها أولاً ، و ثانياً بالفعل هو كان يمتلك اللغة ، أحدهم قال لي : إن الشاعر طلعت سقيرق يمسك اللغة في يده و يعجنها حتى يخرجها قصيدة ..
الإعلامية يافا :
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح أنت تحدثت عن الشاعر بأنه كان له العديد من المشاريع الشخصية و العامة و كان يأخذ بيد الشعراء المغمورين و يدفع بهم ، هل هذه السمة هي ما تميزه و يفتقدها الشعراء الكبار ؟؟..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
الشاعر طلعت سقيرق كان يقول بأن الشاعر طفل كبير فلا ينبغي أن ندمر هذه الطفولة ، من هذا المنطلق نستطيع أن نرى علاقة هذا الشاعر بالوسط المحيط ، من خلال الجميع ، كان يحب الجميع ، و له علاقات طيبة مع الجميع ، و كان يدعم الجميع سواء كانوا أصدقاء أم أدباء كبار أو حتى شعراء يحبون امتطاء هذا الطريق ، فكان يدعمهم بشكل كبير ...
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم ، للشاعر كما ذكرت العديد من المناقب بعضها مرئي و معروف من قبل المحيطين ، لكن ما الذي م يتحدث عنه الناس في شخصية هذا الشاعر الكبير طعت سقيرق الذي لم يأخذ حقه في الحياة و أيضاً أنا أقول في الممات ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
أجريت معه العديد من الحوارات و بالفعل في كل حوار كنت آخذ منه شيئاً جديداً على صعيد الأدب ، و على صعيد الثقافة ، و على صعيد الانتماء الوطني الفلسطيني و التمسك بهذا الوطن مهما كانت الظروف و مهما كانت الضغوط و مهما كانت التحديات .. الشاعر طلعت سقيرق إذا أردنا أنن نتحدث عنه فهو موسوعة بكل معنى الكلمة .. كتب كما ذكرنا شعراً و قصة و رواية و مقالاً نقدياً و صحفياً ، إضافة إلى أنه كتب للأطفال ، كتب للقدس و كتب للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها ..
كنت ألاحظ أن هذا الشخص كان يشارك في العديد من الأمسيات الأدبية على مستوى المراكز الثقافية هنا في سوريا و ربما في الوطن العربي أيضاً ، لكن لم أجده كثيراً في المخيمات الفلسطينية و هذه ربما من النقاط السلبية ... و نعود هنا للحديث عن الفصائل ربما لم تدع هذا الشخص ليقوم بدوره على صعيد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين و حتى المؤسسات الثقافية الفلسطينية الموجودة في الساحة الفلسطينية اليوم ، لم تأخذ في نصب أعينها أن تضع هذا الشخص بين الشعراء و الأدباء و المثقفين الذين يمكن أن يغني الشارع الفلسطيني فكراً و ثقافة و شعراً ، و بالتالي تتح له المجال لأن يكون بين أبناء شعبه في المخيمات و التجمعات الفلسطينية ..
الإعلامية يافا :
هل الحضور في المخيم بحاجة إلى إذن فصائلي عادة ؟ هذا دور المؤسسات الثقافية برأيي ، دور المجتمع المحلي ، من يريد أن يطرق باب المخيم و يمنع ؟..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
سؤال وجيه زميلة يافا ، حتى نكون منصفين يجب ، لا نضع اللوم دائماً على الفصائل الفلسطينية و إن كان هناك تقصير في جوانب عديدة ، لكن المؤسسات الثقافية الفلسطينية تقريباً شبه مشلولة إلا ما ندر أو من خلال المناسبات الخاصة بالفصائل أو بالقضية الفلسطينية بشك أو بآخر لم تأت إلى هذا الشاعر أو غيره ممن الشعراء الكثر أو الأدباء الفلسطينيين الذين لم يروا أزقة الحارات و شوارعها و ساحاتها ... و كيف يناقش اللاجئ الفلسطيني و كيف يحاور و كيف يقتنع و كيف يعطي موقفه من هذه القضية أو تلك الإيديولوجيا و الانتماء إلى فلسطين .. الخ .... الشاعر طلعت سقيرق ربما يكون قصر في جوانب كثيرة في هذا الصعيد و أنا تناقشت معه كثيراً ، و قلت له مراراً لم لا نراك حقيقة بين صفوف اللاجئين تتحفهم بما تكتب شعراً و قصة و رواية ، كان يقو لي دائماً : ربما أكون أنا مقصراً و لكن أريد من يدعوني ، أأذهب وحيداً ؟ أفرض نفسي و لا أعرف إن كان في هذا المخيم مركز ثقافي أو منتدى أستطيع من خلاله أن ألتقي مع الآخرين و أتحاور معهم ..
السلبيات من الجميع ، من الفصائل و من الشاعر نفسه ، من المراكز الثقافية ، من المهتمين في مخيماتنا ..هناك العديد من المثقفين المتعلمين لم يبحثوا عن هؤلاء الشعراء أمثال طلعت سقيرق و غيره دائماً كنا نركض وراء الأسماء اللامعة مثل محمود درويش ، سميح القاسم يأتي أينما كان نجد الجموع تذهب و إن كان موسمياً .. لكن أمثال طلعت سقيرق و غيره ربما كان يعتقد البعض أن هذا الشاعر غير معروف ، لم يصل إلى مرتبة الشعراء أمثال محمود درويش أو غيره لكن نحن نقول : لا ، من تابع سيرة حياة و إبداع هذا الشاعر يدرك تماماً أنه شاعر كبير ، أديب كبير ، هو قصر بحق نفسه ؟ ، نعم ، و نحن قصرنا بحقه و الآخرون قصروا بحقه على كافة الصعد ..
الإعلامية يافا :
أسأل على صعيد بيت فلسطين للشعر ، الباحث وشام الباش ما الذي كان يشكله الشاعر طلعت سقيرق في بيت فلسطين للشعر على أنها المؤسسة الثقافية التي تهتم بالشعر بالشعراء بالمثقفين .. و على أنه شخصية أدبية شمولية مكسب لهكذا مؤسسة ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
الشاعر طلعت سقيرق أنا أعتبره من الشعراء الشباب ، كان قريباً من القلب يتحدث الطفل معه فيجاوبه ، يتحدث الشاب معه فيجاوبه ، يتحدث معه الكبير في السن فيجاوبه ... كنا على يقين أن من يطرق باب هذا الشاعر سيلبيه .. فعندما انطلق بيت فلسطين للشعر عام 2009 ، و ضعنا أجندة لحوارات و لقاءات مع الشعراء الفلسطينيين على الساحة الفلسطينية و كان على رأسهم الشاعر طلعت سقيرق ... و بالفعل أجرينا أول حوار في نافذة حوارات معه و كان حواراً طويلاً نشرناه كاملاً ..
الإعلامية يافا :
ماذا كانت معاناته من خلال هذه الحوارات في بيت فلسطين للشعر على الصعيد الذاتي و على الصعيد العام ؟ .
الصحفي و الباحث وسام الباش :
أول هموم كان يتحدث عنها شكواه من الساحة الأدبية الفلسطينية ، و من المؤسسات الفلسطينية ..
الإعلامية يافا :
لأنها لم تعطه حقه ؟..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
حقه و حق غيره ، لذلك كان على عتب ، بالرغم من أنه كان معطاء كل يوم لديه جديد ، كانت حياته تتجسد بالشعر ، تتجسد في القصيدة ..كان يشدد على موضوعة الشعراء الشباب كان يقول : ( يا أخي إحنا كبرنا ، خذوا بأيدي الشعراء الشباب هم مستقبل الشعب الفلسطيني ، يشكلون اللبنة الأساسية ...) .. نحن بدأنا في بيت فلسطين للشعر ، و خصصنا بعد حوارنا مع الأستاذ طلعت سقيرق نافذة للشعراء الشباب برغبة منه ، و بالفعل أخذت هذه النافذة تتمدد تنتشر ، و صار الشعراء الشباب يكتبون فيها و يشاركون فيها حتى أن مهرجاناً شعرياً أقامه بيت فلسطين للشعر للشعراء الشباب استناداً إلى رؤية الشاعر طلعت سقيرق ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
ربما ما جرى في الساحة الفلسطينية من تحولات في العقدين الأخيرين منذ اتفاقا أوسلو حتى الآن ، لا حظنا كثيراً من الكتاب و الأدباء لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة حق .. التراجع بشكل عام كل ذلك أدى إلى تراجع الحالة الثقافية و الحالة السياسية و الحالة العامة ربما من الأسباب التي كان يعاني منها الشاعر المرحوم طلعت سقيرق ، كان يقول : ( أين هم كتاب شعر المقاومة ؟ أين هم كتاب أدب المقاومة ؟ لماذا هذا التراجع ؟ لماذا هذا الانحسار ؟ لماذا نلاحظ أعداداً كبيرة مع الأسف من الكتاب و الأدباء و الشعراء ينافقون من امتطوا صهوة اتفاقات أوسلو و غيرها ، و اتفاقات السلام كما تسمى و المفاوضات مع العدو الصهيوني .. هناك الكتاب المأجورين الذين يكتبون لصالح هذه الفئة أو تلك و بالتالي أقلامهم ربما تأخذ تسعيرات متعددة في هذا السياق و من هذا المنطلق كانت معاناة هذا الأديب ..
الإعلامية يافا :
هل كانت هذه المقولة ( أعطني قلماً أعطك حزباً ) مقلوبة لديه ؟؟
الإعلامي نعيم ابراهيم :
بالطبع أكيد .. لذلك في كل لقاء معه إن لم يكن للنشر ، أي حوار بين شخصين من أبناء هذه القضية كما تحدث زميلي يقول : بقينا وحيدين في الساحة الفلسطينية نحن كتاب المقاومة الحقيقيين ..
الإعلامية يافا :
حالة أوسلو كانت عملية فرز ، فصاحب القلم النظيف لا يمكن أن ينجر إلى ( و هذا ذكرته في مقدمتي ) من رضي للذل موطناً و لقضية تشرذماً ، بطبيعة الحال أصحاب الأقلام الملتزمة هم من الفقراء دائماً ، من الذين لا يجدون قوت يومهم ، و هذا للأسف أن نقوله لكن هذا حالنا ، يوجد نهج يغذى بالمال و بالدعم السياسي ، و المال هو عجلة الحياة لذلك هو الذي ينهض به ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
هناك سطرين أحب أن أقتبسهما من كلام الأستاذ المرحوم طلعت ، يقول : ( الانقسام سبب قلة الأدب المقاوم ممن يكتبون الأدب المقاوم ، و من يكتبون الأدب المقاوم مازالوا كما هم لم يتغيروا ، و أنا كأديب فلسطيني أؤمن بأن فلسطين من الشمال إلى الجنوب أؤمن بفلسطين كاملة ، أؤمن بأني يجب أن أعود إلى بيتي أؤمن بأن النافذة التي كانت تطل منها والتي سأنظر منها ، أؤمن بأن الشارع الذي كان يمشي فيه والدي يجب أن أمشي فيه ، ) .. هذا مقاومة ، هكذا كان نفس الشاعر ..
الإعلامية يافا :
هذا الاتهام بأن انقسام الساحة الفلسطينية هو قلة أدب ، اعتبرها الشاعر طلعت سقيرق ..
الكاتب و الصحفي فتحي صالح ، صور خاصة عن الشاعر نشرت في بيت فلسطين للشعر ، لما انفرد بيت فلسطين في هذا الأمر لطالما يقال بأن هناك تقصير من المؤسسات في ترويج هذه الشخصية الأدبية الكبيرة ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
بيت فلسطين للشعر كان من أولى المؤسسات الثقافية التي اعتنت و اهتمت بالشأن الأدبي الفلسطيني بشكل متميز و حقيقي ، و كان الشاعر طلعت سقيرق من أوائل الذين ساهموا فيه ، لذلك انفرد بيت فلسطين للشعر بنشر مجموعة من الصور الخاصة بالشاعر طلعت إكراماً له و حباً به كشاعر مبدع انفرد بإبداعات جلى أهمها برأيي قصيدته المدورة التي كان نموذجا ( القصيدة الصوفية ) و هي عبارة عن بيت واحد يمتد مقطعاً كاملاً ، مقطعين أو ثلاثة يمكن أن تشكل ديواناً كاملاً .. في مشروع لبيت فلسطين للشعر لتكريم الشعراء الفلسطينيين طلب مني كفنان أن أرسم صوراً لمجموعة من الشعراء و كان من بينهم الشاعر طلعت سقيرق طبعاً ، و بالمناسبة يمكن القول : إن صداقتي بطلعت سقيرق أفرزت العديد من الصور التي رسمتها له ، رسمت له أكثر من خمسة عشرة صورة شخصية ، بعض هذه الصور أرسلتها لبيت فلسطين للشعر و حملت في موقعه ..
الإعلامية يافا :
اسمحوا لي ضيوفي الكرام أن أتواصل مع الشاعرة غادة فطوم عبر الهاتف و هي صديقة للراحل طلعت سقيرق .. أهلاً بك الشاعرة غادة فطوم في برنامج حق العودة .. نحن اليوم في أربعينية الشاعر طلعت سقيرق هل لك أن تحدثينا عن هذه الصداقة و هذه الزمالة التي تلازمتم بها لفترة طويلة ، عن هذه الشخصية التي فقدتها الساحة الأدبية و الساحة الفكرية ..
الشاعرة غادة فطوم :
تقولين أربعينية و أنا حتى الآن لا أصدق أنه مر أربعين يوماً على وفاته رحمه الله الشاعر طلعت سقيرق الذي كان أباً و كان أخاً ، و كان صديقاً كنا نشعر أنا و صديقاتي من الشاعرات بأن الشاعر طلعت سقيرق شكل منا أسرة بك محبة و كل صدق .. كنا نشعر بأنه حين نخطئ كان ينبهنا ، و حين نبدع يحفزنا ..لا أدري ماذا أقول الشاعر طلعت سقيرق إنسان بكل معنى الكلمة ، شاعر حمل حب قضيته التي كانت شغله الشاغل ، و زاد حبي لفلسطين من خلال هذا الشاعر ، و أنا التي أعرف بأن فلسطين كانت مغتصبة و كنت أتمنى أن أكون من الفلسطينيين الذين يقاومون و يقومون بعمليات فدائية ، هو كان يقول لي أنت تستطيعين أن تكوني ما تريدين من خلال ما تكتبينه .. في الحقيقة هو الذي أخذ بيدي كثيراً و ساعدني .. منذ عشر سنوات قال لي أنت لماذا تخافين ؟ كل كلمة يقولها أي شخص هي إبداع لأنها نابعة من ذاته و نابعة من وجدانه و هي نزيف روحه .. لذلك لا أستطيع أن أنسى ما قدمه لأسرة الشعر التي شكلها المرحوم طلعت سقيرق ..
الإعلامية يافا :
برأيك الشاعرة غادة فطوم عملية الاحتواء التي تحدثت عنها خاصة لك و للعديد من الشاعرات و الشعراء ما مدى تأثيرها على الأقلام الواعدة ؟ على المستقبل الشعري في الساحة الثقافية
الشاعرة غادة فطوم :
التأثير يكون حين نعمل بجد و نحاول أن نشكل جمعية شعر صغيرة ، لقاءات كل فترة ، في الحقيقة تحدثتم عن بيت فلسطين للشعر ، و مخيمات اللاجئين ، لكن أجد هنا فجوة كبيرة بين مثقفي فلسطين ، هذه الفجوة لا أدري ما سببها ..
الإعلامية يافا :
هل المقصود بين مثقف و مثقف ؟
الشاعرة غادة فطوم :
الفجوة بين الثقافة الفلسطينية بشكل عام الثقافة التي يجب أن تعمم على الوطن العربي ، أن تكون إعلامياً منتشرة ، لأنها هي نزيف ، نزيف كل شخص فلسطيني ، نزيف كل طفل فلسطيني ، نزيف كل شاعر فلسطيني ..
الإعلامية يافا :
أرجو توضيح فكرة الفجوة ، هذه الفجوة بين من و من ؟
الشاعرة غادة فطوم :
مثلاً الشاعر طلعت سقيرق ، مخيمات اللاجئين لا تقوم بأمسية له ..
الإعلامية يافا :
لنقل ما بين المثقف و الشارع ..
الشاعرة غادة فطوم :
نعم و أعتقد أن ما كتبه الشاعر طلعت سقيرق عن القضية الفلسطينية يوازي و يساوي الشاعر محمود درويش ، سميح القاسم من شعراء فلسطين يأتون إلى سوريا و يقيمون أمسيات و نشاطات ، مع ذلك الشاعر طلعت سقيرق كان مغيباً عن هذه الساحة ، هذا الغياب أعتقد أن المؤسسة الثقافية الفلسطينية خسرت هكذا إنسان ، خسرت هكذا شاعر ..
الإعلامية يافا :
أكثر ما كان محبب لك من شخصية هذا الشاعر الكبير
الشاعرة غادة فطوم :
في الحقيقة صدق هذا الشاعر ، الطيبة ، تجدينه في كل تصرف يتصرفه هو شاعر ، هو أيقونة ، أنا لا أستطيع أن أسميه سوى أيقونة ، يحتوي الجميع ، يحافظ على صداقة الجميع ، يمكن أن أصفه بـ ( راهب ) يمكن أن أصفه بـ ( صادق ) بكل معنى الكلمة صادق مع أصدقائه ، صادق مع أسرته ، صادق مع عمله ..
الإعلامية يافا :
يعني نسجل لهذا الشاعر أنك أحببت قضية فلسطين من خلاله و عبره ؟ ..
الشاعرة غادة فطوم :
طبعاً من خلاله و من خلال آخرين ..
الإعلامية يافا :
لكن لنقل هو اللبنة الأولى التي أخذت بيدكم كشعراء ؟
الشاعرة غادة فطوم :
أعتقد كما قلتم صاحب القلم النظيف لا يمكن لأدبه و نزيفه أن يسير مع الذل ، بل يرفضه و يسعى للفظه .. أعتقد هذا موقف كبير للمرحوم طلعت سقيرق لا يساير الحكام أو السياسة ، و هو يساير فقط ما تجول به نفسه ، لا يمكن أن يكون تحت سلطة حاكم في الشعر ...
الإعلامية يافا :
ربما لهذا السبب هو فضل الرحيل على البقاء ، فهذا الزمن صعب أن يحتوي هكذا شخصيات .. أشكرك الشاعرة غادة فطوم ..
بالإضافة إلى ما تحدثتم به جميعاً عن شخصية الشاعر طلعت سقيرق كانت هناك سلبية من عوامل الخارج ، و كانت هناك سلبية أيضاً من ذاته في عدم المشاركة ، عدم النزول إلى المخيمات .. إلى آخر ذلك .. أيضاً هذا الشاعر كان يرفض المشاركة في المسابقات الشعرية ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
في حواري معه سألته عن موقفه من المسابقات الشعرية ، كان موقفاً سلبياً ، و يرد على سؤالي بقول : ( أنا لا أؤمن بهذه المسابقات و هي عبارة عن لعبة كبيرة تقضي على الشعر و لنقل إنها تنهي الشعر كما تنهي الأغنية ، تنهي كل ما هو جميل ، كما أنهت الأدب على التلفزة .. يقولون هذا أمير الشعراء ، يقولون هذا ملك الشعراء ، إذا كان فلان هذه السنة ملك الشعراء فمن يكون السنة المقبلة ؟ ) .. فلذلك كان له موقفاً سلبياً ، كان يظنها عبارة عن تجارة لا أكثر ..
الإعلامية يافا :
أليست هذه المسابقات هي حافز لاستيلاد أقلام ، و استيلاد إبداعات .. الخ ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
هذا هو موقفه ، بالنسبة لي لا ، المسابقات الشعرية على التلفزة العربية شجعت الشعراء الشباب لكتابة الشعر ، فهناك من الشعراء لديه موهبة بسيطة ، عندما شارك في مسابقة أخرج من ذاته ومن داخله كل ما تجيش به نفسه فكتب شعراً جميلاً ، هذا هو موقفه من المسابقات الشعرية و هو موقف لا أشاطره إياه ..
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم أنت ذكرت إنه عبارة عن شخصية شمولية ، و الكثير يجهل هذا الجانب من مسيرة حياة الشاعر طلعت سقيرق ، كتب أيضاً في الدراسات الإسلامية و الأدبية بالإضافة إلى القصة .. تحدثنا عن هذا الجانب ، و كيف تقيم أنت هذه التجربة من خلال تعاطيك معه ، و أيضاً إبقاء هذه الجوانب مغمورة في حياته ..
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة سؤال كبير يحتاج إلى إنسان ذو قامة كبيرة للإجابة عليه ، و بالتالي لست ناقداً و لكنني مما قرأت و مما اطلعت من خلال لقاءاتي و حواراتي مع هذا الزميل الكبير أستطيع أن أقول : ربما هو كما ذكرت يحبذ أن يكنى بالشاعر ، كانت له هناك الكثير من الكتابات الجميلة الإبداعية له في الدراسات الإسلامية و الدراسات التي تتناول شؤون المقاومة و القضية الفلسطينية كالقصة و الرواية .. لم يقصر حقيقة ، ربما لم نقرأ له الكثير في هذا الجانب أنا و غيري من الأشخاص المتابعين .. أنا كإعلامي كنت كلما أريد أن أجري معه حواراً ، أذهب إلى بعض ما كتب ، و بعض ما نشر ، أحاول أن ألم مما كتب من هنا و هناك بعض الأفكار أو بعض الأقاويل أو بعض الجمل ... لكن حقيقة أنا أدعو في هذا الصدد لأن يتم نبش هذا التراث الذي تركه الراحل الكبير على الصعد التي ذكرتها زميلة يافا .. حقيقة هناك كثير من الدراسات ينبغي أن تأخذ حقها إلى النقد الصحيح ، و بالتالي إلى النشر الصحيح ، و بالتالي أن تأخذ طريقها إلى القراء في الشارع الفلسطيني و العربي حتى على الصعيد العالمي ..
في هذا السياق لا يمكن إلا أن نقول كلمة حق في هذا الشخص و هي أننا جميعاً ينبغي أن نقوم بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بنبش هذا التراث و كتابته حتى نستطيع أن نفيه حقه يعني ، رواياته ، كتاباته الصحفية ، مقالاته دراساته ، قصصه ، كل ذلك أغنى الساحة الفلسطينية الأدبية و الثقافية و بالتالي يجب الاستفادة منها ، و بالتالي يطلع هذا الجيل و الأجيال القادمة على ما كتب حتى نستطيع أن نقول بأن هذا الشاعر كان ذات يوم موجوداً هنا و قد أبدع في هذا السياق و في ذلك السياق ...
الإعلامية يافا :
الأستاذ فتحي صالح قبل دخولنا إلى الأستديو حدثتني أن عن مشاريع كنتم تنوون إنجازها مع الشاعر طلعت سقيرق هل يمكن أن يطلع المستمعون على بعض منها ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
ربطتني بالشاعر طلعت سقيرق صداقة من نوع خاص ، صداقة مثالية ، هو أديب و شاعر ، و أنا فنان تشكيلي .. فكانت لنا مشاريع مشتركة في هذا الجانب أهمها ديوانه المفتوح زمنياً / ومضات / و هو على شكل بطاقات تضم كل بطاقة قصيدة له ، و لوحة لي ، و هذا الديوان هو الأول من نوعه في العالم أخذ شهرة و انتشر انتشاراً واسعاً ، صدر من هذا الديوان خمس مجموعات ، و كنا نحضر لمجموعة سادسة استئنافاً للمشروع ، بالإضافة لذلك كانت لدينا مشاريع أخرى مشتركة منها مشروع لأفلام توثيقية تتحدث عن المبدعين العرب في الأدب و الفن التشكيلي تصدر عن مرسم الفنان فحي صالح للإبداع التشكيلي و الأدبي و دار المسبار للطباعة و النشر و التوزيع التي هو صاحبها ، و كنا نبحث في صيغة لدمج المرسم و الدار ، و كنا سنمنح شهادات تقدير للمبدعين في الأدب و التشكيل صادرة عن هذه المؤسسة المشتركة ..
رحمه الله الآن ستمنح الشهادات عن طريق المرسم و ستكون أول شهادة هي للمبدع الراحل طلعت سقيرق ..
و أنا يحز في نفسي أنه غادرنا قبل أن أوفي بوعد له و هو أن أنجز عنه فيلماً ظناً بأنني أمتلك الوقت ..
الإعلامية يافا :
هل تعطل هذا المشروع طالما أنك تمتلك الكثير من الوثائق التي قد تكون نواة لهكذا فيلم أستاذ فتحي صالح الفنان ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
هو بالتأكيد لن يتعطل هذا المشروع ، لكن ربما تتغير الصيغة .. كان من المقرر أن نصوره و هو يلقي بعض الشعر ، بالإضافة إلى السيناريو المعد .. الآن سوف يتغير السيناريو و ستتغير بعض الأمور ، إلا أن المشروع بكل تأكيد باق و سينجز بإذن شاء الله ...
الإعلامية يافا :
و بالنسبة للأفلام التوثيقية عن المبدعين العرب كنتم تفكرون معاً أن ينطلق هذا المشروع ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
نعم كنا نفكر في هذا المشروع ، طبعاً أنجزت في هذا المجال عدة أفلام عن فنانين تشكيليين ، و شاركني الأستاذ طلعت في أن نبدأ بصيغة مشتركة بدمج دار المسبار مع المرسم و ننتج أفلاماً أكثر توسعاً تشمل الأدباء بالإضافة إلى التشكيليين .. لكن كان ينقصنا بعض المعدات لذلك تأخر قليلاً .. و للأسف هذا التأخير لم يكن في صالحنا .. فجاءت وفاته المفاجئة و تغير المشروع قليلاً ..
الإعلامية يافا :
الأستاذ وسام الباش عضو هيئة التحرير في بيت فلسطين للشعر عندما تحدثت قبل قليل عما كان يقوله الشاعر المرحوم طلعت سقيرق عن أن الانقسام سبب قلة الأدب المقاوم ، يؤمن أن النافذة التي كانت تطل منها والدته سينظر منها يوما ً ، و يؤمن بأن الشارع الذي كان يمشي فيه والده يجب أن يمشي فيه .. هو إذاً كان لديه إيماناً عميقاً بحق العودة .. هل برأيك أن هذا الإيمان ، و قليل من الناس أصبحوا الآن يؤمنون به خاصة في ظل التفريط بهذا الحق .. ربما هو من أبخس هذا الشعر أو أحد الأسباب التي أبخست هذا الشعر حقه لأنه كان يؤمن بعودته ، يؤمن بأن فلسطين له من بحرها إلى نهرها .. الخ ؟ ..
الصحفي و الباحث وسام الباش :
قيل فيما قيل : إن الشعر موقف ، و الشاعر موقف ، و كثير من الشعراء الفلسطينيين ، دفعوا ضريبة كبيرة عن هذه المواقف ، شعراء ما يسمى بالسلام ، و شعراء ما يسمى بمرحلة المصالحة ..
الإعلامية يافا :
لو كان من هؤلاء كان اسمه لامعاً ؟
الصحفي و الباحث وسام الباش :
طبعاً .. لترشح لجائزة نوبل كغيره ، و لكن كما قلت الشعر موقف و كان يدفع ضريبة غالية لموقفه ، إيمانه بفلسطين كان عميقاً جداً ، إيمانه بحق العودة كان عميقاً جداً ، هذا الكلام تقرئينه في سطور في قصائده ، يقول بالحرف الواحد : ( أنا كإنسان أدعو إلى المقاومة ، كإنسان أرفض تماماً أن أتعايش مع الآخر ) – العدو – يرفض مهما كانت الأسباب ، مهما كانت المبررات ، لذلك هو شاعر يرى في فلسطين كل فلسطين ، لا يرى فيها جزءاً ..
و نحن في بيت فلسطين للشعر بصدد مشروع جمع الأعمال الكاملة للشاعر طلعت سقيرق ، و إصدارها في كتاب واحد ..
الإعلامية يافا :
الزميل نعيم ابراهيم .. لماذا دائماً الشاعر الراحل هو الشاعر الجيد ، و ليس قبل ذلك ، بكل مناحي حياتنا يصبح من يهتم بطباعة دواوينه ، بكتبه ، بصوره على غرار الصور التي رسمها الفنان الذي معنا فتحي صالح ، لماذا ؟؟؟؟ !!!! ...
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة هذا سؤال الوجع الفلسطيني و الوجع العربي و ربما الوجع العالمي أيضاً أن المبدع عندما يموت يأخذ حقه بشكل أو بآخر من النقد أو الحديث عنه و عن أدبه و عن إنجازاته .. حقيقة أنا لا أغالي إذا قلت : إن هذا الشاعر هو فعلاً شاعر كبير و يستحق الاهتمام به أكثر من ذلك ، في حياته لم يأخذ نصيبه كما ذكرنا من النجومية إذا جازت التسمية ، و كنه كان معروفاً ، كان اسماً لامعاً ، كان قلماً سيالاً في العطاء الأدبي بكل أصنافه ، و الآن ينبغي أن يأخذ حقه أكثر في نبش ما كتبه ، و في نبش التراث الذي تركه و حتى نستطيع أن نخلد هذا الاسم و هذا العطاء و هذا المنتوج ، و لكن اسمحي لي زميلتي العزيزة هنا أستطيع أن أتحدث بثوان معدودات أن هذا الأديب كتب الكثير من الأغاني للفرق الفلسطينية و التي للأسف لم يذكر اسمه نهائياً في ذلك ، وهذا تقصير في حقه ، و هو كان يحزن عندما نتطرق إلى هذا الحديث .. أغلب ما غنته الفرق الفنية الملتزمة الفلسطينية كتبه طلعت سقيرق ، لماذا لا يذكر اسمه ؟ لماذا لا يتم الحديث عنه ؟ .. و أعتقد أن أرشيف إذاعة القدس غني في ذلك ، و موجود له الكثير من القصائد المغناة ..
الإعلامية يافا :
هل هذا سطو أدبي ؟ أم تجاهل ؟
الإعلامي نعيم ابراهيم :
حقيقة تجاهل .. هنا أجدد دعوتي لنبش هذا التراث على كافة الصعد .. و هناك لديه موسوعة الأدباء و الكتاب و المثقفين الفلسطينيين أيضاً لم تأخذ طريقها إلى النور .. أرجو من الجهات المعنية أن تأخذ في الحسبان ذلك لاستكمال هذا المشروع و غيره من المشاريع التي تحدث عنها الأستاذ فتحي ...
الإعلامية يافا :
أختم معك الأستاذ فتحي عن الفضاء الإلكتروني و موقف الشاعر طلعت سقيرق من هذا الفضاء رغم أن معظم الشعراء لا يجيدون التعامل مع هذه الوسيلة الحديثة ..
الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح :
في البداية دعينا نتحدث عن ميزته ، إنه شاعر يأبى أن يكبر ، ففي روحه الشباب المتجدد دوماً ، و هو دائماً يحب التعرف إلى كل شيء ، و أن يخوض في كل شيء فلا تمر مناسبة أو موضوع إلا و يحب أن يخوض و يجرب فيه ، و عندما ظهرت المواقع الإلكترونية كان من السباقين إلى تعلم الكمبيوتر ، و تعلم الدخول إلى مواقع الانترنت ، و كان من السباقين إلى عمل المواقع و التواصل ، في البداية كان التواصل من خلال البريد الإلكتروني ، ثم مشاركات في منتديات كان يدعى إليها ثم تأسيس مواقع و من هذه المواقع / نور الأدب / و كان مديراً له .. في هذا الموقع حضني لأن أكون مشاركاً فيه في مجال الفن التشكيلي .. لذلك هذه الروح الحيوية عند الشاعر طلعت سقيرق جعلته دائماً يتقبل كل جديد سواء في الشعر و الأدب و غير ذلك ، لم يكن متشنجاً ...
الصحفي و الباحث وسام الباش : يختم بقصيدة / ومضة / للشاعر طلعت سقيرق
المرحوم طلعت سقيرق يقول :
سنة .. سنة
كن نحلة تمتص حلو الأزمنة
و تصوغه عسلاً لكل الناس
إن القلب حين يعانق الدنيا هوى
يزداد دفء الأمكنة
الإعلامية يافا :
أشكركم ضيوفي الكرام :
- الصحفي و الباحث وسام الباش عضو هيئة التحرير لبيت فلسطين للشعر
- الفنان و الكاتب الصحفي فتحي صالح
- الزميل الإعلامي نعيم ابراهيم
- أكرر شكري للشاعرة غادة فطوم التي شاركتنا عبر الهاتف في حلقة اليوم
- و أشكر لكم طيب المتابعة أعزائي المستمعين
- زميلي أيهم مشكوراً شاركنا في الهندسة الإذاعية
- تحية إلى اللقاء
.................................................. .[/frame]